مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حيدر محمود حيدر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله.. Empty
مُساهمةموضوع: محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله..   محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله.. Empty3/4/2010, 3:26 pm

محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله..

كتبت مايلي:

أيّها القنديل الذي فقدناه..أيّها المهر الذي قطعت في رحلتك الطويلة،القصيرة،كلّ فيافي صحراء أمّتنا العربيّة وقفارها..ومع ذلك كنت تتألّم وتصرخ وتصيح:

بشراسة ونهم الفهد الجائع...

أضع راحتي حول فمي وأصرخ:

يا إلهي.

أنقذني من هذه الصحراء..

إنها تفقدني عقلي وصوابي وتوازني..

وأنقضّ على كل ما فيها من شعر ونثر

ومسرح وغناء وعواء..

وسجع وتجويد وتفخيم وإطناب وهذيان..

هذيان..نعم كنت.. وأنت تمتطي صهوة الشعر، وتقوده من ناصيته،كنت في حالة من الهذيان،لأنك كنت تحلم لهذا الوطن بحلم قديم عظيم، رضعته من ثدي العروبة،وامتدّ حلمك على امتداد مساحاته الشاسعة..وشعرت بأنّ الوطن يمكن أن يكون واحة وارفة الظلال يستظلّ بظلها أبناؤه،وطن لايمزّقه محتلّ،ولا تبلى رايات مجده الخفّاقة،وطن تزهر أشجاره العارية ،قبل قدوم الرّبيع..

حلمي القديم:

وطن محتل أحرره

أو ضائع أعثر عليه

حدوده تقصر وتطول حسب مساحته وعدد سكانه وأنهاره ونشاط عصافيره

والمغتربين من أبنائه

والعابرين في طرقاته

والمزوّدين بالوقود في أجوائه

وطني حيث يشرب المارة

ويشفى المرضى

وتزهر الأشجار العارية

حتى قبل وصول الربيع إليه



وورغم أنّك كنت ابناً باراً من أبنائه،إلا أنّ القساة كانوا يهددونك، ولم يتركوا لك حريّة اختيار مفرداتك،كنت غنيّاً في مخيلتك ومفرداتك ، كحقل قمح من حقول سلمية التي درجت على بيادرها، وشبيّت،ومع ذلك وضعوا لك العصيّ في عجلات الحريّة والاختيار،فإمّا أنا تسكت،أو تقصّ لهم قصصاً خرافية، مثل أيّ شيخ يقيم في أقاصي ريفنا البعيد..



أنا مهدد دائماً..

بانتمائي وعروبتي وطفولتي وشبابي..

وقلمي ولساني ولغتي..

ودائماً عندي كلمات جديدة..

في الحب والوطن والحرية وكل شيء..

ولكنني لا أستطيع استعمالها..

لأن شبح بلادي الصحراوي..

لا يسمح لي بكتابة أي شيء..

سوى الرقى والتعاويذ والتمائم..

على بيضة مسلوقة..

لعلاج نكاف الأطفال أو سعالهم..

مثل أي شيخ أميّ في أقاصي الريف البعيد.

ولأنك رفضت الذلّ والخنوع والاستكانة،لذلك كنت الهنديّ الأحمر في بلاد الغربة، تجولّت ..تسكّعت..جعت.. تعريّت.. ذقت مرارة العازة والحرمان..لا... لأنّّك وطنك فقير..بل لأنّ اللصوص يسرقون خيراته ويرحلون..وكنت في رحلتك القسرية تروي لنا:(1)



كان المطر الغزير يغسل نظارتي

والأغصان المزهرة تلامس رأسي

والثمار الناضجة تلامس فمي

ثم مياه جارية

ينابيع متدفقة

ومياه طبيعية ومعدنية

وأجراس قطعان وكنائس توحد الخالق

* * *

طائرة تقلع، فتحط اثنتان

ورديات عمل تتبادل المواقع والمهام على مدار الساعة

وفنادق ومسارح ومعارض ومقاه وحانات وسيارات ودراجات وجسور محلقات وهواتف ثابتة ونقالة تغطي الأرض وهوائيات وصحون لاقطة تغطي السطوح والشرفات

