مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 بس دقيقة

اذهب الى الأسفل 
+3
هزيم الدبيات
رنوشة
سام
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سام
ذهبي
ذهبي
سام


عدد الرسائل : 211
تاريخ التسجيل : 08/12/2010

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty1/2/2011, 11:57 am

بــــــــــس دقيقة

كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم، وكانت أمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً.


فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها عشرة ليرات قيمة بطاقة الدخول إلى المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.

قلتُ لها: هذه عشرة ليرات وأعطها البطاقة.

وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل.


بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.
حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر هطول المطر الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها ، فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.
- صبري على ماذا؟
- على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
- لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي.
- حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.
- الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.
- عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك العشرة ليرات، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك ؟
- هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟
- إنها حكمة. أعطني عشرة ليرات لأعطيك الحكمة.
- وهل ستعيدين لي العشرة ليرات إن لم تعجبني الحكمة؟
- لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن العشرة ليرات تلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ العشرة ليرات من جيبي ووضعتها في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.
أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني عشرة ليرات زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع.


أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟ أين الحكمة ؟
- "بَسْ دقيقة".
- سأنتظر دقيقة.
- لا، لا، لا تنتظر.. "بَسْ دقيقة"... هذه هي الحكمة .
- ما فهمت شيئاً.
- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟
- ربما.
- سأشرح لك: "بس دقيقة"، لا تنسَ هذه الكلمة.
في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية.
هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة، ولكن بشرط.
- وما هو الشرط؟
- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة، وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز،
فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية.
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك.
دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم...
هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ؟
- صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ العشرة ليرات.
- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني العشرة ليرات. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة،
لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة : هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي،
فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي،
وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد عشرة ليرات من أحد..
- حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك ألف ليرة؟
- سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.
علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!
وأنا أقول لها: "بس دقيقة"، "بس دقيقة"...
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.
قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة : على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد.
فأعطيتها جوالي لتتصل.
المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 100 ليرة، والثانية منها تقول فيها : كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك.
إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك.
فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
"بس دقيقة"...
حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير الكثير من الساعات دون فائدة ؟


منقولة لكنها أعجبتني فأردت اطلاع المنتدى الكريم عليها ارجوا ان تنال إعجاب قارئيها ............ ودمتم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنوشة
ذهبي
ذهبي
رنوشة


عدد الرسائل : 205
العمر : 36
Localisation : لاس فيغاس
تاريخ التسجيل : 10/10/2009

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty5/2/2011, 10:34 am


بشكرك سام ع القصة المؤثرة انا شخصياً كتير حبيتا ومنيح لحقت حالي ع اخر دقيقة فادتني الدقيقة كتيييييييير

بانتظارر مواضيعك الحلوة دائماً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هزيم الدبيات
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 200
تاريخ التسجيل : 20/09/2007

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty5/2/2011, 6:45 pm

صباح الخير سام
الموضوع رائع ومفيد ويقدم كم هو المفيد التأني وعدم التسرع.... الخ بس؟
بس دقيقة؟ بس دقيقة؟ بس .....؟
بعدها بيضطر الواحد ليبق البحصة أحيانا من التعامل بعد البعض الذين لا تعني لهم السنوات شيئا
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سام
ذهبي
ذهبي
سام


عدد الرسائل : 211
تاريخ التسجيل : 08/12/2010

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty6/2/2011, 11:50 am

الاخ هزيم المحترم صباح النور : اشكر لك مرورك واوافقك الراي فيما يخص الذين لاتعني لهم السنوات شيئا لكنني اوجه قصتي هذه لمن يهمني امرهم (اعضاءالمنتدى الرائع من ارض سلمية الحبيبة )والذي اصبحت متعلقا به بصدق .........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مارسيل جوهر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 173
العمر : 45
Localisation : Aleppo
تاريخ التسجيل : 28/07/2008

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty8/2/2011, 1:08 am

بتشكرك كتير سام
الموضوع اكثر من رائع
كتير عجبتني الحكمة ، وفتحت باب جديد لاعطاء الاراء واتخاذ اي قرار
يمكن مشان هيك بيقولو الواحد لازم يفكر مرتين قبل ما يعمل اي شي لانو المرة الثاني بتحتاج دقيقة زيادة ويمكن تغير كتير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البصلة
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 125
تاريخ التسجيل : 10/10/2010

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty13/3/2011, 12:17 pm

شكرا سام ...... اعجبتني الحكمة لذلك ارسلت اليك عشر وحدات على الموبايل فهل استلمتها ؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سام
ذهبي
ذهبي
سام


عدد الرسائل : 211
تاريخ التسجيل : 08/12/2010

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty13/3/2011, 12:30 pm

البصلة المحترمة اشكرك على الوحدات العشر لكن لو فكرت دقيقة لعرفتي انو خطي ممكن يكون مووحدات على كل حال ابعتيلي رقم جوالك لابعتلك عشرة امثال اللى بعتيلي ياهن...........


عدل سابقا من قبل سام في 13/3/2011, 1:20 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لجنة الإعلام
Admin
Admin
لجنة الإعلام


عدد الرسائل : 2412
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty13/3/2011, 12:37 pm

رائعة جداً سام كم من أشخاص تفوتهم هذه الدقيقة ويفوت معها العمر، وقفةً لدقيقة واحدة تغنينا عن انتظار ساعات وأيام وربما سنين لنعود لنفس اللحظة التي تركنا عندها مشكلتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://slmf.yoo7.com
فادي النظامي
Admin
Admin
فادي النظامي


عدد الرسائل : 1114
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 25/12/2008

بس دقيقة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بس دقيقة    بس دقيقة  Empty13/3/2011, 3:52 pm

الحلول لا تكمن أبداً في الانفعالات والمواقف المتسرعة بل في الروية والهدوء والتفكير العميق..
شكراً سام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بس دقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مجتمعنا-
انتقل الى: