لم يكن ابوعلي يتوقع على الاطلاق المعاناة الشديدة التي سيلاقيها هذا العام من تلقيح بقرته ,فعلى الرغم
من المشاوير العديدة التي مشاها وهو جارا خلفه هذه البقرة حتى قام بتلقيحها من كل ثيران الضيعة,الا انها
مازالت تجلس تحت اشعة الشمس في اليوم التالي من تلقيحها معلنة لصاحبهاعدم حصول وثبات الحمل عندها
لانه وحسب العرف السائد عند مربي الابقار الذي يقول بان الحمل يتحقق ويثبت عند البقرة بعد تلقيحها
اذا جلست في صباح اليوم التالي في الظل وليس تحت اشعة الشمس......
وعلى الرغم من هذه الفضيحة المدوية وبجلاجل لفحولة ثيران ضيعته ,فقد قرر ابوعلي ان يكسر على
انفه بصلة(مو آني) ويعرض بقرته على ثور مشهود له بالفحولة ولكنه موجود بضيعة اخرى, غير انه ونظرا
لبعد هذه الضيعة عن ضيعته فقد حمّل بقرته على شاحنته وانطلق بها الى تلك الضيعة متوكلا
على فحولة ثورها ,وبعدان تمت عملية تلقيح بقرته الفضيحة من هذا الثور الفحل,اقفل ابو علي عائدا
بها الى ضيعته يحدوه الامل ان يجدها في صباح الغد وهي جالسة في الظل معلنة عن تثبت الحمل لديها
ليس للحصول على عجلها فحسب بل من اجل وقف انتشار هذه الفضيحة المخجلة لثيران ضيعته الى
بقية الضيع.......
وكم انفرجت اسارير ابو علي في صباح اليوم التالي ,عندما خرج الى فسحة داره ولم يجد بقرته تجلس
تحت اشعة الشمس ,الا ان سروره هذا لم يدم طويلا اذ لم يجدها تجلس في الظل ايضا !ولكن المفاجأة
التي عقدت لسانه هي عندما وجد بقرته الفاسقة الفاجرة وقد صعدت الى شاحنته !!!!!!!وهى تنظر اليه
بعينيها الوقحتين وتنتظره كي يأخذها بشاحنته مشوارا آخرا الى فحل آخر في ضيعة اخرى لتتزوجه
على طريقة زواج المشوار للابقار .......
-----------------------------------------------------------------------------
تحياتي