يحيرني سؤال دائما أسئله لنفسي
لماذا تتلاشى بهجت العيد بالنسبة لي وبالنسبة لكثير من شباب جيلنا
فأبي وأمي وأجدادي يحكون قصص العيد في الماضي ومدى بهجته والفرح الذي كان ينتاب الأنسان في العيد وكان أجدادي يحكون لنا عن مايسمى بلمة الأهل والأقارب في أول أيام العيد و عاشرت في طفولتي بهجة العيد وتبادل زيارات التهنئة بالعيد سواء من طرفي أو طرف أهلي و كنا في صباح العيد نستيقظ عل أصوات المساجد والجوامع التي تهلل بكلمة اللله وأكبر ونؤدي طقوس العيد الدينية والمعايدة على المقربين والأهل ولكن كلما كبرنا سنة أشعر بأن بهجة العيد قد خفت وزال بريقها هل جواب هذه الحيرة بأن كلما كبر الأنسان كثرت همومه ومشاكله بالحياة فبذلك يبتعد عن الأهل والأقارب شيئا فشيئا
أم لأن الحضارة والتكنولوجيا قللت من قدرة الأنسان على التواصل مع محيطه بالشكل الصحيح وعدم قدرته على التعبير عن مشاعره بالطريقه الصحيحة فأصبح مثلا يتكلم مع الكمبيوتر والأنترنيت أكثر مما يتكلم مع البشر
ويجلس أمام التلفاز ساعات طويلة مما يجعله ليس بحاجة الى الخروج ومخالطة الأخرين
وقد أبرر زوال بهجة العيد بسبب خوف الأنسان من المستقبل وما يحمله له فخوفه مثلا من أن يتعلق بشخص ما ومن ثم يفقده فا يفضل ألا يتعلق به من البداية فهذا يجعله يبتعد عن البشر المحيطين به ويقلل من مجالستهم
وهذا الخوف قد يكون ناجم عن مايسمعه الأنسان من أخبار في محيطنا العربي فمثلا حرب العراق وما ينجم عنها من قتلى وجرحى و دماء يشاهدها الصغير قبل الكبير و ما نسمعه في فلسطين من تدمير وقتل بالمئات يوميا منذ عام 1948 حتى يومنا هذا جعل الأنسان العربي بالأخص متشائم وكئيب وهذا كله لايقلل من بهجة العيد برأيكم ؟ وأنا لا أكترث لبهجة العيد بالنسبة لي وأنما بالنسبة للطفل الصغير الذي أرى بهجة العيد من خلاله فهو العيد بالنسبة لي فعندما أرى طفلا صغيرا يقول أنه غدا العيد وهو متفائل يشعرني بالسرور ولكن عندما أرى طفلا صغيرا يتكلم عن الحروب والموت والدمار الذي يشاهده كل يوم على شاشات التلفاز . و أن لم يراه على شاشات التلفزة يشاهده في ألعاب الكمبيوتر المليئة بهذه المناظر المدماة فهذا يشعرني باليأس والحزن والتشائم فأتمنى بهذه اللحظة أن يعود أطفالنا ونحن الى بساطة الحياة المتمثلة بدمية خشبية أو أرجوحة فبهذه الألعاب البسيطة تكمن السعادة والتفائل بالغد وأن يشعر الطفل بالفرح عندما يرى عمه أو خاله في العيد فبهذا يكمن فرح العيد وجماله وفي نهاية الحديث عن هذا السؤال الذي يحيرني والذي بالرغم من هذه الأجابات الكثيرة والمتشعبة لم أصل لنتيجة وجواب كافي ووافي فأنا أتمنى من الله أن يعيد العيد على أمتنا وأهلنا بالخير والسرور والسلام ويعيده على كل طفل من أطفال أمتنا بالأمل والمستقبل الزاهر المليئ بالورورد والرياحين وشكرا