المتقاعدون وبعض هموم أحدهم
ليس اكتشافا أو جديدا ولا عجيبا أو عيبا عندما أقول:إن أكثرية جيلنا تعاني من الأمية في مجال التقنيات الحديثة وبخاصة (الكمبيوتر – و – الموبايل ) .
وأولادنا بل أحفادنا أكثر معرفة منا بهذه الأمور ، و شخصيا فوق أّمّـيتي إنني عتيق وعريق في هذه (الجاهلية )، وكثير من الأخوة والأصدقاء الشباب يرق قلبهم وتأخذهم الشفقة عليّ ويتحمسون ويبدؤون بإرشادي وتعليمي ويصبحون أساتذتي ، و في كل مرة كنت أكتب ما يقولوه ولكن!!!!!!
عندما يذهبون وكأنهم يأخذون معهم ما كتبته.لأنني فورا ً أتحمّس وأندفع لتطبيق التعليمات من الوصفة (الراشته) ، لكن تعوقني الرشاقة ومرونة الأصابع ، والأهم من هذا وذاك هو عدم المعرفة (الجاهلية) ، لأنه من الأكيد أنني أقع في خطأ ما وأضغط على أحد الأزرار أو الأشكال الصغيرة ،فأجد نفسي في متاهة وأحجية، فأرتبك وأحتار وأقع في حيص بيص ويدخل الحابل بالنابل ولا أعرف ماذا أصنع بهذه الطلاسم ؟ فلا أستطيع الاستمرار ولا الخروج ولا العودة للبداية وفي هذا الحالة لا أجيد إلا ( الشتائم والسباب و .....؟؟؟؟) وتعاطف الآخرين .
وهناك مشكلة أخرى وهي : أحيانا وبشكل عابر يدلني أحد الأصدقاء على حل لقضية ما، كأن يرشدني كيف أعمل لترتيب الأسماء حسب الأحرف (الهجائية)، فأعود وأنفـّذ التعليمات فتنجح التجربة وأستمر في تطبيقها لمدة أسبوع أو أكثر طيلة حاجتي لها ، ولكن عندما أتوقف يومين عن تكرار ذلك ، أكتشف أن شطارتي الجديدة قد رحلت والأنكى من هذا أن اسم الذي علمني قد هاجر من ذاكرتي والى الآن .
والمعضلة الكبرى هي محاولتي الدخول إلى( الانترنيت) : بعد أن أتعوذ وأبسمل وأقرأ الشهادتين والفاتحة أتكل على الله وأضغط ( زر الانترنيت) فأجد أنه لايوجد كلمة مرور أو أنها تغيرت أوتضاعف عدد النقاط ، وأحيانا تكون الأمور عادية وأتصل ، وبعد مضي زمن يحتاج لصبر (أيوب)، يأتي الجواب: بعد التحقق من اسم المستخدم وكلمة المرور تم الاتصال ولكن يوجد خطأ في الصفحة ، والأعجب من ذلك أن الجهاز أحيانا وفجأة يـُـطفأ من تلقاء ذاته ، ثم أنه يرفض العودة للعمل، فلا أجد حلا سوى تسليم أمري لرب العالمين ،وأقبل الانسحاب وخسارة الجولة.
والآن وقعت مفارقة عجيبة ، وأنا أكتب الفقرة السابقة تغير لون الأحرف فجأة، مرة إلى الأحمر ومرة للأزرق ، دون أن ألمس شيئا، مسحتها وأعدت كتابتها فأصبحت سوداء عادية ، هكذا وبمزاجية لاأجد لها تفسيرا ، كيف حدث ذلك؟ ولماذا لاأعلم ؟
وسابقا قال لي العارفون : إن الجهاز غير طبيعي فيه عطل أو (فيروس) وصوبوا الأخطاء وأضافوا (ديسكات)الحماية من( الفيروسات)أي قاموا بكل شيء من تلاوة (ربع ياسين) و قراءة (الرقية) وسقوني من طاسة الرعبة و وضعوا التمائم وأقاموا الحواجز والأسيجة التي تمنع تسرب (الجنيات) ولكن ظل الأمر كما هو كأن شيئا لم يكن ،ولله الأمر.
وأمنيتي أن أنتقل من(سورة ألف ب) وتهجئة الحروف إلى (سورة ألف لا شن عليها) . - تعابير يعرفها من تعلم في الكتاتيب- لأصبح متفوقا بين الأميين.عندها سأقيم حفلا صاخبا مليئا بالطبول والزماميروالدبكات.
أو أن أعمل بنصيحة أحد أقراني المجربين عندما قال: اصنع كما فعلت أنا دع (الكمبيوتر) وشأنه ولا تسبب له الصداع فهو عصيٌّ على فهمنا ولا يعرف التعامل معنا ، تحرّر منه و أطلق سراحه.
ولكن رغم كل هذه الحيثيات فاني مـُصـرّ على الاستمرار وإزعاج الآخرين لتعليمي ، لأني لا أقبل الاستسلام وأرفض الإنكسار والهزيمة.
تنويه: سأعتمد على بعض الإخوة لإرسال ما كتبت .
حسن علي القطريب