الطفل العدواني كيف نفهمه00؟
هل العدوانية صفة ملازمة لسلوك الطفل؟ هل هي سلوك طبيعي أم سلوك مرضي من الناحية النفسية ؟
يرى علماء التحليل النفسي أن انفعالات الغضب عند الطفل ما هي إلا ردات فعل عدوانية ترمي الى إزالة الإحباط وتحقيق الإشباع وهذه الأمور تترافق بالصراع بين مشاعر الحب والكراهية إزاء الشخص الآخر المتمثل بالوالدين كلما ترسخت صورة الوالدين الطيبين في ذهن الطفل تجسد الشعور بالطمأنينة والثقة مما يعطيه الدعم ويساعده على التكيف مع البيئة وعندما تضطرب العلاقة فان الطفل يرد على الاحباط بالغضب والعدوانية0
كما يرون أن العدوانية دافع طبيعي يعبر عن فيضان الطاقة والحاجة الى تأكيد الذات وأن هذه المسألة مازالت غامضة في عقول الكثير من الأهل والمربين الذين يحاولون بوسائل عديدة قمع هذه الدوافع عند الطفل باعتبارها ظاهرة سلبية تثير تذمرهم رغم أن الظاهرة السلبية والخطيرة هي وسيلة القمع المتبعة عندما لايسمح للاطفال بالتعبير عن عدوانيتهم بشكل طبيعي وسليم ويلاحظ أن نسبة اللاكتئاب ترتفع اكثر عند الأشخاص الذين لايستطيعون التعبير عن انفعالاتهم ومشاعرهم العدوانية إزاء وضعية من الإحباط فتنتابهم مشاعر الذنب ولوم النفس والانهزامية وعدم القدرة على رد الظلم وعدم الثقة بالنفس0
دور الأهل وكيفية التغيير00؟
إن التعبير عن العدوانية شيء ضروري في حياة كل طفل انه يعبرعن ذلك من خلال العراك مع الآخرين والغيرة بين الاخوة والصراخ والهجوم وتحطيم بعض الأشياء وهنا على الأهل أن يلجأوا إلى تعديل سلوكهم ومعاملتهم لابناءهم باستخدام أسلوب لتعزيز السلوك الايجابي لدى الطفل من خلال المدح والإطراء والتشجيع ونظام المكافاة واشعار الطفل بالمسؤولية تجاه إخوته وإعطاءه أشياء ليهديها لهم بدل أن يأخذ منهم وتعويده مشاركتهم في ألعابهم وإمداده بألعاب الفك والتركيب كالمكعبات وإشراكه في أندية رياضية وتعلم الموسيقى والحرص الشديد على عدم استخدام أسلوب التوبيخ والتهديد والنقد والمقارنة إن كان بفشله بالدراسة أو ذنب ارتكبه وأسلوب العقاب أمام إخوته أو أصدقائه على اعتبار أن هذا أسلوب تحفيزي كي يصبح بشكل أفضل كما يعتقدون علما" أن مثل هذا الأسلوب لايجدي وإنما يفاقم المشكلة ويخلق طفلا" مضطربا"،عدوانيا"، غير مبالي 0
كما يستطيع الأهل استخدام أسلوب طرح أسئلة على الطفل وتعليمه كيفية طرح أسئلة على نفسه مثلا" الطفل الذي يعاني الخوف والقلق من سماع صوت العواصف والرعد ممكن هنا طرح السؤال كالتالي : مالذي تظن أنك تفعله عند سماعك رعدا" قاصفا" من اجل تقليل مخاوفك من صوته00؟
سؤال حول تحطيم الطفل للأشياء ممكن أن يكون طرحه مثلا": مالذي تستطيع أن تفعله كي تبقي غرفتك جميلة ورائعة00؟
سؤال حول غيرة الإخوة كأن يطرح الطفل سؤالا"كالتالي: ماذا أفعل كي أجعل أخي سعيدا" وأن يحبني اكثر00؟
هذا النوع من الأسئلة يخلق لدى الطفل قدرة على قوة التحكم وتغيير مشاعره وتفكيره0 إضافة لهذا الأسلوب تعليم الطفل كيفية التعامل مع الآخرين بمحبة وإلقاء التحية والتسامح والتعاون واكتساب مهارات معرفية وسلوكية والقدرة على حل المشكلات المطروحة وكيفية مواجهة الصعاب والحديث الايجابي مع الذات بحيث يساعد على ضبط الغضب والانفعال0
وهناك مسألة هامة على الأهل إدراكها أن الطفل الذي يشعر بالحب والطمأنينة داخل المنزل يستطيع أن يتحمل الإحباط ويسيطر على الخوف لأنه يستمد قوته من ثبات المواقف والقيم ووضوح الرسالة التي يرسلها له الابوان وقد دلت التجارب على أن الأهل الذين اعتمدوا مبدأ التراخي والتردد والتسامح الدائم والإهمال بعكس الأهل الذين يعتمدون الحزم والحوار ووضوح الرسالة أن التناقض في مواقف الأهل وردات فعلهم يخلق حالة من الضياع عند الطفل بحيث لايعود يعرف كيف يميز بين الصح والخطأ والحسن والرديء
كما هناك عامل هام ايضا" هو التلفاز حيث أكد العلماء على أن أفلام العنف التي يتعرض لها الأطفال تؤثر سلبا" على سلوك الطفل كالتقليد والتوحد مما يزيد العدوانية لديهم علما" أن هناك العديد من الأهل يتركون أطفالهم يشاهدون مايريدون من أفلام حتى يتخلصوا من طلباتهم وضغوطهم0
ختاما" العدوانية ظاهرة طبيعية عند الطفل وهي مرحلة مؤقتة يمر بها كل طفل لنحاول تفهمها وإحترام عقل طفلنا ولنساعده ليصبح راشدا" أكثر توازنا" فالأطفال سنابل قمح في بيادرنا وشعلة نور على درب الحرية لنرعاهم بشكل أجمل
8/8/2010, 8:44 am