* * *

أمّا ما يلقى في حاويات الفنادق والسفارات من فضلات فيكفي لخمسة جيوش تحارب على عدة جبهات

وقد انجذبت إلى إحداها انجذاباً قومياً بل شوفينياً

منذ أول لقمة، والتصقت بإحداها التصاق الخروف الرضيع بأمه النعجة

* * *

ومع ذلك أعيش تحت خط الفقر بأمتار..

إنهم يسرقون بلادي!!.

ومع ذلك كانت تخنقك تناقضات وطنك المشرذم الممزق،تريد له أن ينهض من كبوته،وأن يثور..وأن يتوّحد.. وأن يواجه مصيره الضعيف المهزوم، الذي وضعه فيه حكام، لايريدون لأحد أن يجهر بالحقيقة أمامهم، فأيّ وطن هذا الذي يعيشون عليه,,؟؟!!



السيوف في دمشق..

والأعناق في لبنان

الهزيمة في فلسطين..

والمناحة في إيران

المجاعة في السودان..

والمساعدات للسعودية

الكحل في اليمن..

والعيون في الأردن

الربيع في الغوطة..

والخريف في قاسيون

الطبل في حرستا..

والعرس في دوما

لقد انتهى زمن البطولات والشعارات..

وجاء زمن البطولات والشعارات..

وجاء زمن الخيانات والتبريرات.

ومع ذلك فان ضحكات الاطفال وتغريد الطيور

تنقل بالصناديق على الاكتاف من مكان إلى مكان

كما تنقل أدوات الصيد والزينة

لمضارب الملوك والأمراء!

ومع ذلك، وبدلاّ من أن يتعظ الثوار،ويمنحوا الحريّة لشعوبهم بعد تحريره،ويقمعوا كلّ استغلال، كانوا ينادون قبل انتصارهم على المستغلين، وبسرعة البرق تتحوّل الثورة إلى وحش يفترس الطبقة المعدومة التي قامت أساساً من أجلها ولها الثورة..ويورد لنا الماغوط مثالاً من الثورة البلشفية

التي قامت من أجل نصرة العمّال والكادحين:

على شفتي ستالين

وهو يلوح بقبضته في أعياد الثورة والأول من أيار

وضحاياه وخصومه شاخصين في كل أرجاء المعمورة!

إعدام قصيدة

هذه الرعود والأمواج الهادرة

والآفاق المظلمة

والرمال السافية

والطيور المولولة

والجماجم الطافية

والمشانق العالية

والوحل القادم من كل مكان

ليس انقلابا في حالة الطقس!

انه مجرد وجهة نظر!1

الشعب في الشارع

دائماً أتواجد حيث لا يتوقع وجودي احد، وأقول ما لا ينتظره أحد

وها أنا أطل من شرفتي الخاصة على أخطائي المسرحية والصحفية والتاريخية والجغرافية واللغوية

وبيدي قصيدة طويلة كعواء ذئب فيه من اليأس أكثر مما فيه من أمل بسد الرمق

مع فوضى عارمة من صمت المتاحف وجنون الأسعار

والتوقيت الصيفي والشتوي

وفيلم السهرة

ومسرحية الأسبوع

مع دورة رمضان وشعبان والدورة الأولمبية

وتطهير السلك الدبلوماسي

مدافئ عصرية

تدفئة مركزية

أرق الغنائم والكماليات

وسواس التنزيلات

إعلانات مبوبة

مقاعد مريحة

ستائر بمنتهى الجودة

فنون تشكيلية، تعبيرية، انطباعية

ترميم صالات العرض

وفضول الأطفال

خرف المسنين

بريق الأوسمة

سياط الجلادين

أغلال المعتقلين

صبر المقامرين

عذاب الضمير

خدع سينمائية

مؤثرات صوتية وبصرية

فانتازيا تاريخية

نكهات مختلفة مع غولف، بريدج، بلياردو

غسالات، جلايات، أفران غاز

حفلات ديسكو

سجاد فارسي، صيني، الماني يدوي وآلي

وأحلام الثوار في كل مكان..

