مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 ((العربيّة أمّ اللغات))

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حيدر محمود حيدر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

((العربيّة أمّ اللغات)) Empty
مُساهمةموضوع: ((العربيّة أمّ اللغات))   ((العربيّة أمّ اللغات)) Empty27/1/2012, 4:31 pm


((العربيّة أمّ اللغات))

************************
***
العربيّة أمّ اللغات عنوان محاضرة، ألقيتها في المركز الثقافي في مدينة سلمية،بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، وفي عدّة جمعيّات أهليّة ومنها جمعيّة أصدقاء سلمية،أنشرها اليوم على شكل فقرات وأجزاء بحسب تسلسلها في المحاضرة.
لعلّي أحقّق في نشرها فوائد أدبية وثقافية، تعود على روّاد منتدياتكم الكريمة،وعلى السادة المتابعين من القراء الأعزاء..!!
الجزء الأوّل:ويتناول الأفكار الرّئيسة التالية:
***********************
ـ أهميّة اللغة العربيّة، وخصائصها وميزاتها.
ـ ضرورة إيلاء اللغة العربيّة الاهتمام الكافي من كلّ الجهات، والهيئات الرّسمية في وطننا العربي.
ـ في اللغة العربية تعبير عن الهوية الوطنية، والقومية لأمتنا العربيّة.
******************************************
نصّ المحاضرة:
**********

السيّدات والسّادة الحضورّ :

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أهلاً بكم في منبرٍ من منابر الثّقافة ،في هذه المدينة المعطاءة ،أهلاً بكم في مركز ثقافي سلمية، وكم يسعدني أن أكون محاضراً، من محاضري هذا المنبر، والذي أدعو له دائماً بالتّقدّم والنّجاح في كلّ المجالات ،وخاصّة في المجال الثّقافي .لأنّني أشعر كلّما فتح بابٌ في السّور الثّقافي لمدينتنا،وهبّت علينا منه نسيمات الفكر، والأدب، والعلم،كلّما شعرنا بالطّمأنينة على حاضر ومستقبل شبابنا في هذه المدينة، لأنّ الثّقافة هي بوابة الحضارة لكلّ تقدّمٍ وازدهار.ولعلّ محاضرتي اليوم عن العربيّة ،تضع لبنةً في صرح البنيان الثّقافي لهذه المدينة،هذا البنيان الشّامخ بشموخ أبنائها، وعلمهم، ومعرفتهم .فأعظم بالثّقافة في هذه المدينة المستنيرة ،وحبّذا علماً ومعرفة أبناؤها.
السيّدات والسّادة الحضور:ومن هذا المنطلق العلمي والثّقافي،نجتمع اليوم،لنجدد ذكرى مناسبة عظيمة تمّر علينا ، فاليوم يحتفل العالم ،وتحتفل معه أمتنا العربية،بيوم "اللغة الأمّ في العالم"يوم لغتنا العربية،وضرورة الاهتمام بها،وتطويرها لتكون لغة حياةٍ وعلمٍ واتصالاتٍ،ولتكون عالميّة التّداول والانتشار.

لقد قال أحد الباحثين(1) في هذه المناسبة، وفي مقالة له بعنوان(اللغة روح الأمّة): (مثلما أريد لهذا العام أن يؤكد في الأذهان عروبة دمشق،وحرصها منذ أيّام الأمويين على حمل مشعل الثقافة العربية،والإسهام في تشييد صرح الحضارة الإنسانية بعيداً عن أي شكلٍ من أشكال التعصّب التي تمقتها الحضارة والمدنية،) أريد للحادي والعشرين من شباط في هذا العام، وكلّ عام أن يكون عاماً دوليّاً للاحتفاء باللغة الأم في الدّول المنتمية إلى المنظّمة الدّوليّة للتربية والعلوم والثّقافة (اليونسكو).وسورية اليوم بعاصمتها دمشق واحدةٌ من هذه الدّول المعنيّة بهذا اليوم اللغوي ، الذي ينسجم الاحتفاء به مع عبق العربيّة الفصيحة الذي يتغلغل في أرجاء العروبة بمن فيها وما فيها). وليس من المصادفة أن نطلق على لغتنا القوميّة مصطلح اللغة الأم كمال يقول باحث آخر (2)من مقالة له بعنوان: (اللغة الأم ) أعلم أنّ اللغة الأم تمنحنا القدرة العجيبة على التّعبير الجميل ،تمنحنا سرعة التفكير ، تمنحنا اللعب على مرابعها من دون شعورٍ بالتّعب أو الملل... فدلالة الأم هنا دلالة وجدانيّة،دلالة حبٍّ وتقديس).

