الإجـهــاد النفــــسي
الأوضاع الاقتصادية تزيد من مستوى الإجهاد النفسي لدى العاملين :
- سوف نتكلـــم اليوم عن الإجهاد النفسي وتأثيره على صحة الإنسان وعن كيفية استجابة أجسامنا للمؤثرات الفيزيائية والكيميائية ومؤثرات أخرى .
فالإجهاد هو حالة ناتجة عن توتر عقلي أو عاطفي حيث يؤثر على كل شخص وفي كل يوم ولا سبيل لتجنبه وان أول من قام بدراسة حالة الإجهاد النفسي هـــــــــــــــو البروفيسور {هانس زيلي} في كندا وقال إن الطريقة الوحيدة للهروب من التوتــــــر النفسي هي الموت .
وصنف الإجهاد إلى نوعين :
1- جيد لنا ودعاه بالترويح عن النفس ويرتبط هذا النوع من الإجهاد بالمــرح أو الاكتشاف أو المتعة حيث نتعرض له عندما نركب القطار الدوار في مدينـــة الملاهي أو عندما يواجهنا هدف ما, وهذا النوع يحافظ على أجسادنا وعقولنا سليمة وقوية ويعطينا حافزا قويا للاستجابة مع موقف عاجل بطريقــــــــــــة سليمــة.
2- سلبي أو سيء وندعوه {الإرهاق النفسي} وان التعرض الكثير لهذا النــــــوع ضار جداً لصحتنا ومن أسبابه موت احد المحبين أو فراقه أو حدوث حالـــــة طلاق أو الإصابة بالمرض أو مواجهة مشاكل مالية ويصرح العديد مــــــــن الأمريكيين إن الأحوال الاقتصادية السيئة هي السبب لإصابتهم بالتـــوتــــــر النفسي وارتفاع معدل البطالة وانخفاض فرص العمل يجعلهم قلقين حــــــول مستقبلهم وكشفت دراسة مستقلة عن القلق الكبير لدى 75% من العامليــــــن والمتقاعدين الأميركيين حول مصير مستقبلهم المالي وصرح 25% منهم بان الظروف الاقتصادية السيئة زادة من مستوى التوتر النفسي جدا مقارنة مــــع السنة الماضية هذا ما أعلنته المؤسسة المالية الأساسية من نتائج هذه الدراسة وقد أظهرت الدراسة الطبية إن الإجهاد الكبير جدا يضعف من قدرة الجســـم وربما يسبب له مشاكل صحية سيئة أو يسبب له إمراض واضطرابــــــــــات خطيرة وعلى سبيل المثال : تستجيب أجسامنا للإرهاق النفسي بارتفـــــــــاع ضغط الدم مما يجعل القلب يعمل بجهد كبير وهذا خطير جدا على صحتنــــا وخصوصا إذا كان الشخص مصاب من قبل بارتفاع ضغط الدم أو مــــرض ويسبب الإجهاد النفسي أي شيء يمكن إن تتصوره سيء ينتج عن ظروفنــــــــــــــا اليومية أو مشكلاتنا الأساسية التي تعترضنا وينشأ التوتر عندما شيء ما يؤثــــــــــر على جسدنا فيستجيب للمؤثرات كما لو انه واقع تحت هجوم .
ومن أسباب التوتر النفسي أيضا بأذى أو مرض و يمكن أن يكون السبب عقلي مثـل {التعرض لمشكلات عائلية أو صحية أو مالية أو مشكلات بالعمل }.
وعندما يصاب الشخص بالتوتر النفسي فانه يشعر بالغضب أو الحزن أو يشعـــــــر بالنعاس وهذا يجعل الشخص كثير النسيان مما يجد صعوبة بالتفكير بوضوح .
وإن العديد من الناس عندما يشعرون بالتوتر تصبح تصرفاتهم مؤذية فهم للتعامــــل معه.
مثل: الأكل والشرب المفرط جداً أو التدخين بكثرة وشرب الكحول وجميـــع هـــــذه الأفعال ينتج عنها أضرار ومشاكل أخرى .