والمارة لا يقولون شيئاً ولا يبالون.

أيّها الصوت المجلجل في كلّ أرجاء المعمورة..إذا كان الشعر هو تعبير عن حالة شعورية ذاتيّة أو اجتماعية،أو انفعال بحدث ما..فإنّ شعرك يبقى هو اللسان الصادق مع ذاته،والملتصق بقضايا مجتمعه،والمعبّر عن معاناة الفقراء والمحرومين من أبناء هذا الوطن،لقد قال بعض النقاد في الماغوط.(2)( محمد الماغوط، يكتب. ويكتب. ويحفر في ذاته، وفي لحم الواقع، وفي صُور الزمن، بشراسة الشاعر الشفاف، وبرؤيا الكاتب المتمرد.).

أيّها الشاعر الذي كان عزيزاً بطبقة الفقراء والبسطاء،وضنيناً بطبقة الحكام وذوي السلطة،وطبقة المنافقين والفاسدين،ولقد كان شعرك بالنسبة للأولى كغيمة مطر حبلى،وكان ـ بالنسبة للثانيةـ سيفاً مسلطاً على رقابهم ،ولقد كانت محبّتك للأوطان كنبع ماء نمير لاينضب معينه:

الحكام: طغاة، قساة، بغاة، جهلة، انتهازيون، منافقون وقلوبهم حجر جلمود وصخور الصوان.

والشعوب: لمامة، قمامة، صراصير، حشرات، إمعات، مذلون، مهانون، مكرمون.

والأوطان: حبيبة، مفداة، مبتغاة، أبية، موفورة الكرامة، عزيزة الجانب دونها حبل الوريد وحبل الغسيل.

