حيدر محمود حيدر ذهبي
عدد الرسائل : 320 تاريخ التسجيل : 13/11/2008
| موضوع: رسائـل من البــــــــحر..(ج2). 2/7/2010, 5:16 am | |
| رسائـل من البــــــــحر..(ج2).******************************هذا هو الجزء الثاني من موضوعي(رسائل من البحر)والذي قلت فيه: قمت مؤخراً في زيارة للبحر ،وكساعي بريد، ومراسل أمين، نقلت له رسائلاً، أحبّ أن يقرأها كلّ من أحبّ زيارة شواطئه، وركوب متنه،والسباحة في خضمّ يمّه المتلاطم الأمواج، وكأنّها الجبال الرّواسي.والرّسالتان التاليتان،بالإضافة إلى رسائل البحر الرّومانسية السابقة، تعبّران عن هموم البحر وشكواه..منّا،نحن ضيوفه وزوّاره.فلنقرأ ما اشتكت منه شواطئنا..!!ولقد أضفتها بناء على رغبة أحد الأصدقاء ..مع شكري وتقديري له وللجميع.جاء في مؤلف (الرّسائل)للجاحظ والتي بلغ عددها(46)رسالة..هذا الشّعر،الذي يعبّر عن وجد الشاعروتباريح هواه،وهو يضع لقدميه موطئاً على شاطىء البحر مثلنا:فرش الهجر في بيوت همومٍ == تحت رأسي وسادة البُرحاءِحين هيأت بيت خيشٍ من الوص == ل لأبوابه ستور البهاءِفرش البحر لي بيوت مُسموحٍ == مُتَّكاها مطارح الحصباءِرِقَّ للصبِّ من براغيث وجدٍ == تعتري جلده صباح مساءومن المعاني الغزلية،الهزلية لهذه الأبيات،ننطلق إلى تلاوة ما تبقى من رسائل البحر عليكم:الرّسالة الرّابعة تتعلّق بسرقة الأثرياء حقّ الفقراء في الاصطياف على شاطىء البحر،بعد أن اشتروا معظم شاليهاته ومنتجاعاته،وبعد أن بنوا قصورهم بالقرب منه،وعلى أجمل الشرف المطلّة عليه من الجبل المحاذي لشريطه الساحلي ،وبذلك يكونون قد تملّكوا السّاحل والجبل،وهنا لابدّ أن أشيد بالحكومة الجزائرية الشقيقة،التي كانت تحضر طلاب وكشافة المناطق الصحراوية إلى البحر ، وتعيدهم إلى مناطقهم على نفقتها الخاصّة حتى لاتحرمهم الاستجمام على شاطئه الذي يمتد ساحله عندهم إلى أكثر من 1200كم،أتمنّى من بقيّة الدول العربيّة أن تحذو حذو القطر الجزائري الشقيق،وأن تمنع شراء المناطق الساحليّة،أو استثمارها،حتى يتسنّى للفقير أن يجد رقعة شطرنج، يصيّف عليهاهو وأفراد أسرته على شاطىء خلقه الله، ليكون مكان راحة، واستجمام للجميع.والبحر كريم على الجميع،وشاطئه يسع الجميع،قال الشاعر المصري(سيف الدين المشد)من العهد المملوكي،يصف كرم البحر وفيض سخائه:ملكٌ هو البحر في هولٍ وفي كرم طلقُ المحيّا حليمٌ عند قدرته يعطيكَ كل المنى من قبل تسألهُ == إن الكريم إذا لم يزر زارا الرّسالة الخامسة بيئيّة:تتعلّق بتنبيه، وتحذير، أولئك الذين جعلوا من البحر مكبّاَ للقمامة،وجعلوا أقنية، ومجاري الصرّف الصحي للمدن والبلدان المحاذيةله، تصبّ فيه،والبحر لاينقصه مصادر جديدة للتلوّث،فيكفيه،ما يتسرّب من ملوثات آبار النفط البحرية،أو من حاملات النّفط الضخمة،والتي تجوب البحار،وكلّ يوم تسمع كيف أنّ الدّول الفقيرة التي تزور شواطئها بقعة أو بقع ضخمة من النّفط،تستنجد بخبرات الدّول الأكثر تقدّما في هذا المجال،حتى تنظف شواطئها،من تلوّث هذه البقع النّفطية الضخمة.ودعوتنا ،كلّ المؤسسات الرّسمية،والمجتمع الأهلي، لوضع خطة،والقيام بحملة توعية حتى يبقى شاطئنا نقيّاً نظيفاً،حفاظاً على مبادىء الصحة العامة،وجلباً للسيّاح الذين يعحبهم افتراش رّمال السّاحل،معرضين أجسامهم لأشعة الشمس السّاخنة،التي تشتهر بها بلادنا،وهي عامل من عوامل جذب السيّاح.وصفاء البحر،ونقاء مياهه هو ماننشده،وما ينشده السّيّاح الذين يقصدون شواطئنا،فلنستمع إلى هذه الأبيات للشاعر(علي محمد الكوفي)والتي أخذتها من مؤلّف(زهرالآداب وثمر الألباب)وهومن مشاهير كتب الأدب،لمؤلفه(الحصري القيرواني)وهو أديب نقاد،من أهالي القيروان،نسبته إلى عمل الحصر:كأنّ اخضِرَار البَحرِ صَرْحٌ ممرَّدٌ == وَفيه لآلٍ لم تُشنْ بثقُوبِكأنّ سوادَ الليلِ في ضوءِ صُبْحِه == سوادُ شبابٍ في بياض مَشِيبِأعزائي القرّاء ،أضفت الرّسالتين الأخيرتين بناء على ملاحظة أحد الأصدقاء الذي مرّبموضوعي (مشكوراً) على أحد المنتديات الثقافية.ونزولاً عند رغبة الصديق، أرجو أن أكون قد أعطيت الموضوع حقّه ،بمناقشة محاوره الرّئيسة المتنوعة: الرّومانسية،والاجتماعيّة، والبيئيّة.وإلى نلتقي وإياكم برسائل جديدة من البحر،أتمنّى للجميع أن يسعدوا بقراءتها،وتذوّق مضامينها الأدبيّة،والفكرية. سلمية في /24/6/2010الصديق: حيدر حيدر | |
|