ويحدث التوتر النفسي المزمن أحياناً قد يدوم فترة طويلة من الزمن مما يحث الجسم على إفراز كمية من هرمون الكرتيزون و هرمون الإدرنيالين وإن هرمون الكرتيزون يدعى بهرمون((القلق))حيث يتم إفرازه في الجسم عند الشعور بالخوف أما الإدرنيالين فإنه يهيئ الجسم للانفعال تلقائياً لخطر ما بكميات هائلة ولمدة طويلة مما ينتج عن زيادتهم تغيرات ومشاكل فيزيائية تؤدي إلى التـوتــــر المصحـــــــوب بالاضطــراب .
ويعود ذلك إلى مستوى الكرتيزون العالي والذي بدوره يقدم مقدار من طاقة كبيـــرة خلال فترات زمنية معينة إلا أن الدلائل تشير إلى الفترات المتزايدة من إفــــــــــراز الكرتيزون في الجسم والذي يعمل على إضعاف العظام ويسبب ضرراً للخلايـــــــــا العصبية بالدماغ مما يؤدي إضعاف جهاز المناعة للجسم ضد الأمراض .
ويقول الأطباء : أظهرت دراسة حديثة أن هناك ارتباط بين ارتفاع نسبة الكرتيـزون وازدياد نسبة الموتى من المرض القلبي الوعائي بشكل أساسي في السنوات الأخيـرة مما دفع الباحثون فحص (861 ) شخص تتراوح أعمارهم ما بين ((65 عام)) فمــا فوق أجروا لهم قياس نسبة الكرتيزون في البول كل شخص على حدا و على مـــدى 24ساعة واستمر هذا الفحص للأشخاص مدة 6 سنوات .
وقد نشرت مجلة علم الغدد الصم السريرية نتائج الدراسة حيث توفي خلال هــــــذه الفترة /183/ شخص وأكد الباحثون أن نسبة الكرتيزون كبيرة جدا عندهم مما جعل احتمال أن يموتوا من أسباب مرض قلبي وعائي وأكبر بخمس مرات مقارنة مـــــع الذين يملكون نسبة أقل من الكرتيزون .
وأجرى باحثون في جامعة (اونتريو ويسترون) دراسة متشابهة تتضمن نسبــــــــــة الكرتيزون في الشعر وتوصلوا من خلال دراستهم إلى نفس النتائج السابقة وأكـــدوا أن مستويات الكرتيزون في الشعر هي وسيلة أفضل للتنبؤ من النوبة القلبيـة مــــــن وجود عوامل خطيرة مسبقة مثل : ضغط الدم المرتفع .
وقد وجدوا أيضاً أن مستويات الضغط النفسي الكبير تسبب نوبات ربو وألم بالرأس وارق واضطرابات معدية وأمراض جلدية .
بالإضافة إلى حالات متعلقة بالعقل مثل الاكتئاب واضطرابات لها علاقة بالقلــــــــق وتبين الدراسات إن التوتر النفسي المزمن يؤدي إلى إنقاص مستـويـات هرمـــــــون الاستروجين عند النساء وهذا يعرض بعض النساء لخطر الإصابة بمرض القلـــــب بنسبة كبيرة أو الإصابة بمرض ترقق العظام أو هشاشة العظام .
ويعتقد خبراء الصحة والأمراض العقلية إن شخصية الفرد لها دور هام على كيفيــة التعامل مع الإجهاد النفسي فهي تقود تصرفات الشخص ومشاعره وافكاره.
وصنف الخبراء الشخصيات إلى نوعين:
النوع الأول:
دعوه " نموذج أ " وهم متقدمون دائماً وفي عجلة من أمرهم وغالباً ما يغضبـــــــون عندما لا تسير الأمور كما خططوا لها لذا تبين الدراسات إن هؤلاء الناس يصيبـــهم على الأغلب توتر نفسي مصحوب بالاضطراب .
النوع الثاني:
دعوه " نموذج ب " فهو يدل على الشخصية فهو يدل على الشخصية الهادئة التــــي تتعامل مع جميع الظروف والحالات التي تمر بها بسهولة مما يجعلهم اقل عرضـــة للإصابة بالتوتر النفسي.