ويعلّل سبب حبّنا للغتنا الأم ودفاعنا عنها بقوله نذكر أنّ لغة البلاط الرّوسي كانت اللغة الفرنسيّة وكانت طبقة النّبلاء تحتقر الرّوسيّة،ولقد كنس التّاريخ هؤلاء جميعاً ولم يبق منهم أثر ولكن الذي بقي عمالقة الأدب الرّوسي واللغة الرّوسيّة ).وهكذا لغتنا الأم الأقدم تاريخيّاً والأعرق فصاحة وبلاغة. خلّدت نوابغاً في ميادين الفكر والأدب.وتراثاً حضاريّاً لمختلف الثّقافات،ما يزال مصدر إعجابٍ للعالم أجمع ،واعتزازٍ وفخرٍ لنا بحافظة هذا التّراث ألا وهي لغتنا العربيّة.
وفي هذه المحاضرة أدليت بدلوي بين الدّلاء،في هذه القضيّة لكي أؤكد على أنّ الاهتمام بلغتنا العربية، هو قبل كلّ شيء واجبٌ وطنيٌّ، وقوميٌ،
قال أحد وزراء التربية والتعليم:(7)إنّ من يدافع عن لغته ،إنما يدافع عن أصله وعن حقّه،وعن كيانه،عن لحمه،وعن دمه،وإنّكم تفهمتم هذا الأمر جيّداً" ومن ثمّ يعني الاهتمام بها، والتبحّر في علومها،وهي ثلاثة عشر علما:"الصّرف،والإعراب،ويجمعهما اسم النّحو،والرّسم،وهو العلم (بأصول كتابة الكلمات)والمعاني والبيان،والبديع ،والعروض، والقوافي وقرض الشعر والإنشاء والخطابة وتاريخ الأدب،ومتن اللغة،وهي العلوم التي يتوصّل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ, عدا أنّها تعني المحافظة على المخزون الثّقافي والحضاري للغتنا.لأنّها من أهمّ مقومات وحدتنا العربيّة ،وهي الرّابطة التي تجمع بين كلّ النّاطقين بالضّاد:
لغةٌ إذا وقعت على أسماعنا == كانت لنا برداً على الأكباد
ستظلّ رابطةً تؤلّف بيننا == فهي الرّجاء لناطقٍ بالضّاد
ولقد نعتت لغتنا العربيّة بأنّها "أمّ اللغات "واللواء الذي ينضوي تحته العرب ،كما يقول الشّاعر المهجري فوزي معلوف:
ولتسعد لغة الضّاد التي دعيت == أمّ اللغات شباباً برده قشب
إن لم نكن كلّنا في أصلنا عرباً == فنحن تحت لواها كلّنا عرب
ولغتنا العربيّة سيّدة اللغات، وأحبّها، وأعذبها،تخضع لها اللغات الأخرى كما يقول الشّاعر المهجري أبو الفضل الوليد:
كلّ اللغات تذلّ للغة التي == عزّت وقد كانت أحبّ وأعذبا
ولم تكن تسميتها بأمّ اللغات للمفاخرة والاعتزاز بها فقط،وإنّما لانفرادها وتميّزها من بين اللغات الحية بمميزات تميّزها عن كلّ لغات العالم، ويجعلها نعمة حقيقية يتمتّع بها العارفون بها، والمحبّون لها منها:
ــ اللغة العربيّة لغة القرآن الكريم، التي اختار ـ عزّ وجلّ ـ أن ينزل بها آخر كتبه التي سيتعبّد به إلى نهاية تاريخ البشرية ، قال تعالى في سورة يوسف:{إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} وفي هذا الصدد يشير أستاذنا د.محمود السّيد إلى أن ّالكاتب الفرنسي(جول فرن)ربط بين اللغة والقرآن،عندما كتب قصّة خيالية مفادها:أنّ سيّاحاً اخترقوا طبقة الكرة الأرضيّة ووصلوا إلى وسطها ولمّا أرادوا العودة إلى ظاهر الأرض،بدا لهم أن يتركوا هناك أثراً يدلّ على مبلغ رحلتهم،فنقشوا على الصّخر كتابة باللغة العربيّة،ولمّا سئل جول فرن عن سرّ اختيار العربيّة من بين اللغات العالميّة كافة،أجاب:إنّها لغة المستقبل،ولاشكّ أنّه سيموت غيرها في حين تبقى هي حيّة حتى يرفع القرآن نفسه،ويعلّق على ذلك أحد الكتاب في مقال له بعنوان:(9)(اللغة العربيّة ...ندوات ومؤتمرات ولكن...!)بقوله عندما نحيي لغتنا يبقى القرآن حافظاً لها عندما نمنحها حبنا وإخلاصنا نأخذ بسرّ خلودها).
