في الثالث والعشرين من شهر نيسان تم اختيار هذا اليوم, من عام 1995 يوما عالميا للكتاب.اقرته اليونسكو بإجماع الدول الأعضاء, والذي يوافق ميلاد او وفاة بعض من الروائيين والأدباء, سرفانتس, شكسبير,الخ..
واعترافا للكتاب كأحد أهم القوى المعرفية التي ساهمت في نشر وحماية المعرفة الإنسانية والحضارية على مرّ العصور
ومع صبيحة هذا اليوم احتفلت وبشكل فعلي ,أكثر من مئة دولة بأشكال مختلفة في التعبير ,إن من خلال المعارض التي قامت فيها دور النشر ,او طباعة وتشجيع الكتّاب الشباب لتصل إبداعاتهم إلى القرّاء, كما قامت الكثير من المحلات التجارية بتوزيع كتيبات على المرتادين إلى محلاتهم.
عدا عن المكتبات المتنقلة التي تصل حتى أماكن بعيدة ,كي تؤكد حضور الكتاب الذي يعدو أكثر من كونه سلعة تجارية ,وكي لا تنسى هذه العادة المحببة والمفيدة .كما أن نوادي محبي القراءة ساهمت على طريقتها, حيث قام الأعضاء بفتح بيوتهم, وعرض مقتنياتهم من الكتب, ودفع من يريد من القرّاء أن يعرف ما الجديد كما يمكن إعارة من أراد أي كتاب قد أعجبه .
وفي إحدى الدول توقفت الموسيقى في محطات الأنفاق, وبدأ يعرض حوارات ثقافية تخدم المناسبة هذه.
وفي دولة اخرى وزعت البلديات كتيبات على الناس مذكرة بهذا اليوم.
كما ساهمت في أخرى, دار نشر خاصة بالمواصلات والسكك الحديدية ,بالتعاون مع دار نشر هيئة البريد. بطبع روايات للأطفال وتوزيعها كهدايا مجانية في تلك المناسبة ,كما أن إحدى دور النشر سألت جمهور القراء للقياس والاستبيان: أي الكتاب كان الأفضل لك, حيث الكثير من الإجابات كانت. إننا لنحار في هذه المفاضلة لان بيوتنا محشوة بالكتب وان هذه الأمثلة هي غيض من فيض لمدى اهمية وحب القراءة, كما أنها مؤشر ومقياس لمدى الفعالية الإنسانية والحضارية ,التي يكون للفرد وللمجتمعات دورا في صياغة التاريخ البشري.
وان من المؤسف الغياب الفعلي في العالم العربي ,ليس فقط على عدم الاكتراث بالاحتفال, اوعلى عدم تذكر هذا اليوم ,وإنما لغياب القراءة أساسا من القاموس الاجتماعي العام . وان العربي لا يقرأ سوى ربع صفحة في السنة, بعكس ما يقرأه الفرد من مجتمعات الأرض الاخرى, التي تتجاوزقراءته السبعة كتب.
فها هي اللوحة والوضع المأساوي ,الذي نحن عليه ودون مواربة ,كمقياس تقاس جرائها كل أفعالنا وانفعالاتنا السلوكية المضطربة ,التي تأسست من جراء الغياب والاهمال للقراءة والثقافة والمعرفة .
بالرغم من تذكرنا وانتظارنا بشكل لا يرقى الى الشك. مناسبة الكذب في اليوم الأول من نيسان ,الذي يشحذ همم الظرفاء والثقلاء فيه ,دون وعي ان بوابتنا يمكن ان تكون الثالث والعشرين من نيسان كضرورة ملحة بها يتأكد احترام الذات والآخر.