مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 قصة قصيرة بعنوان:((ربطة خبز..!!)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حيدر محمود حيدر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

قصة قصيرة بعنوان:((ربطة خبز..!!) Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة بعنوان:((ربطة خبز..!!)   قصة قصيرة بعنوان:((ربطة خبز..!!) Empty14/12/2011, 6:11 am


من وحي الثورة،قصة قصيرة بعنوان:

((ربطة خبز..!!)
****************************************************

قالت الأم، وهي تودّ ع ابنها الصغير، وكأنه ذاهب إلى معركة:

ــ اسمع يابني :عليك أن تذهب إلى السّمان الموجود في الطرف الآخر من الشارع، لتحضر لنا ربطة خبز،حتى أستطيع أن أسكت أخوتك الجياع. ثم تابعت:كن حذراً يامنقذ.

كانت الأم تعلم، وهي ترسل ابنها الصغير،أنها تخاطر بحياته،فأزيز الرّصاص يملأ المكان،والشبيحة يذرعون الشارع المطلّ على بوابة منزلهم جيئة وذهاباً،والقنّاصة

القتلة، يعتلون سطح البنايات العالية، يطلقون النّار على كلّ شيء يتحرك في الشارع حتى ولو كان فأراً..!!

ولكن ليس لها حيلة،فأولادها جياع،وتريد أن تؤمن لهم الخبز،ولا تستطيع أن تذهب، وتتركهم لوحدهم في البيت،منذ آخر مرّة غادرها زوجها، ليشارك أهالي الحي في التظاهر، خرج ولم يعد..!!

حاولت المرأة أن تثني زوجها عن الخروج قائلة له:أرجوك..أرجوك لاتخرج، ليس لنا غيرك، فإذا خرجت وحدث لك مكروه،فإنّ أطفالك الصغار سوف يموتون جوعاً..!!

لم يطاوع أبو منقذ زوجته،فواجب المشاركة في التظاهر يحثه للخروج،ونداء الحريّة يدفعه للمخاطرة بنفسه..!!

وفي الليلة الثانية لخروجه،جاء أحدهم، وطرق باب بيتها قائلاً:

زوجك ـ يا أختي ــ اعتقل بالأمس، وهو يشارك في المظاهرة،ثم سلّمها مبلغاً من المال وغادر.. !!

بعدها، لم تر أحداً، ولم تسمع عن زوجها شيئاً..!!

وضعت أمّ منقذ النقود في كف ابنها،وقالت له:أطبق يدك عليها حتى لاتقع منك،وفتحت له باب البيت،فانطلق منقذ كالبرق إلى الجهة الثانية من الشارع،أنقد البائع ما بيده من نقود،وحمل ربطة الخبز تحت إبطه الصغير،ليعود من حيث أتى،وما أن وصل إلى وسط الشارع،حتى انهمر الرّصاص كالمطر حوله، شعر منقذ بأن فرائصه ترتعد، والخوف يغمر كيانه،وأحس بأنه ميت لامحالة وسط هذا الجحيم المشتعل،ولكن عليه أن يتابع،وفي اللحظة التي فرك كعب حذائه بالأرض، وانطلق خطوات إلى الأمام، تعثرت قدمه الصغيرة ببلاط الشارع، فسقطت ربطة الخبز منه، وتناثرت أرغفتها،على أرض الشارع كما تتناثر الدنانير الذهبية،في هذه اللحظة الحرجة، فكر منقذ ماذا يفعل..!!

أينجو بنفسه، ويعود دون أن يحمل لأخوته الخبز الذي ينتظرونه،أم يخاطر بحياته، ويعود ليجمع أرغفة الخبز من جديد..!!

لحظات مرّت كلمح البصر، بينه وبين اتخاذ القرار..!!

فكر(منقذ) الفتى الصغير، بأمر أخوته الذين يتضورون جوعاً ،إذا لم يعد لهم بربطة الخبز التي ينتظرونها، وفكر بأن والدته كلّفته بمهمة وعليه أن ينفذها مهما كان الثمن..!!

وإذا لم ينفذ ما أوصته به،إذاً لايستحق اسم (منقذ) الذي سمته به..!! وعليه تقع مسؤولية إنقاذ أخوته..!!

في هذا الجزء من الثانية، كان صوت الرّصاص يزداد اشتعالا،والموت يحصد كلّ شيء يتحرك أمامه..ولكنّ منقذ لم يكترث،أو يبالي بكلّ هذا الموت الذي يحاصره،نظر إلى الخلف،وبادر بجمع الأرغفة المتناثرة على بلاط الشارع،

وكأنه يجمع لآلئاً نادرة،وفجأة سمع صوتاً من الطرف الآخر من الشارع يصيح بقوة: لاتخف يابني..!!تشجع يابني..!!

أحسّ منقذ للحظة، أنّه يعرف صاحب هذا الصوت، هذا الصوت يشبه صوت أبيه..!!

أبوه..أبوه في السجن..!!هو متيقن من ذلك..!!لقد روت له أمه ،أنّ أباه بطل..!!خرج مطالباً بالحرية مع غيره من شبان الحيّ..فاعتقل، وسجن, و ربما يطول غيابه..!! وعليه أن يفخر بما فعله..!!

ومع ذلك تشجّع (منقذ)وأحس بدفقة قوّة، تغمر كيانه الصغير،التقط الأرغفة على عجل, وضمّها إلى صدره،وجرى كالسهم نحو هدفه،فوجد نفسه على الطرف الآخر من الشارع،ورجل يحمله مع أرغفته بين ذراعيه، ثم يطبع قبلة على جبينه,ويقول له:

أنت بطل يامنقذ كأبيك..!!لقد كنت اليوم متظاهراً، رغماً عنهم..ورغما عن رصاصهم..وشبيحتهم، وقناصتهم..!!

وبأمثالك أيّها البطل الصغير، ستستمرّ الثورة..وتنتصر على استبدادهم، وظلمهم، بعون الله..!!

حيدر حيدر

في /9/12/2011/


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة بعنوان:((ربطة خبز..!!)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: بوح-
انتقل الى: