"تمام
كحيل"
نظروا
عالياً في السما فرأوا أجراس العودة و رسائل المآذن فختاروا الصراع مع الطبيعة و
هنا كنت أنا حيث لا أنا و هي قابعين بعد الولادة فتمَ إجهاض من قبل الجاني الذي
إختار الجانية لتسيير إمورهم و أمورها ففي النهاية كل أنواع العبقريات إجتزتها
لأصادف الموت البطيء من قبل المجهول، يذرف دموعاً و يبكي قلقاً، رغم خوفه رغم ذلك
فأنا و قلبي متفقان لكن الشوارع تناديني و تقول لي إذهب بعيداً فأنت طفلٌ عاق لا
ترضى الهزيمة.
بعد هذه
المقدمة المترابطة و القريبة من موضوعنا إقتراب الأرجل للأرض سأقول بأن الحياة
ولدتني لذا جئت ففي بداية النهاية هناك من يتكلم عن صراع الأجيال وآخرون يتكلمون
عن مبدأ الحرية و التعاطي معها فالخلاف بين التربية و الحب يولد جنين معاق نفسياً
حتى ولو أصبح وزيراً فهناك إختلاجات داخلية تجول في باله و صراع دائم حول مفهوم
التربية وكيفية التعاطي مع هذه الأحرف فالإعتراف بالذنب لا معنى له من الإعراب،
فالتمرد و قول الحقيقة هي في نظر الأغبياء الخروج عن المألوف ففلسفة المنطق و
معرفة الذات بحاجة إلى البدء من نفسك و الإعتراف بخطأك ثم تصحيحه بعد فوات الأوان
.
في إحدى
الأيام المضاءة بضوء الحياة سألني أبٌ متعلم فقال لي: كان ولدي يذهب معنا آثناء
الزيارات العائلية التي نقوم بها أنا وأمه، وعندما كبرَ قليلاً أصبح متمرد لا
يعجبه العجب و الحياة التي يعيشها الآن كنا نحلم بها سابقاً، فأجبته بأنه ممكن أن
تكون الأحاديث التي تتطرقون إليها فارغة لا ترضي هذا الشاب المتمرد، فضحك ساخراً
مني فبينما أنا شارد الذهن و بلحظة صحو قلت له ما تحدث به " جبران خليل
جبران" عن الأبناء فيقول:
«إن أولادكم ليسوا لكم
إنهم
أبناء و بنات الحياة المشتاقة إلى نفسها. بكم يأتون إلى العالم و لكن ليس منكم
ومع أنهم
يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم
أنتم
تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم
ولكنكم
لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكاراً خاصة بهم.»
فطرائق
التفكير العلمي متعددة لكن التطبيق العملي بحاجة ليد معطاءة
فالفيلسوف
ديكارت عندما قال: أنا أفكر إذاً أنا موجود فهذا أعمل العقل ليصبل مستعيناً ببعض
ما يعلم و يقضي على المجهول، فطرائق تفكيرنا تلقائية و عفوية لاتستعمل العقل فأنا
إذا لا داعي لوجودي أم غير موجود الأصح الثالثة وهي تعطى للقارىء .
فخلاصة
القول: إنني أوكد على ضرورة تبني العلم و التفكير المعاصر للواقع المعاش و السير
بإتجاه الشكل السليم للحاله الأنية، عن طريق تطوير منهج تفكير الأهل في عالم سريع
التغيير و التجديد.
فهنا
سأسمح لنفسي أن أستشهد ببيت "لأبي العلاء المعري" القائل:
وإني وإن
كنت الأخير زمانه لآت بما لا
تستطيعه الأوائل
المراجع: عبقري
الأجيال "جبران خليل جبران"
شاعر
الحكمة أبي العلاء المعري