كان جالسا ومن حوله اصدقائه في مقهى باحد شوارع المدينة وكان اكبرهم لم يتجاوز السابعة عشر وامام كل واحد منهم الارقيلة الا واحد كان يدخن السيجار وعلى الطاولة فتح احدهم الموسيقا الصاخبة الصادرة من محموله وكان يصرخ بالعامية ( يا عيني عليك يا مايكل جاكسون)
انتابني الفضول واردت ان اعرف مثل هؤلاء الفتية بماذا يفكرون وما طموحهم في هذه الحياة وبطريقة وباخرى استطعت ان اقترب منهم وافتح معهم موضوعا بعد ان طلبت منهم الجلوس وفي سياق الحديث سالتهم بماذا يعجبكم مايكل جاكسون فكان الرد بان جاكسون رمز الحب والحياة فقلت كيف يكون رمز الحب والحياة فاجابو هو رمز الحب ( مانك عم تشوف الصبايا كيف بيحبوه وبيطير عقلهم معاه وهو رمز الحياة لانك لما بتسمعوا بتحس انك عايش )
فقلت لهم الا تعرفون ام كلثوم وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة فردو جميعهم من يكون هؤلاء الا واحد قال انا اعرفهم فقد رايت اسماؤهم على اشرطة الكاسيت في مكتبة ابي وعندما وضعت احد الاشرطة وسمعت قليلا منه لم افهم عليه لان لايوجد فيه شيء من الموسيقا الصاخبة والدانس انه شيء مزعج .
نظرت في عيونهم وكلي حسرة على جيل ضائع وبعد تامل قلت ان المطربين الذي قلت لكم اسماءهم هم شيء من اصالة العرب مثلهم مثل ابن سينا وابن النفيس وعباس ابن فرناس وابن المقفع فقاطعني احدهم قائلا وماذا يغني هؤلاء هل يغنون الروك فنهضت وكان صاعقة اصابتني وهززت راسي ورحلت عنهم وانا اتاسف على هذا الجيل الذي لا يعرف من الحياة غير مويقا الراب والروك وارتياد المقاهي ياله من جيل ظالم ومظلوم نعم ظالم ومظلوم .
ظالم لانه تائه في زمن العولمة لايعرف شيء عن اصالته وعروبته ولاحتى لديه شعور لهذا الانتماء ومظلوم كل الظلم من اهله وجيرانه والمجتمع هؤلاء الذين اهملوه ليصل الى ما وصل اليه فدعوة الى كل عربي من المحيط الى الخليج لنعمل معا على نوجه من تاهو من ابناء هذا الجيل ونثقفهم ونعلمهم ونبني بدل الديسكو والمقهى مكتبة ونكثف حملات التوعية وان نعمل على تجسيد شخصيات كرتونية تبث على شاكلة برامج اطفال تمثل تاريخ علماءنا ونجومنا وشخصياتنا العربية المميزة وتحبب الاطفال بانتمائهم ولغتهم العربية وبكل حلقة تكون موضوع عالم او فيلسوف او شخصية عربية لان زمن العولمة قد تمكن من هذا الجيل فلنوقفه قبل ان يتسلل الى الاجيال القادمة ولنحاول ان نصلح ما افسده في الاجيال الحاضرة لان الحرب الان حرب ثقافة وتراث وطمس معالم الهوية العربية فهيا لنقول لا نحن هنا بالمرصاد لنكافح دخلاء الثقافة العربية والتراث والاصالة لتبقى لغتنا فخرنا وتراثنا وتاريخنا هويتنا التي نعتز بها على مر العصور.