عنزة ولو طارت

موضوع: عنزة ولو طارت 28/12/2010, 2:39 pm

عنزة ولو طارت

كيف بدأت المشكلة لاأعرف ماهي حدودها وأبعادها لاأعلم أما لماذا حدثت نعم أعلم لكن بشكل سطحي حين قُرِعَ الباب كنا نجلس في الحديقة قال أبو حسان :هاقد وصل مأمون فافتحوا له الباب

-ردَّ ابنه سامر قائلا :بابا هذا سليم على الباب وليس مأمون .

-قال الوالد :بل هذا مامون أعرفه من صوته

-قال الولد :أبت والله هذا سليم لقد سمعت صوته واضحا

-قال الوالد :وهل جئت تعلِّمني كيف أميِّز بين مأمون وحسان

-ردَّ الولد قائلا :أنا متأكد بأن من بالباب هو سليم وليس مأمون .

-قال الوالد بحدَّة :اسكت يا .... يا أقول لك هذا مامون وليس سليم

بينما هما كذلك دخل إلى الحديقة شخص لاأعرفه لكني فوجئت حين قال سامر لوالده :

-ألم أقل لك إنه سليم وليس مأمون

-ردَّعليه الوالد بغضب شديد قائلا :هذا مأمون ولو كان القادم سليم أنت قليل تربية .

بهت سامر بجواب والده فأغلق فمه وخرج خجلا مطرقا رأسه يسير على غير هدى .

لاأعلم كيف أخذني الغضب من هذا الموقف المحرج بين أبو حسان وابنه سامر فقلت للوالد Sad

شو يعني عنزة ولو طارت ؟!على قول أهلنا في المرقب )

-قال لا ولكن من المعيب ان يخطِّيء الولد أبيه أمام الناس .

-لاتقل يخطِّيء بل قل يصحِّح ثم مالعيب في أن تتراجع عن خطأك امام ابنك لماذا تحاول أن تظهر امام ابنك انك منزَّه عن الخطأ لماذا لاتعلم أولادك أن الخطأ هو صفة لازمة في ابن اّدم ولا عيب أن يقول الرجل لابنه :لقد كنت مخطئا أو كان ظني في غير مكانه او بدا لي الأمر هكذا وتعلّمه أنَّ الرجل هو من يعترف بخطأه وليس الذي يصرُّ على الخطأ كيف قال ابن الخطاب أما أمة المؤمنين (أخطأ عمر وأصابت امرأة ) ولم يعبه ذلك ولم ينقص اعترافه بالخطأ من قدره .ثم عقبت قائلا له :اذهب وأصلح الموقف مع ابنك وكن رجلا حقيقيّا.

-نظر إليَّ أبو حسان نظرة استهزاء وهو يقول Sad

سبحانك يارب هذا لساني أديره كما أشاء .تكفينا فلسفتك أيها المثقف )

ألا تعلم أن الموضوع بيني وبين ابني ليس هو موضوع صح وخطأ بل موضوع احترام وعدمه .ألا ترى أن هذا الجيل لم يعد يحترم أحدا. لقدأصبحت أبا وأنا اختبيء من والدي حين أدخِّن .

-قلت له :ياصديقي ألا ترى أنه من الواجب علينا اعتبارات أخرى جديدة لمقاييس الإحترام بين الاّباء والأبناء حتى لانخسر أبناءنا كليا كما حدث لدى غيرنا من الأمم .ثم لماذا تعتبر النقاش بينك وبين أبناءك هو قلّة احترام منهم .

-قال أبو حسان :يااخي خطأ بل وخطأ كبير من الولد أن يناقش أبيه .

-قلت :ابو حسان سأسالك سؤالا أتنمى عيك أن تجيبني بصدق ووضوح .حين كنت شابا كنت تحترم والدك وتخشاه تماما لكن هل جربت أن تجري مقارنة بين مدى حبك لوالدك .وحب أبناءك لك أيهما أقوى .

-قال :الصدق أنا أشعر أن أبنائي يحبونني محبة عظيمة ويقدرونني أيما تقدير لكنهم لايقبلون مني أبيضا ولاأسود دون بينة .-قلت له :عليك إذن أن تفخر بهم وبوعيهم لا أن تلومهم فهم يطلبون العلم ولا يريدون أن يكونون كالبهائم يقتبسون ويحفظون دون بيِّنة .

-قال :لكنهم يحرجونني أحيانا بأسئلة محرجة .

-قلت له :قل لهم حين لاتستطيع الإجابة لاأعلم خير لك من أن تدَّعي الخطأ فقد قال أحد الأئمة (نصف العلم أن تقول لاأعلم )وهل تعلم أنني أسرُّ سرورا عظيما حين تسألني ابنتي سؤالا ما فسؤالها دليل ثقتها بوالدها وفي كثير من الاحيان تسألني سؤالا فلا أجيبها على السؤال رغم معرفتي بجوابه .فأقول لها :لاأعلم تعالي نفكر سوية في الجواب أو نحل هذه المسالة معا ولاأراها تجد نقصا في شخص والدها حين يتصرِّف على هذا النحو

-قال :انت دائما تتفلسف على أبو حسان (ياأخي ماشفت غيري )اذهب وتفلسف على أبنائك

فقلت له :عنزة ولو طارت !!!

طرطوس في 25-12-2010

ابو العبد

زائر

عنزة ولو طارت
أباء متزمتون لا يعرفون من أصول التربية شيئاَ يظنون قهر الأبناء وسيلة ناجحة في التربية
لكن سرعان ما يكبر الأولاد يتمردون على آبائهم أو يقهرون أولادهم أيضا .. فيصبح مجتمع قهر بقهر

موضوع: رد: عنزة ولو طارت 6/1/2011, 10:34 am

ما يصلح في زمان معين ليس بالضرورة صالحاً لكل زمن....
هل في كسر أجنحة أولادنا إثبات لرجولتنا.. أو لصلاحيتنا كمربين؟؟!!
ثم السؤال المهم الذي يطرح نفسه: أيهما الأسوأ ...الخطأ الذي يتمثل في مناقشة الأبناء لآبائهم ؟؟!! أم فداحة تحريضنا لهم على الكذب؟؟؟!!
السؤال برسم أبو حسان..وكل أبو حسان في عالمنا العربي.

زائر

ذكرنى موضوعكم بعبارة قالها لى ابنى الصغير ذات مرة
انا على صواب حتى حين أخطئ ..هكذا يرانى ابنى !!
تقبل تحياتى ومررى