تفضل التفاح بقشره.....

في احد غرف مشافي بغداد ,وعلى سرير ٍ بدائي مغطى بشرشفٍ تيبست عليه بقع دم ِ تلك المرأة السبعيينة التي تمددت عليه والتي اختلط صوت انينها مع صوت زقزقة العصافير الآتي من النافذة التي علت هذا السرير والذي جلست على طرفه والى جانب تلك المراة العجوز فتاة صغيرة لم تبلغ السادسة من عمرها بعد والتي راحت بين فترة واخرى تمسح بيديها الصغيرتين العرق المتصبب من جبين المرأة...........
لا ادري كيف دفعني البؤس الواضح بعيني تلك الفتاة الصغيرة لكي اقدم لها تفاحة مع سكين وهي آخر ماتبقى لدي من تفاح كنت قد جلبته معي لزيارة صديقتي المريضة والتي كان سريرها بجوار سرير هذه المرأة وطفلتها ,غير انه وبعد ان اخذت الفتاة التفاحة مني اعادت لي السكين لتقول لي :ان جدتي تفضل التفاح بقشره,وبدأت الفتاة بالتهام التفاحة ليختلط صوت هرشها للتفاحة مع صوت انين جدتها مع صوت زقزقة العصافير......واثناء ما كانت صديقتي تحدثني عن مأساة تلك المرأة التي اسعفت منذ ايام نتيجة قيام ذئاب البشرية بنهشها بعد ان فجروا منزلها ولم يتبق من عائلتها سوى هذه الطفلة,توقف صوت انين المراة التي ظننت بانها ماتت ,ولما التفت اليها رايت الفتاة الصغيرة وقد تكومت فوق جدتها مطبقة فمها الصغير فوق فم جدتها وبدت وكأنها تضخ بفم جدتها شيئا ما وعندما انتهت راحت تمسح عن زوايا فمها الصغير بقايا التفاحة باصبعها لتدفعه بفم جدتها وتقول لي وهي تنظر الى طقم اسنان جدتها المكسور والمهمل فوق الطاولة بجانب السرير الم اقل لك ِ بان جدتي تفضل التفاح بقشره !!!!! وهنا ارتفع صوت زقزقة العصفورة على طرف النافذة لنراها وهي تزق صغيرتها اغنية الحياة......لالتفت الي صديقتي واقول لها : انهم يتعلمون من الذئاب صناعة الموت وهذه الطفلة تتعلم من الطيور صناعة الحياة................
________________________________
تحياتي

تحياتى الى وردة المنتدى افتقدنا ابداعاتك فلا تحرمينا من طلتك المميزة ............

كعادتك بصلتي و كعادتي سعيد و مفتون بك


أبو حسين

مساء الخير
تحياتي على هذه الصورة الرائعة
أهتم بموضوع صغير وهو: حتى الطفلة وفي شيء ما داخلها منعها من استخدام السكين. الذي يعبر عن العنف. فهي تتحدى بأسنانها ومحبتها. مثلما وقف الفلسطينيون بالحجارة أمام المدافع.
تحياتي لك

فادي النظامي كتب:

أنا في حيرة من أمري.. هل أمتدح تلك الطفلة التي أطعمت جدتها بأسلوب العصافير .... وكأنها تنقل لها جزءاً من حياتها هي كي تحيا بها جدتها.
أم أمتدح ذلك القلم الذي عبرت به بصلتنا الجميلة عن هذه الحالة الإنسانية ببراعة..
سأمتدح الاثنتين..

لن انس ابدا ذلك الانكسار الذي دهمني امام الحزن الذي كان مزروعا بعيني تلك الطفلة ......

ما اقبح الظلم يافادي ..........

تحية لك ولمرورك الذي اشتقت اليه .... علمنا ان لانشتاق اليك يافادي .....

Admin كتب:

قصة جميلة تهز مشاعر الانسانية إذا ظلت لتلك المشاعر بقية والسؤال الذي يحضرني كسمير جمول وليس كمدير للمنتدى هو من الجاني ومن الذي اصاب تلك المر أة هل هم الأمريكان لعنهم الله أم الأصولين والذين يدعون أنهم حماة الدين أم غيرهم من الذين يدعون انهم يقاتلون حماية الجنس البشري من الذي اصاب تلك المرأة العجوز وأنا الآن حائر وأريد مساعدة تلك العجوز في معرفة من اغتال انسانيتها ولعن ساعة ميلادها

الاحزن والاشد مرارة هو عندما تكتشف بان الذئاب هم ذئاب بلدك وعشيرتك .....

تحياتي يا ادمين يامن ادمنت شراييني لون خطك الذي يشبه لون مائها الاحمر الجميل ........

romance كتب:

تحياتى الى وردة المنتدى افتقدنا ابداعاتك فلا تحرمينا من طلتك المميزة ............

الى رومانس الى بنت مصر الرائعة ....

ماهي اخبارك يابنت النيل الجميل ......لك كل الورد

أبو حسين كتب:

كعادتك بصلتي و كعادتي سعيد و مفتون بك


أبو حسين

وانا مفتونة من راسي حتى قدمي ......

شكرا لمرورك يا ابوحسين

القصة كتير مؤثرة في ابداع بيدل على انو في وراها كاتبة كبيرة
بصراحة انا بلشت بقرائتها بشكل عادي وانا عم اشتغل بس بعدين انجذبت لالها ووقف الشغل وكملتها قراءة

بالتوفيق إنشاء الله