سمير جمول ذهبي
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 22/05/2007
| موضوع: ثقافة الخوف 23/4/2011, 4:55 am | |
| من منا لايترقب المستقبل بخوف , من منا لاينظر شوقاً إلى القادم بكل ما هو مفرح متجاهلا مايمكن أن يصيب قادمه من إحباطات وانكسارات خوفا من وقوعها إذا هو فكر فيها , ومرد كل ذلك تمسكنا أن نكون الأفضل في كل شيء ,وهذا هو بيت القصيد, فالإنسان فطر على الخوف من الفشل, وعادة مايرسم لمستقبله أبهى صورة , ويحلم بكل ماهو جميل ومشرق, وحتى في أحلك أيامه سواداً يبحث دائما عن فسحة بيضاء .
يمكن تلخيص كل ذلك بالأمل والطموح , وهما محرك الحياة والدافع الذي يعطيها معنى , وإلا فالسقوط والفشل .
إن المخاوف التي ترتبط بطموحاتنا وآمالنا تصبح أكثر مشروعية كلما تناسبت بازدياد مع الإصرار على تحقيق أهدافنا وبالشكل الأفضل والأمثل
ولكنها تصبح - الحياة - كابوساً لايطاق, وحدثاً يؤدي الى اليأس والإحباط كلما أصبح الخوف محركها الأساسي, وكلما ترسخت في أعماقنا تلك الثقافة التي تدمر الإنسان فينا وتجعلنا آلة وقودها الرعب.
لِمَ إذاً نتجاوز كل تلك المعطيات والملامح الآدمية والتي تميزنا عن باقي الكائنات الحية , لم لا نعزز بقاءنا ونضفي على إنسانيتنا جلالا وقدسية , ونتوقف عن سلب كل ما يمت لها بصلة لم لا نتوقف عن قتل الأمل فينا , وتحويله إلى خوف بحيث يغزو ويعشش حتى في أصغر خلايانا لنتحول بعد ذلك الى عبيد لتلك الثقافة , ثقافة الخوف.
فَنُعَلِّمُ الطفل أن النار تؤذيه من خلال حرق إصبعه بها والمدرس يُعَلِّمُ خوفا من مديره والمدير الذي يدقق في التفاصيل خوفا من الموجه والموجه من مدير التربية ...... الخ ,هذا ينطبق على من يضع حزام الأمان خوفا من الشرطي ويحترم قانون السير خوفا من الغرامة وقس على ذلك في كل دائرة وفي كل مكان تتجه إليه في هذا المجتمع وما يزيد الطين بلة تلك الجملة التي تتكرر في كل مرة (كلّو هادا منشانك أنا موجاييني شي) جملة تتضمن الخوف والكذب وأهم مافيها أن قائلها يعرف تماماً أن مايقوم به هو واجب يجب القيام به كخدمة إنسانية خالصة , ولكنه يوهمك بتلك الكلمات , أن مايفعله من أجلك, وإحسان يجب أن تصلي له من أجله, فالمدير الذي يدقق في أدق التفاصيل مرددا تلك الجملة السحرية ليجعلك تحت رحمته ,هو بذلك يحمي نفسه من مديره خوفا من لومه على تقصيره في مراقبة (إذلال) مرؤوسيه .تلك هي العاهة التي هي سبب إعاقتنا و التي تجعلنا نستسلم لها واهمين أن نظرة الإحسان والعطف يمكن أن توصلنا إلى بر الأمان . إن الخضوع لمثل هذه الثقافة هو مثال للفشل مليء بالكذب المفضوح المعلن فمن منا لم يُهَدَّدْ بالموت إذا كذب (الله بيموتك) أو إذا طلنا واحدة من مقدساتنا ومن ثم حدث و اكتشفنا في عدة مواقف كذب وادعاء ذلك الوعيد . هذه هي الثقافة التي تحكم مجتمعنا هذه هي مأساتنا منذ نعومة أظفارنا , ثقافة الخوف التي نعلم تماما زيفها وأننا نوهم الآخر بها لنذله ونخضع لذل الآخر لنا بها . انتهى | |
|
لجنة الإعلام Admin
عدد الرسائل : 2412 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 22/05/2007
| موضوع: رد: ثقافة الخوف 23/4/2011, 11:12 am | |
| لست دارساً تاريخياً أو مختصاً بالعلوم الإنسانية ولكن معلوماتي البسيطة المتواضعة تفيد بأن الخوف كان حالة ملازمة للإنسان منذ وجوده الأول على البسيطة حيث كان موجوداً في بيئة تحيطها المخاطر التي يجهل طريقة التعامل معها، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن نهاية لخوفه من الظلام باستخدام النور، ولخوفه من الوحوش باختراع الأدوات البدائية لمحاربتها. من هذا المنطلق يجب على كل منا البحث عن أسباب مخاوفه ودحضها بإيجاد الحلول المناسبة والعلمية للقضاء عليها بغية الوصول إلى الطموح والغاية، أما أن يتحول الخوف إلى عقدة ووهم فهنا الأزمة التي تجعلنا نبتعد عن الإنجاز والعمل والاكتفاء بنسب إعاقاتنا لهذا البعبع" الخوف ".
| |
|