الغذاء قبل الدواء - الحماض للهضم والشهية

الحماض(الحميض) عشب، يملك ساقاً أسطوانية، ارتفاعه من 10 إلى 40 سنتيمتراً، لونه أخضر داكن، ينتمي إلى الفصيلة البطباطية، أوراقه لحمية الملمس معنقة كبيرة الحجم، وذات حواف كاملة. تظهر أزهاره في الصيف في أطراف الفروع، وهي حمراء اللون، تعطي ثماراً تتكون من علب كبيرة تحتوي على البذور.
يعتبر الحماض نباتاً رعوياً لكل الحيوانات، لكن أوراقه يأكلها الإنسان وهي خضراء ذات حموضة قليلة. وينبت في الأرض الرملية في السهول وعلى جوانب المرتفعات الجبلية، وفي المراعي والأرض البور. وينتشر الحماض في شبه الجزيرة العربية والكويت والعراق وسورية وفلسطين وجنوب إيران وأفغانستان وباكستان. وغالبا ما ينمو بعيد سقوط الأمطار.
العرب القدامى عرفوا الحماض، وكانوا يأكلون أوراقه، وقد ذكره أبو سعيد عبد الملك الأصمعي في كتابه الزرع حيث يقول: ومما ينبت بجبال نجد:
الثُغَام، والحُمَّاضُ. وفيه قال الشاعر الجَعْدي:
فجَرى من مَنْخَريْهِ زَبَدٌ
مثْلَ ما أثمر حُمَّاض الجَبَلْ
أما الشاعر أبو حنيفة فقال عن الحماض:
ماذا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني،
من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار؟
كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ،
من آخر الصَّيف، قد همَّت بإِثْمارِ
وتحتوي أوراق النبات على حمض الحماض، وكمية من المواد البروتينية، ومركبات عفصية، وبعض الفيتامينات مثل بي و سي، إلى جانب بعض أملاح البوتاسيوم والحديد والكالسيوم. وتفيد البحوث أن حمض الحماض يكون بأعلى تراكيز في الأوراق في الفترة التي تسبق ظهور الأزهار، ولكن نسبته تتدهور بعد ذلك.
وتستعمل أوراق الحماض والجذور في الحالات الآتية:
- مكافحة الإمساك (القبض) إذا أخذت بكميات قليلة.
- الإسهال إذا استعملت بكميات كبيرة.
- معالجة احتقان المفرزات الصفراوية في الكبد وبالتالي تساعد في تخليص الأخير من السموم المتراكمة فيه.
- إدرار البول.
- منع الغثيان.
-فتح الشهية على الأكل.
- تنظيف البشرة وتطهيرها، وذلك بشرب كوب من مغلي جذور الحماض وأوراقه لمدة 7 أيام.
وتستعمل أوراق نبات الحماض وسيقانه في السلطات ومع السمك المطحون والرز، ولكن يجب الحذر من تناول كميات كبيرة منها لأنها قد تكون سبباً في حدوث نوبات تحسسية عند بعض الأشخاص، كما يوصى بعدم اللجوء إليها في حال الإصابة بأمراض في الكلى.

إعداد الدكتور أنور نعمه