مساء الخير
كنا قد طرحنا سابقا في النادي الاجتماعي قضية الكرم والبخل... وكان الموضوع ذو تفرعات كثيرة. ولم يتجاوب كثيرون مع الموضوع.
نتمنى الآن أن يتم التجاوب والبحث لما من سلبيات وإيجابيات للشخصيتين.
يقول حاتم الطائي:
وعاذلة هبت بليل تلومني، | وقد غاب عيوق الثريا، فعردا |
تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّة ً | إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا |
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني | أرى المال، عند الممسكين، معبَّدا |
ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ | وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا |
أعاذل! لا آلوك إلا خليقني، | فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا |
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّة ً | يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا |
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني | أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا |
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي | إلى رأي من تلحين، رأيك مسندا |
ألم تعلمي، أني، إذا الضيف نابني، | وعزّ القِرَى ، أقري السديف المُسرْهدا |
أسودُ سادات العشيرة ، عارفاً، | ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذوَدا |
وألفى ، لأعراض العشيرة ، حافظاً | وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا |
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد، | وما كنتُ، لولا ما تقولونَ، سيّدا |
كلوا الآن من رزق الإله، وأيسروا، | فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا |
سأذخرُ من مالي دلاصاً، وسابحاً، | وأسمرَ خطياً، وعضباً مهندا |
وذالكَ يكفيني من المال كله، | مصوفاً، إذا ما كان عندي متلدا |
ويقول الشاعرالهذلي:
وعاذلةٍ هبَّت بليل تلومني = ولم يَغتمرني قبل ذاك عَذول
تقول: اتئد لا يَدْعُك الناس مملقاً= وتُزري بمن يا ابن الكرام تعول
فقلت: أبت نفسٌ عليّ كريمة = وطارق ليلٍ عند ذاك يقول
ألم تعلمي يا عَمْرَكِ الله أنني = كريم على حينَ الكرامُ قليلُ
وأنيَ لا أخزَى إذا قيل مملق = سخيّ وأخزى أن يقال: بخيل
فلا تتبعي النفس الغَوية وانظري = إلى عنصر الأحساب كيف يؤول
ولا تذهبن عيناك في كل شرمح = له قصَبٌ جُوف العظام أسيل
عسى أن تمَنَّى عِرسه أنني لها = به، حين يشتد الزمان؛ بديل
إذا كنت في القوم الطوال فطلتهم = بعارفةٍ حتى يقال طويل
ولا خير في حسن الجسوم وطولها = إذا لم تزِنْ حسنَ الجسوم عقول
فكائن رأينا من فروع طويلة = تموت إذا لم تحيهن أصول
فإلا يكن جسمي طويلاً فإنني = له بالفعال الصالحات وَصول
ولم أرَ كالمعروف: أما مذاقه = فحُلو وأما وجهه فجميل