يا نسيم الريح قول للرشا .. لم يزدني الورد إلا عطشا ..كثير منا يعرف هذه الأغنية الجميلة الذي أطربنا بها مارسيل والكلام الروحي الناعم الذي يدخل القلب بلا استآذان.......
وفي هذا الموضوع أحببت أن نتعرف سوية على كاتب هذه الكلمات الشاعر الصوفي الحلاج ومقطوعات من كلماته :
الحلاج _ 244 - 309 هـ / 858 - 922 م
الحسين بن منصور الحلاج.
فيلسوف، عدّه البعض في كبار المتعبدين والزهاد وأعده آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين.
أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق، وظهر أمره سنة 299 فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان.
وقيل: كان يظهر مذهب الشيعة للملوك (العباسيين) ومذهب الصوفية للعامة.
وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي فأمر بالقبض عليه فسجن وعذب وضرب وقطعت أطرافه الأربعة ثم قتل وحزّ رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد.
أورد ابن النديم له أسماء ستة وأربعين كتاباً غريبة الأسماء والأوضاع منها: (الكبريت الأحمر)، (قرآن القرآن والفرقان)، (هو هو)، (اليقين).
...... وهنا أقدم لكم مقاطع من أشعاره الذي اتصفت بأنها صلاة للعشاق وللروح الإلهي.....
انتهيت من كلامي أترك الشعور لكم أحبتي .........
( هذه مقاطع من احدى قصائده)
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس
يا نسيم الروح قولي للرشـا لم يزدني الـِورْد إلا عطشـا
لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا إن يشا يمشي على خدّي مشا
روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشـا
عجبتُ لكلّي كيف يحمله بعضـــي ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضــي
لئن كان في بسط من الأرض مَضْجَعٌ فبعضي على بسط من الأرض في قبضي
ما زلتُ أطفو في بحار الهوى يـرفـعـني المَـوْجُ و انحطُّ
فتارةً يـرفعـني مَـوْجُـهـا وتـارة أهــوى وانـغــطّ
حتّى إذا صيَّرني في الـهوى إلى مـكـان مـا لـه شــطّ
ناديتُ يا من لم أَبُـح بِاسمـه ولم أَخُـنْـهُ في الهــوى قطّ
تقيك نفسي السُّـوء من حاكم ما كان هذا بيننــا شــرط
إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع
وصار كلّي قلوباً فيك داعية للسقم فيها وللآلام إســراع
نديمي غير منسـوبٍ إلى شيءٍ من الحيـف
سقاني مثلما يشـرب كفعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكــأس دعا بالنطع و السيـف
كذا من يشرب الراح مع التِـّنين في الصيف
صَيَّرني الحقّ بالحقيقـةْ بالعهد والعقد والوثيقـةْ
شَاهَدََ سرّي بلا ضميري هذاك سرّي وذا الطريقةْ
وَحِّدْنِي واحدي بتوحيِد صِدْق ٍ مـا إلـيه من المسـالك طَرقُ
أنا الحقُّ و الحقُّ للحقِّ حـقٌّ لاَبِـسٌ ذاتَـهُ فما ثـمّ فَــرْقُ
قد تَجَلّتْ طوالعٌ زاهــراتٌ يتـشعشعْنَ في لـوامـع بَـرْقِ
ركوبُ الحقيقة للحقِّ حـقُّ ومعنى العبارة فيه تدقّ
رَكِبْتُ الوجودَ بعين الوجودِ وقلبي على قسوةٍ لا يَرِقّ