تنبيه.. وتحذير.. إلى أهالينا الكرام...!!
إلى كافّة أهالينا الكرام...
أيتّها الأمهات...أيّها الآباء...
إياكنّ..وإياكم،وحذار.. حذار أن تسمحوا لأبنائكم من ارتياد صالات الكمبيوتر،
وصالات البلياردو دون أن ترافقوهم،أو تراقبوهم،لأنّ هذه الأماكن هي بمثابة المقاهي للكبار،تنتهك فيها كلّ المحظورات،وتباح فيها كلّ الممنوعات،بدءاً من سماع الألفاظ الفاحشة، التي يحتذيها الصّغار عن الكبار،ثمّ يأخذون بترديدها ونقلها في أوساط، تكون نظيفة من عبثهم وطيشهم،وانتهاء بما يحدث في هذه الأماكن من ممارسة لبعض العادات السيئة،كالتدخين مثلاً،الذي يضرّ بصاحبه،وينسحب هذا الضرر على البيئة والمجتمع والوطن،وإذا ماخطر في بال أحدكم زيارة أحد هذه الأمكنة،لوجد أطفالاً في عمر الزّهور يدخنّون،أو يتعلمون التدخين،ولفافة التّبغ سمّ قاتل للعمر منذ الصّغر..يقول الشاعر الأردني مصطفى التّل) محذّراً في من يجد بالتدخين تسلية،اوتفريجاً عن كرب، أو ضيق:
أَوحى لك التدخين ما قد قلته == في كلّ حرف منه نيكوتين
هبلتك أمك كيف تمدح دمية == برطانة ضحكت عليها الصين
ويقول الباحث والعلامة(لويس شيخو)في مؤلفّه (تاريخ الآداب العربيّة)..للشاعر اللبناني (سليم بك تقلا) أقوال وآراء في هذه العادة السيئة وإدمانه عليها،ومن ظريف قوله في من عذله على التدخين:
عذَلَ التدخينَ قومٌ قد رأوا == بيدي سيكارةً أعشَقُها
قال: دعها فهي سمُّ نافعٌ == قلت: لا والله لا أعتقُها
إن تكن سماً فإني محرقٌ == شرَّها بالنار إذ أحرقُها
وعليه فاعذلوا أو فاعذروا == فعلى الحالين لا أطلقها
إن حلالاً أو حراماً أشربها == فأنا الصبُّ الذي يعشقُها
وياليت الشاعر عشق غادة حسناء أحرقت قلبه،ولم يعشق لفافة تبغ أحرقت جوفه..وهذا بعض ممّا يحدث في هذه الأماكن الآثمة،أطفال وشباب يدخنون،وآخرون لانعلم ماذا يفعلون،وليس مستبعداً ،أنّ معظم شبكات السّرقة،يخطّط لها في مثل هذه الأماكن الموبوءة،وربّما تعقد فيها حلقات سارقي الدّراجات النّارية،وخاطفي المحافظ والجظادين من أيدي النّسوة،أو سارقي المحلات التجاريّة،وغيرها من الموبقات والعمال الشريرة التي تكون مرتعاً للعاطلين عن العمل،ومن هم في عداد البطالة.والطفل الذي يرتاد هذه الأماكن لابدّ أن يتعلّم السلوك المنحرف من عيّنات الشباب الذي يمارسون كلّ سوءة أو عمل خارج عن حدود قواعدنا الاجتماعيّة والأخلاقيّة..وربّما يتطوّر بهم الحال إلى ممارسة لعب الميسر،بدلاً من لعب البلياردو،أو ألعاب الكمبيوتر..وممّا يزيد في الطنبور نغمة،ـ وكما ذكرناـ الأجواء البيئية الغير صحيّة التي تسود مثل هذه الأماكن،التي لايتوفر في بنائها أدنى الشّروط الصحيّة السليمة،لأنّها في الأساس، لم تبن،ولم تجهّز لتكون صالات للعب الأطفال،فترى المكان ضيّقاً ،ولكنّه مكتّظ بروّاد هذه الألعاب السّحرية العجيبة،والتي لافائدة منها سوى ضياع للوقت والمال،وربّما ارتياد هذه الصالات يؤدي إلى تسرّب الطلاب من مدارسهم،فتراهم يداومون فيها،حتى ينتهي دوام المدرسة،ثم يعودون في موعد انصراف الطلاب،إلى بيوتهم،على أساس أنّهم كانوا مع زملائهم في المدرسة.
وأخيراً، أيّها الأصدقاء: ومن باب الحرص على أطفالنا وشبابنا،الذين هم عماد المستقبل،و من أجل ابتسامة الأمل، التي ترسم على ثغر كلّ منهم،ومن أجل خدمة المجتمع،وبناء الوطن على أسس اجتماعيّة، وأخلاقيّة نبيلة..وجّهت هذا التنبيه، والتحذير...وكلّي أمل أن يلقى آذاناً صاغية،لدى المواطنين أولاً،و ثانياً، لدى الجهات الرّسميّة، المعنيّة بالإشراف والسّهروالمراقبة على تطبيق الأنظمة والقوانين التي تحكم مثل هذه التصرّفات،والسلوك الاجتماعي الغير ملائم،حرصاً على مصلحة الوطن والمواطنين.والخير فيما اختاره الله..
سلمية في /10/4/2010
الصدّيق: حيدر حيدر
10/4/2010, 12:22 am