فادي النظامي Admin
عدد الرسائل : 1114 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 25/12/2008
| موضوع: مغادرة 4/9/2010, 11:32 am | |
| من المحزن أن ترى الجمال المغادر يلقي عليك تحية هي أقرب ما تكون .....لتحية .....الوداع . ذاك الجمال كان يشكل لوحة تتنوع أشكالها وتتناغم ألونها. فهذا جمال ... صارخ.... جامح .. يملأ الدنيا صخباً . لا تملك أمامه إلا أن تجحظ عيناك ، وتفتح فمك. وبعد أن تعلن الطاعة والاستسلام،عليك بالصمت . وآخ لا تنطبق عليه مقاييس الجمال فهو عادي أو أقل . لكن عندما تطل عليك إحداهن .... بثورة أنوثتها ،وصهيل الأرض تحتها ، واتقاد الدنيا من حولها . أجدك تحمل راية حمراء معلنا أنك أبو الثوار منذ بدء الخليقة . أما الجمال المخملي الفاخر المتعالي ،الذي يؤكد أنه من الطبقة الأرستقراطية النبيلة . أكان ملكيا أم إمبراطورياً أم سماوياً ،المهم أنه غير عادي ، لأنك تراه هكذا فوق في الأعلى. عندها تتلمظ حسرةً وتنشغل بابتلاع ريقك الغزير والذي لايريد أن يتوقف هطولاً . وكم كان للنهود من حكايا. فهذان ناهدان متعاليان شامخان ينظران إليك بعناد و بتحد . لهذا ليس لك إلا الفرار مع نصف مجانين العالم تبحثون عن أحدكم الذي أصبح قديسا . لأنه رفض التعالي والتحدّي. وآخران لم يكتمل التقبب فيهما فهربا حياء ، ولا تعرف هل هذا الاختباء خجلاً أم غنجاً أم شيء آخر؟ وهناك من تجد أن التكور عندهما،أصبح طاغياً، ينسكب مشتعلاً، يتدفق مجنوناِ. فلا تجد إلا أن تسارع لتلقفهما خوفاً عليهما أن يقعا ،و ناسياً أنك في الفطام . كل ذاك الجمال . تراه اليوم وقد برزت الوجنتان فيه قليلاً ،بين خطوط تؤشّر بأنها ستصبح تجاعيداً. رغم المحاولات الفاشلة لعمليات التمويه،وتداخل الأبيض والأحمر، واندساس الكحل والتظليل بينهما . وكذلك فقد تساوى ما كان قداً ملائكياً إلهيا، يذوب نعومةً،بتناغم الضوامر والمندفعات. يتفق فيه صراخ الغواية مع امتناع الرغبة . و لكن الآن صارت الدائرية ناميةً وقريبةً من الترهل . وأصبح الضامر أسطوانياً، والكروي متسعاً، ذو أبعاد أكثر من ثلاث. ومن المؤلم تمطّي الأنوثة التي تتثاءب نعاساً . و تومئ بأنها تريد أن تبقى ، لأن همها هو الاستمرار.... وهي الآن .. تجدها تتشبّث بالدفء ..تزمجر صهيلاً جامحاً .. تومض بالوعد ...ولا تقبل الا ..........بالنداء .. ولا ترضى إلا أن تكون .....هي البقاء وترفض بعنادٍ حتمية ......الوصول للمحطة الأخيرة..والانتظار في قاعة المسافرين..؟.... ورأيت نفسي ...ذاوياً...... بسحنةٍ باهتةٍ ... وعلى ملامحي أخاديد تراكم السنين .. ورغم ذلك، ومع هذا فإن . لفتة من عينين تصرخ حنيناً ،وبعفوية الصدفة . تأتي لمسة راحتين . راحتان ناطقتان تتكلمان كلّ اللغات ، تجعلني أتأرجح و باتجاه واحدٍ فقط . وتجدني و قد اخضوضر....فيّ قهر اليباس ، وارتجف في أعماقي صراخ الأنا. ولكن .... لم يبق إلا الفراغ في الخواء و أنني معهم مع المغادرين. أصبحنا نؤدي وبغصةٍ صامتةٍ طقساً حزيناً وداعياً . يكاد أن يكون بكائياً. و مع هذا لا نريد له أن ينتهي .......... سلمية 31/7/2010 حسن القطريب
| |
|