حسين هاشم لن ننساك أيها النقي

ذهبي عدد الرسائل : 44 تاريخ التسجيل : 01/06/2007

حسين هاشم .. لن ننساك أيها النقي

في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الصديق حسين هاشم الذي غادرنا في 9/12/2008

عام على الرحيل أيها النقي المنفي في زمن العهر الممتد في كل الأصقاع

عام على الرحيل وضحكتك المضمخة بالسعال والألم تنوس في ذاكرتنا نحن ثلة الأصدقاء الذين كانوا معك في أيامك الأخيرة

عام على الرحيل والغصة التي خنقتك تحاول أن تفتك بنا ..

عام على الرحيل وأنت بيننا أيها الشامخ الذي لم ينحن للريح التي عصفت به ذات مساء فأصر على التحدي والمواجهة ظناً منه أنها ستستكين كما غيرها ، لكنها خدعته ، ناور طويلاً حتى تمكنت من لوي قامته المديدة ..

لازلت أذكر كيف غصصت وأنت تروي لنا حكايات الأصحاب الذين قالوا لك أخذنا علماً بمرضك ، أو وأنت تعاني من هجر بعضهم الآخر لك نائياً بعيداً ..

لو أنك رأيتهم يا حسين كيف تقاطروا بعد موتك كي يرثونك بقصائد لا تنتمي في شيء إليك ..

لو أنك رأيت كيف أعلنوا صداقتك وسفحوا دموعاً كاذبة .. لو أنك سمعتهم لبكيت لحالهم وهم يحاولون أن يستثمروا موتك كي يحققوا مجداً متخيلاً ..

صديقي حسين :

لا أزال أسمع صوتك يهدر في منتدانا الأسبوعي ، أو يأتيني متقطعاً عبر هاتفك وأنت تعلن رغبتك بالقدوم إلينا ،

ولأنني لم أكن أريد أن أكتب قصائد مدح أو رثاء لم أنقطع عنك .. كنت أعرف أنك راحل في وقت غير بعيد ، وكنت أحس بملاك الموت وهو يحوم حولك في كل مكان ، لكنني لم أكن قادراً على فعل أي شيء كي أرده عنك ..

كنت تريد أشياء وأشياء ، لكنك لم تعلنها في جلستنا الأخيرة في المشفى .. ألححت عليك فطلبت فنجاناً من القهوة وأنت تمعن في وحدتك التي دفعوك إليها مرغماً .. ولم أرك بعدها .. سمعت صوتك وأنت تعلن دنو الموت ولم أبك لأنني كنت أظنك ستدفع ملاك الموت بيديك بعيداً عنك ولو لبعض الوقت ليس إلا ..

إني أسمعك الآن عبر هاتف غير مرئي .. تسألني عن الأصدقاء الأصدقاء اطمئن لازالوا يذكرونك بخير ويقرأون أشعارك .. شريط أمسيتك الأخيرة في جمعية أصدقاء سلمية وزعناه على الجميع .. قالوا لي أنهم يصغون إليها بين الفينة والفينة .. أمسية الوداع التي أقامتها الجمعية كانت رائعة تحدث عنها الجميع وجل المشاركين كانوا من خيرة أصدقائك ..

طبعنا مجموعتك الأخيرة ( بدايات متأخرة جداً ) التي تركتها في عهدتنا ووزعناها على الحاضرين في الأمسية ، وتولت الجمعية وبعض الأصدقاء توزيع الباقي ، هي في بيوت الجميع الآن ..

تسألني عن المواقع والمنتديات الإلكترونية التي كنت تتابعها .. لقد كتب فيها عنك الكثير من الأصدقاء والأدباء .. وأعلن بعضها الحداد .. و .. و ..

أما الأهل فقد رحلت منذ مدة قصيرة ربة بيتك ، لقد هدها المرض والحزن والألم ، أولادك يصارعون الحياة وحفيدتك ( بتول ) لا تزال تنتظر حكايا جدها ..

( فريتان ) قريتك الجميلة طالت شتاءاتها الشحيحة أكثر مما ينبغي حزناً عليك ..

و(سلمية ) مدينة الشعر والشعراء يعسكر الحزن في روابيها فتجف دموعها وتبدأ بالنوح كالثكالى على مبدعين حملوا اسمها وطاولوا الجوزاء ثم رحلوا دون أن يتركوا لها كلمة وداع واحدة ..

وأسمعك تسأل عن جلسات الشعر في منتدياتنا ، اطمئن هي لاتزال تحفل بالكثير الكثير من القصائد التي تحب ، ونحن نقرأ في الكثير من جلساتنا قصائد من مجموعاتك ( أناشيد الفقراء – وصارت تضيق بي الأرض – وحيداً وعارياً كان يقف – مطر لبلادي وقلبي – غبش – مواجهات خاسرة – حقيبة الغياب – بدايات متأخرة جداً )

ولا يزال الأطفال في مدينتي يقرأون بشغف قصصك ( عصفوران وقصص أخرى )

حسين هاشم لن ننساك أيها النقي ..

محمد عزوز

سلمية في 9/12/2009

الشكر كل الشكر للأستاذ محمد عزوز انه دائما يقف متأملا الأصدقاء الذين غابوا فيستحضر ذكراهم التي لاتكاد ينطفيء نورها وبفضل امثال الأستاذ محمد لن تخبو نار شعلتهم ابدا وسيظلون في الذاكرة عبر الأجيال