وأظهرت الدراسات أيضا إن الرجال والنساء يتعاملون مع الإجهاد النفسي بشكــــــل مختلف ويبدو إن النساء لهم مقدرة أفضل للتعامل معه من الرجال إلا أن الخبـــــراء يؤكدون إن احتمال تطور حالة الكآبة والانهيار العصبي عند النساء في التعامل مــع الإجهاد النفسي هو اكبر بثلاث مرات في فترة حياتهم .
وأصبح الكاتب الأمريكي (جون كراي ) مشهوراً بعدما ألف كتاب بعنوان ( الرجـال أتوا من المريخ والنساء أتوا من الزهرة ) .
حيث يقول فيه إن هناك اختلاف جوهري واحد بين الرجال والنساء وهو طريقــــــة استجابتهم لمؤثرات هرمون التستوسترولاد الذي يفرزه الجسم للتعامل مع الـظروف المجهدة نفسيـاً وان ارتفـاع نسبـة هذا الهـرمون في الجسم عنـد الرجـال تـؤدي إلــى إنقاص التوتر النفسي .
إلا أن هـذا الارتفـاع في نسبـة هرمـون التستوسترون لا يؤثـر عنـد النساء ولاحـــظ ( جون كراي) إن الرجـال والنساء يملكـون وسائـل مختلفــة في كيفيـة التعامـل مــع التوتر النفسي فالرجال أفضل طريقة يتبعونها الراحة ونسيان مشاكلهم اليومية أمــــا النساء فإنهـم يحتـاجون إلى التكلم عن مشاكلهـم لان ذلك يـؤدي إلى إفراز هرمـــون (اكسيتوسين ) الموجـود في الدمـاغ وهو المسؤول على إنقاص مستويـات التوتـــــر النفسي لدى النساء .
ويقول الخبراء إن هناك العديـد من الطرق للتعامـل مـع الإجهاد النفسي ومن بينهــــا التنفس بعمــق والتأمـل والتفكير بهدوء والقيـام أيضا بالتماريــن الرياضيــة واكـــــل الأطعمة الصحية ونيل قسط من الراحة وتنظيم وقت العمل واللعب.
ويـؤكـد الأطبـاء انه يجــب علــى النـاس تحديـد كميــات الكفـييـن في وجبـاتهــــــم اليوميــة فالنـاس الذين يشربون كثيــرا من الكفيين مثل (القهوة) فإنهم أكثر عرضتــا للتوتر النفسي مما يفرزون تلك الهرمونات بشكل اكبر .
وان من أفضل الوسائل لإنقاص تأثيـر التوتــر النفسي علينا ممارسة التماريــــــــــن الرياضية مثل الركض والمشي أو ممارسة العاب القوى التي تجعل جسمنا سليمـــــا عندما نشعر بالتحسن ويزداد أيضا قوة جهاز المناعة لدينا ضد الأمراض وبـــــــدت الدراسات أيضا إن الرياضة تساعد في حمـايــة المقـدرة الذهنيــة أي الذكـاء فــــــي الانخفاض.
ويقول الأطباء إن التنفس البطيء والعميــق من شأنـــه أيضـا إن يقلل من التوتــــــر وأظهرت دراسات طبية عديدة أن صفاء العقل وخلوه خلال التأمل الهادئ يساعدنــا على الهدوء وبدوره يؤدي إلى خفض ضغط الدم وإنقاص توتر العضلات وبالتالـــي إنقاص معدل ضربات القلب إلا أنهم حذروا أيضا من كتمان التوتر النفسي بداخلنـــا لأنه قد يجعل مشاكلنا تسوء أكثر.
وقد ربط الخبراء الفشل في التعبير على المشاعر بالعديد من الحالات الصحية ومنها اضطرابات في الأكل والخوف وارتفاع في ضغط الدم .
وينصح الخبراء الناس بأنه يجب عليهم المحاولة بقبول الظروف التي تؤدي للتوتر النفسي ما أمكنهم.
8/6/2011, 1:33 am
