عيد زواجنا العاشر...بقلم فاتن

ذهبي عدد الرسائل : 109 تاريخ التسجيل : 27/09/2010

عيد زواجنا العاشر
فتحت حقيبتها وأخرجت منها الهدية وألقت عليها نظرة حانية ثم اعادتها برفق مكانها وكأنها تضع وليدا فى مهده ..والتفتت الى المرآة تكمل زينتها فقد أوشك زوجها على الوصول ذهبت الى الدولاب فتحته وأخرجت الحلة الجديدة التى اشتراها زوجها خصيصا لهذه المناسبة -عيد زواجهما العاشر- ألقت عليها نظرة فاحصة وجعلت تملس عليها فى حب وحنان وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة عذبة .. وفجأة تعثرت يدها بشئ دس فى الجيب الداخلى للجاكيت.. مدت يدها ..أخرجته واذا به علبة صغيرة أنيقة.. ابتسمت .. ولمعت عيناها من الفرحة وحدثت نفسها ..انها هديته لى .. تملكها الفضول ولم تستطع ان تقاوم ففتحت العلبة واذا بداخلها خاتم من الماس بهتت حين رأته ...وتملكها الذهول فلم يعتد زوجها ان يهديها هدايا قيمة بهذا الشكل من قبل !!
وضعت الخاتم بالعلبة .. اعادت العلبة الى مكانها وهى تتلهف شوقا الى اللحظة التى سيقدم لها - فيها- الخاتم .. وجلست تعد الثوانى تنتظر بفارغ صبر عودة زوجها سمعت وقع أقدامه فشعرت بقلبها يرف كالعصفور ...هرعت اليه استقبلها بإبتسامة وأحاطت عنقه بذراعيها فأبعدها عنه فى رفق قائلا :سأرتدى ثيابى على عجل فقد تأخرنا ..آلمها تصرفه وهمست ...ما كانت عيناك تشبع من عيناى!!
جلسا بالمطعم الراقى ونظرت اليه بعين مفعمة بالشوق والحنين ...عشر سنوات مرت وما زال فى نظرها ذلك الشاب الوسيم الخجول الذى تقدم منها على استحياء بعد انتهاء المحاضرات ليعترف لها بحبه.. وأفاقت من تأملاتها ..ولم تطق الصبر فأخرجت العلبة من حقيبتها وناولته اياها قائلة :
كل عام وانت معى ....
تناولها منها شاكرا وهو يتحاشى النظر الى عينيها ..ثم اخرج بدوره علبة من جيب الجاكيت وناولها اياها.. ارتسمت على وجهها دلائل الدهشة ...وتساءلت فى حرقة ..ليست هذه هى العلبة التى رأتها سابقا!!
أحست ساعتها ان الارض تميد تحت قدميها حاولت ان تسجن دمعة تلآلآت بالعين الوالهه ..حاولت ان تتماسك ...رسمت على شفتيها ابتسامة مقتضبة وتناولت منه العلبة بيد مرتعشة ...فتحتها بفتور فوجدت بها زجاجة من العطر !! قالت بصوت تخنقه العبرات ....شكرا
رن هاتفه المحمول رد بصوت هامس ...سآتى بعد قليل..
ودون ان يشعر ..تحسس جيب الجاكيت الداخلى للبدلة ولمعت عيناه و ربت على ما بالجيب فى حنان ..فى حين راحت هى تنظر الى الكوب الفارغ الذى وضعه النادل امامها ثم انصرف ...
عاد النادل بعد قليل حاملا بين يديه كعكة يعلوها عشر شمعات ...قربت فاها لتطفئ الشموع ..هذى شمعة القلب .. وتلك شمعة الحب .. واحست وقتها ان سنوات عمرها الفائت قد انطفت مع هذى الشموع ...

قصة ... أو لوحة من اللوحات السوداوية التي ترسمها المرأة في مجتمعنا لتصور الرجل ذلك الكائن الخائن والذي لايحفظ الود
صورة مكررة تحاك دائما بفرشاة مبللة بدموع الألم والحسرة
ولكن وهذا هو مربط الفرس الا ترى معي المرأة انها تظلم نفسها اولا بهذه الصورة التي تعرضها لنا كشاة او كقطة أو مجني عليها فهي دائما تلك المرأة المتفانية المغلوب على أمرها والتي تتغاضى عن نقائص ذلك الرجل وقد تناست أو عميت عن أنها ربته على ذلك اليست هي المرأة التي ترى ابنها يقوم بمغامراته وتفخر وتشمخ بأن ابنها له معجبات كثيرات وتصورهن كأنهن ذباب يتهافت على قطعةو حلوى
ثم اليست هي المرأة التي تريد زوجا جميلا (اختو بتعشقو) ثم اليست هي المرأة التي تجلس طويلا تستمع لمغامرات زوجها
أخيرا اليست صاحبة الخاتم الألماس هي امرأة وهي من انتهكت خصوصية صاحبة القصة والتي هي المجني عليها فمن الذي جنى عليها زوجها أم شاة أخرى بريئة وضحية الله يسامح المرأة في هذا المجتمع كم هي ظالمة لنفسها وخاصة عندما تفتح عينها وترى الحقيقة وهي أنه أمام كل رجل خائن امرأة خائنة وبذلك بتكون الأمور تعادل وليس فيها ظالم أو مظلوم كفوا ايتها النساء عن الخيانة فلا نجد من نخون زوجاتنا معهم
أما القصة فهي جميلة ومشوقة وفيها حبكة شكرا جزيلا لك الصديقة فاتن