ولقد كان هناك تطابق واندماج بين شخصية الماغوط البسيطة المتواضعة ،وبين مفردات قصائده، وكنت تقرأ في كلّ منها إحساساً عميقاً وصادقاً بالإنسانية، لذلك قال أحدهم حين رثاه(3) محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله.. Icon_sad إنّنا إذ نشعر بفقدانه،ونحننودّعه فإننا نودّع معه قيما لسنا ندري إن كانت ستعود،أو إن كان سيولد مرة ثانية هذاالشخص الفطري الذي ربما بابتعاده عن الثقافة والنظريات والآراء الجاهزة إنما كانيبتعد عن النفاق والزيف عندما توظف هذه الثقافة لخدمة أي شئ إلا الإنسان الذي باتآخر “هم” الكبار الذين لم يسع إليهم الماغوط يوما لأنه كان حليف البساطة والمدافعالأول عن شؤون البسطاء. شـــعره لقد اعتمد شعره كله على موهبة فطرية وإحساس عميقبالحياة ببساطة وانسيابية دون أية فذلكات لغوية أو مباهاة لفظية، إن شعره يشابهشخصيته بل ويتماهى معها بدون تكلف أو ادعاء) ومن هنا فإنّ شعر الماغوط كان يتصف بالخصوصية،ولقد لخص الدكتور نذير العظمة هذه الخصوصية بقولهمحمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله.. Icon_sad إنّ خصوصية شعر الماغوط من أنه نزل إلى الشارعاليومي، واخذ قضاياه من الشارع اليومي، واستطاع أن يكون شعره قريباً من الناس،فشعره للعامة، وشعر الآخرين للخاصة)ولأنّه كان بمثابة سنبلة قمح بالنسبة للفقراء،حورب من البروج العاج العاجيّة ،والقصور الملكيّة،نفي عن وطنه ،وشرّد،وعانى الغربة والحرمان،لذلك عبّر الطائر المجروح عن ألمه وألم الفقراء باستهزاء وسخرية في مسرحه الاجتماعي الهادف والنّاقد،واختار شخصيات مسرحه من الحياة،لذلك وكما قال أحدهممحمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله.. Icon_sad كان الماغوط يستوحي شخصياته المسرحية من الحياة نفسها، لذلك كنا نشعر بها ونصدقهاونؤمن بما تقول ولعل هذا الإيمان أتى من الصدق الذي لعله أهم ما ميّز الماغوط،).وهذا ما لاحظناه في أعماله المسرحيّة(كاسك ياوطن)و(غربة)و(كلب الآغا)وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحاّ جماهيرياً منقطع النّظير،ليس على مستوى قطري وعربي،بل على مستوى عالمي أيضاً، (4)(ويرتبط مسرح الماغوط بالشعر ارتباطا وثيقاً، إذ أن زوجته سنية صالح ترى: أن الماغوط في الشعر يمتطيحلمه ويغيب. ليس بمعنى التخلي الشعوري عن واقعه، وإنما بمعنى الطموح الملحّ لخلقوجود بديل عنه. وجود آخر يهيم معه في سفره. غرفة الشعر غرفة ليّنة، واسعة، فضفاضة. تنتقل كلما أشار إليها الشاعر. أما الآن فلا مفرّ له وهو داخل تلك الجدران المتسخة،من مواجهة الواقع. لذا انعكست أوضاعه على أبطال (العصفور الأحدب). سجَنهم، خلقَهممشوهين وبأمزجة حادة، متقلبة وشائكة. المسافة في المسرحية لا تنقلهم نحو أحلامهم أونحو الأفضل وإنما تحاصرهم. وعندما امتلكوا الحرية تغيرت مرتفعاتهم الإنسانية. دخلوافي علائق جديدة. شكلوا مرة أخرى لعبة الحاكم والمحكوم التي ما استطاعوا أن يذهبواخارج حدودها بالرغم من الحريات التي امتلكوها فيما بعد. في (العصفور الأحدب) لميلتق محمد الماغوط بجمهوره بمعنى المواجهة. التقى به في حالة الجذب والقيادة. ولأنالزمن بينه وبين الآخرين كان شاسعاً أُنكرت كعمل مسرحي، وسُميَّت قصيدة. في الحقيقةكان في (العصفور الأحدب) قائداً يسير خلفه جيش مهترئ، منكوب أرمد. لذا ارتدّ القائدفي (المهرج ) وفضح تلك المخازي.) : (لا ، أفلست أنا من جابه الجلادين و الطغاة والعرابين بصدره العاري صارخاً كمؤذن مجرّح الصوت لا للسلفية، لا للتابو، لا للنفاق لاللبؤس، لا لذل الحاجة و الفقر، لا للركوع، لا لترنح الأجساد على أعواد المشانق، لالتذويب الأجساد بالأسيد، لا لعلب الليل، لا لعمالة الطفولة، لا للعبث بالأرض و الطبيعة،لا لتحويل البحار و الأنهار إلى مكب للنفايات، لا لمصادرة حريات الشعوب، لا لعصرالجواري و السبايا و الإماء ،لا لكنس الشوارب و شطف الدماء كل يوم في المعتقلات،لتسقط كل الحضارات أمام طفل يفغر فاهه لقطرة من الحليب ). يحاول الماغوط بكلّ ما أوتيمن قوة الإحساس ، و صدق المشاعر ، و عمق المعاناة أن يجعل من الأدب شعاعاً قوياًيسلطه على الحياة من أجل اجتثاث المأساة من جذورها ، و استئصال آفات الزمن الرديء . من غربته ، من ثنايا وحدته ، من كوابيسه المرعبة ، و الأشباح التي تقتحم لحظاترقاده القليلة ، تطلّ عليك قصيدة الماغوط آخاذة جذابة ، لا تتمالك نفسك من أن تنهالعليها كما ينهال الجائع البائس على الرغيف ، و الضال التائه على النجم الدليل،تقرأها متسارعاً كما يتسارع نبض العدائين ، متسائلا: أمام أية حقيقة ستضعنا سخريةالماغوط ، و ماذا هناك أيضاً من المفقودات الثمينة التي دفعت به لأن يقف في صحنمحكمة التاريخ يهزّ ضميره ، و يمسك بتلابيبه صائحاً : أوجدْها . * * * (من أي قصبصنعت شبابتك أيها الناسك الوقور ؟ و من أين لأصدائها هذا التنوع المتدفق شلالات منالهموم و الأحزان ؟ من يرقصون كزوربا لا يعرفون رجفة البرد لكننا مثلك لن نغادرالمكان نحن هناك . . عند سفحك الآرامي و لا أظنك عندما سنتوقف عن ركل الأرض بحفنةمن الضياء. )..

