حرية راكبي الأحذية
ما سأقوله ليس غريبا على أحد ، ويشاهده كل منا يوميا، في كل مكان في سلمية وبصور أكثر غرابة ومتشابهة ومتكررة.
أحجية لاأجد حلا لها ، وسؤال لاأعرف الإجابة عليه ، ولمن أوجهه.
وتلك معضلة أرصفة الشوارع في سلمية.من المفروض أن تكون للمارة ( راكبي الأحذية) ، علما أن شوارع سلمية، كما هو معروف ضيقة ومكتظة (بالمركوبات) الثابتة والمتحركة، ولها حديث آخر سيأتي فيما بعد.
والكل يتسابق بالاعتداء على (راكبي الأحذية)و(البلدية) أول من سلبهم بعض حقهم بأن أعطت أصحاب المحلات جزءا من الرصيف مقابل (بدل إشغال) ، على أن تحمي بقية حقهم من الرصيف ، ولكنها منحت أصحاب (الدكاكين) حريتهم ليمارسوا ما يسمى( الإ شغال السفيه).
فهذا مواطن احتل الرصيف وسيّجه ووضع له باب وقفل ومفتاح، وآخر استولى على كامل الفراغ بين محله والشارع وأخذ راحته بوضع ما يريد من أصص الزهور و من البضاعة في مياهه الإقليمية،وكل حسب مهنته( صناديق خضرة ، وألبسة وثياب ، حدادة، خردوات إلخ ..). وتركوا (لراكبي الأحذية) الحرية في أن يقتحموا الشارع ويترددوا فيحجموا أو أن يتأرجحوا بين السيارات ، ونصيحتي لهم أن يكونوا حفاة لأن ذلك يزيد السرعة في الحركة .
ولقطة أخرى وهي أن في تصطدم على الرصيف مع أشخاص يقومون بالزيارات وإجراء الأحاديث وتبادل ( النكت) وحتى تفسير المنامات.
ومن ناحية أخرى فمواطنون آخرون أنعم الله عليهم فاشتروا سيارات حديثة ، ولم يجدوا مكانا يتباهون به بسياراتهم، فوضعوها على رصيف المارة ، ليراها( راكبوا الأحذية) .
ويقلدهم أصحاب المتورات ، وأيضا وجدوا الأرصفة ملاذا لهم ، فيضع أحدهم ( المتور) هكذا بالعرض ، ليعطي الحرية (لراكبي الأحذية) ليمارسوا رياضة التزلج في الطرقات.
بالإضافة إلى ما سبق هناك حفلات سمر على الأرصفة ، فيجلسون على الكراسي وتبادل أنخاب( المتة)والشاي أو لعب طاولة الزهر.
ومجموعات أخرى( يمدون الحصر) على الرصيف ويجلسون عليها، ويضعون (المتورات) على الجانبين ليحموا المساحة حولهم ، ويقومن بالطبخ وإعداد وليمة العشاء.
والأنكى من هذا أن بعض الناس يركبون داخل ( البيك آب) ولكن باحتلال الرصيف ، لماذا لا أعرف ؟ ربما ليس بإمكانهم شراء سيارة وهم يحبون الركوب، أو لا توجد لديهم (متورات) يضعوها حولهم ، أو ربما كانوا من المحافظين وليس عندهم ( شراشف) يستترون خلفها.
وأصبح من المشهور اليوم أنه في أي مدينة في سورية يعرف أهل سلمية مباشرة،
لأن ابن سلمية لايعـرف أن يسير إلا وسط الشارع، أو ممارسة (الزيك زاك ) بين السيارات
فهل المعني هنا المواصلات وشرطة السير بخصوص السيارات والمتورات.
هل( البلدية)؟؟أم المشاكل والتي هي في حداد دائم على القانون ، وهي التي شجعت الجميع على تحديها لأنها لم ولا تلاحق المخالفين، هل المواطن ؟
وفي كل الحالات نجد أن ( مستوطني الأرصفة)هم الذين يقومون بالاعتداءات ،لأنه بعد وفاة القانون . أصبح شعارهم ( تبدأ حريتك عندما تلغي حرية الآخرين)
حتى و لو كانوا راكبي الأحذية.
راكب فردة حذاء