المتسولون قد يشكلون عائقاً امام ازدهارها ... سياحة الفقر في الطريق الى منزل نيلسون مانديلا
سويتو (جنوب افريقيا) الحياة - 26/08/07//
سائحان يرتشفان الشاي في أزقة سويتو (رويترز)
حين رأى لورانس رولومانو حافلات مملوءة بالسياح تتوقف لإلقاء النظر على مظاهر الفقر في جنوب افريقيا، قرر ان يكسب بعضاً من المال الذي ينفقونه.
اقترب رولومانو (22 سنة) وهو من سكان احد المخيمات الفقيرة، من المرشدين السياحيين وسألهم: «هل تسمحون لي بمشاركتكم ضيوفكم؟». واقترح جولة داخل المخيم الذي يقيم فيه، ليتيح للسياح أكثر من نظرة عابرة، فكان الرد: «لا توجد مشكلة ولكن أعد السياح سالمين».
ويبدو جذب السياح مهمة شاقة بالنسبة الى شخص يقيم في مخيم فقير في ضاحية سويتو على مشارف جوهانسبورغ أخطر مدن العالم بعيداً من مناطق القتال. غير أن رولومانو وأصدقاءه يصحبون مئات السياح الغربيين الذين يحرصون على مشاهدة الجانب القاتم لجنوب افريقيا الجديدة، في جولة في المخيم مرة كل اسبوع.
وليس في الاكواخ الصغيرة في مخيم «موتسوالدي» مياه او كهرباء. ويقيم الاهل والأبناء في بضعة أمتار مربعة، وربما تكون هناك مائدة واحدة وسرير واحد وجهاز تلفزيون يعمل على بطارية السيارة، ولكن لا توجد متاحف او اي مناطق جذب تقليدية.
في السابق، كان السياح يتوقفون لإلقاء نظرة عابرة من داخل حافلاتهم وهم في طريقهم لزيارة منزل الرئيس السابق نيلسون مانديلا الذي كان رمزاً للكفاح ضد التفرقة العنصرية، لكن، بعد 4 سنوات تخللها تعاون مع السكان لتحسين الامن ومهارات الإرشاد السياحي، فإن المرشدين السياحيين المحترفين سعداء بهذه الترتيبات وكذلك رولومانو و20 آخرين من سكان المخيم يشاركونه العمل.
الجولة في المخيم مجانية، لكن رولومانو يمكن ان يكسب حوالى 13 دولاراً و50 سنتاً في يوم رائج. إذ يصحب السياح في جولة قصيرة على الأقدام في الازقة الضيقة، ويُريهم بأم العين يوميات السكان وهم يأتون بالماء من صنابير عامة. ويعادل المبلغ الذي يتقاضاه رولومانو، أجر حارس أمن في مجمع سكني في ضاحية ثرية.
وتزور أعداد متزايدة من السياح ضواحي مثل «سويتو» بين رحلات السافاري وزيارات شواطئ كيب تاون.
لكن، هل يستاء السكان الفقراء السود من مجيء سياح أكثر ثراء ومعظمهم من البيض ليلقوا نظرة على حياتهم الفقيرة؟
ينفي كثيرون ذلك. ويرحب ديزموند (42 سنة) الذي انتقل من منطقة الكاب الشرقية في الجنوب الغربي الى سويتو حيث يقيم مع زوجته وأطفاله الأربعة، بكسب بعض المال الإضافي الى جانب أجره اليومي من أعمال بسيطة. ويقول: «انا سعيد لأن الناس يمكن أن تساعدنا. لا بأس ليست هناك مشكلة»، موضحاً أن السياح قد يتركون ورقة مالية في يد صاحب الكوخ الذي يزورونه.
لكن بعض السياح لا يشعر بارتياح لهذه الزيارات. فالسائحة البلجيكية ليف فانتكوم تعتبر أن «ليس هناك ضرورة لأرى كيف تبدو المخيمات الفقيرة... وزيارة ساكنيها كأنهم يعيشون في حديقة حيوانات»، مضيفة انها تفضل زيارة المناطق التي ترتبط بالكفاح ضد التفرقة العنصرية في سويتو.
واتضحت مشكلة أخرى حين ظهر طفل يمد يده، وهو الشخص الوحيد الذي حاول التسوّل خلال الجولة التي استمرت 20 دقيقة. وهناك مخاوف من أن تغري فرصة الحصول على المال من السياح تلاميذ المدارس بالتغيب عن الدراسة.
ويفيد المرشد السياحي انطونيو فوكمان ان الزائرين يبدون عادة رغبة في التجول في المخيمات، لكن المال يمثل مشكلة، وينبغي أن تنظّم الجولات في شكل أفضل وبسعر ثابت. وأضاف: «ربما تستبعد شركات السياحة سويتو من جولاتها اذا شكا السياح من انهم يرغمون على دفع مبالغ».[img]
[/img][img]