وبعد أيّها ا الأصدقاء ماذا نقول في ذكرى رحيل الماغوط،رحلة الطائر المهاجر الذي غادرنا .. ثمّ عاد، ورغم مرارة سنّي البعاد والفراق،ووقعها على أمّه التي عاد من أجلها وهي مريضة،والتي طلبت منه أن يختصر الرّحلة في قطار الغربة،وأن ينزل في أوّل محطة من محطات وقوفه،ولقد كان الرّاحل وفيّاً،عاد ولكن بعد فوات الأوان،واليوم نعبّر في ذكرى رحيله عن محبّتنا له ونقول :عدت إلينا ايّها الحلم السّعيد القصير،الذي حلمت به مدينتك الحبيبة سلمية،حلمت بابنها البّار وهو يعود، فضمّته بين ذراعيها،ورشّت عليه من عطر الحبق الذي عشقه ،وضمختّه برائحة الزيزفون،والشيح،ولفّت جثمانه بعباءة من شقائق النعمان ونحن نعلم أنّ رحيلك عنّا، وعن حلمنا القصير،كان جسداً،ولكنّه باق فينا فكراً وثقافة وأصالة،باق ومتجّذر في تربة سلمية، على ضفاف السّواقي، كجذور شجرة صفصاف،أفنانها الغضّة تروى من أقنيتها التي كان عددها بعدد أيّام السّنة ،وأوراقها الخضراء مازالت تورق حضارة وتراثاً على روابي:(5) جبل الخضر، وعين الزرقاء وأبي زيد، وفوق ذروة أمّ القلاع(شميميس)التي طالما صعدت إليها وأنت طفل صغير حافي القدمين،ولكنّها الآن ومن بعيد ترنو إلى رمسك،وتناجيك ياخالداً في ذاكرتها،ونائماّ بين حدقات عينيها..وموجوداً كما كنت تدرج على سفوح منحدرها،وتغنّي موّالك البدوي المستمّد من ظلال البلعاس،والمضمّخ بعطر رياحينه ووروده.

أيّها الرّاحل.. نم نوماً قريراً..لقد كنت في حياتك،ومازلت كذلك في رحيلك شاغلاً للنّاس،وحلماً للفقراء،وملهماً للشعراء..

سلمية في /3/4/2010

الصديق: حيدر حيدر

****************************************

الهوامش:

(1) قصائد الماغوط مأخوذه من كتابه (البدوي الأحمر).

(2) من صفحات الإنترنيت، نقلاً عن مجلّة المستقبل اللبنانية بتاريخ :13آذار 2006

(3) مقال(محمد الماغوط.. بعد أن استعادته سلمية)للكاتبة(سعاد زاهر)في الملحق الثقافي لجريدة الثورة،رقم(12982)تاريخ /1/4/2006

(4) نفس المصدر السّابق.

(5) جبل الخضر، وعين الزرقاء، وأبو زيد، وقلعة(شميميس)

أماكن في سلمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمّد الماغوط.. في الذكرى السنوية لرحيله..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: بوح-
انتقل الى: