كم ازعجني ذالك الباص الغليظ الذي وقف بحجمه الكبير امام شرفتي صباح هذا اليوم
وحال دون مغازلتي الصباحية اليومية للياسمينات البيضاءالمتراقصات على سور منزل
جارتي وانا احتسي فنجان قهوتي السمراء الغامقة جدا .......
والذي فلقني اكثر هو انقطاع الامل عندي من انزياح هذا الباص من امام شرفتي لمغازلة
ياسميناتي هذا اليوم وذلك عندما فهمت من سائقه الذي كان يتكلم على الهاتف بلهجته السودانية
بان باصه قد تعطل وسوف يتاخر بايصال التلميذات الى المدرسة ريثما يتم اصلاح الباص .....
وبينما انا في قمة انزعاجي من هذا الباص الكارثة لم ادر كيف لمحت من خلف احد شبابيكه
يدا صغيرة وبحجم ملعقة سوداء تاوح لي باستحياء مفرط ,و الذي قلب انزعاجي الى دهشة
عقدت لساني هو عندما رايت صاحبة تلك اليد والتي كانت طفلة لاتتجاوز السادسة من العمر
يطفح من وجهها الطفولي المدور المنمنم سمرة غامقة رائعة لم ادر كيف اندفعت باللاشعور
للتلويح لها بيدي ردا على تلويح يدها الجميل ......وصرنا انا وحبيبتي السمراء الصغيرة
كلما لوحت لها اكثر كلما انفتح فمها الصغير عن اسنانها المنمنمة التي راحت تشعل قلبي
ببياض لم ار مثله من قبل ........ومما زاد من متعة رشقي بالبياض تارة وبالسمرة تارة
اخرى من صغيرتي السمراء هو عندما تحرك الباص من امام شرفتي بعد ان تم اصلاحه
ليكشف لي من خلف شبابيكه سورا من الياسمين البشري الاسمر الضاحك شكلته زميلات
حبيبتي الصغيرة ورحن يقلدنها ويلوحن باياديهن لي كملاعق صغيرة سوداء ويرشقنني ببياض
اسنانهن تارة وبسمرة وجوههن تارة اخرى ,مما دفعني لان اقف على شرفتي والوح لهن
وانا اقول : ما الطفك يا باص ياسمينات السودان الصغيرات الاكثر بياضا من ياسمينات
جارتي واشد سمرة من قهوتي السمر اء الغامقة ......متى ستتعطل امام شرفتي ؟؟؟؟؟
__________________________
صباحكم سوداني يارعيان العوجة