وفي عام /1897 /م نشرت الصّحف أنّ وزير المستعمرات البريطاني(غلادستون)قد صرّح في مجلس العموم البريطاني وهو يخاطب النّواب قائلاً ما دام هذا الكتاب ــ ورفع القرآن في مجلس العموم ــ بيد المسلمين والعرب لن تقوم لنا بينهم قائمة).فردّ عليه آنذاك سعيد النّورسي نسبة إلى قرية النّورس الواقعة جنوب شرقي تركيا،وكان من أبرز علماء الإصلاح الدّيني والاجتماعي في الدّولة العثمانية وقد لقّب ب(بديع الزّمان)اعترافاً من أهل العلم بذكائه الحاد،وعلمه الغزير،واطلاّعه الواسع.ردّ عليه بالقول إنّ القرآن شمس معنوية لايخبو سناها،ولايمكن إطفاء نورها.وبعد هذا الوصف الجميل أترك لك عزيزي المستمع تقديرأهميّة القرآن الكريم بالنّسبة للغتنا العربيّة،حافظها من الضّياع والاندثار.قال تعالى في كتابه الكريم{إنّا نحن نزّلنا الذكر،وإنّا له لحافظون}.
ــ تتميّز بالسعة والتوسع والانتشار،وهي ذات الصّفات التي يتميّز بهما الدّين الإسلامي.
ــ ومن المميّزات ضبط الكلمة بالشّكل من ضمّ وفتح وكسر،فكلمة علم ـ مثلاًـ يمكن أن تقرأ على سبعة أوجه حسب تشكيلها(عَلِم،عُلِم،عَلم، عَلِم ،عُلم،عِلم،عَلم). ــ عدد أحرف هذه اللغة / 28 / حرفاً ومن بينها حرف الضّاد،وهي أول لغة في العالم تستخدم حرف الضّاد لذلك سميّت بلغة الضّاد، وحتى اللغة الألبانيّة تستخدم في لغتها حرف الضاد ولكن بعد وصول الإسلام واللغة العربيّة إليها على يد العثمانيين.
ــ هي من اللغات التحليلية وهي التي تتغير أبنيتها بتغيّر المعاني،وتحلّل أجزاؤها المترابطة فيما بينها بروابط تدلّ على علاقتها ومن هذا الصّنف اللغة الهنديّة.
ــ اللغة العربيّة أحدث اللغات السّاميّة سنّاً .
ــاللغة العربيّة تفوّقت على اللغات السّاميّة الأخرى لما لها من صفتين أساسيتين الاشتقاق والإعراب.
ــ ثمّة ألفاظٌ تستعملها اللغة العربيّة اليوم عمرها أكثر من أربعين قرناً .
ــ إنّ الصّفاء الغالب على سماء الجزيرة العربيّة انعكس على نفوس العرب والذي بدوره انعكس على اللغة .
ـ كانت اللغة العربية هي اللغة الموسيقيّة الشَاعرة ،والتي تملك أكبر معجم لغوي.
ــ ظاهرة الاشتقاق:وهو استلال الألفاظ من الأصل اللغوي وسكبها في هيئة قوالب كاسم الفاعل من الثّلاثي مثلاً فإنّ له قالب صوتي واحد في ألفاظ اللغة العربية .
ــ ظاهرة الإعراب: تتفوّق اللغة العربيّة بهذه الظّاهرة عن باقي لغات الإنسانيّة ، حيث تتيح للفظة كي تأخذ حريّتها تقديماً وتأخيرا مع احتفاظها بموقعها الإعرابي .والإعراب ميزة للغة العربية يشمل كلّ المفردات من اسم،وفعل ،وحرف،ورغم وجود الإعراب في بعض اللغات الأخرى مثل:الهنديّة والعبريّة،والحبشية،والجرمانيّة ،والمصريّة القديمة؛إلاّ أنّه إعراب قاصر ببعض الكلمات دون بعض.
ــ إنّها أقلّ اللغات تطوّراً منذ نزول القرآن الكريم‘فلا توجد لغة مرّ عليها أكثر من ألف عام وما زال أهلها يمكنهم قراءة وفهم نصوصها بسهولة مثلها.وهذه ميزة تختلف وجهات نظر الباحثين حيالها.
ــ اعتماد العرب الأمين على الأذن والسّماع ،أكثر من العين والبصر،أدّى إلى صقل اللغة من الوجهة الصوتيّة .
ــ وفرة المفردات: ممّا جعلها الأقدر على الإفصاح عن المعاني وخبايا النّفس,وجعلها اللغة الموسيقية الشّاعرة . ولها من المفردات أيضاً ما يضاهي أي لغة أخرى وفيها من المفردات ما يفضي إلى الدّقة المتناهية.
الأخـوات والأخــوة الحضور:
ونحـــن اليوم نشهـد نهضة ثقافيّة وعلميّة في كـلّ شؤون الحيــاة,ولهـذه النهضة مقوّمــاتهـا الحية الأصيلة والّتي تعتبر لغتنــا العربيّة من أهمّ دعائمهـا,كما يؤكّد رئيس تحرير مجلّة العربي(3) في تقديمه لكتــاب (أراء ودراسات في الفكر القومي) أهميّة اللغة العربيّة بقوله :" لقــد شكلّت الّلغة العربيّة وهي إحــدى دعــــائم الأمـة رباطاً وثيقاً يؤلّف بين الجمــاعة العربية ووعاء إنسانيّاً وحضاريــاً فاصلاً تختزن فيــه ذكريــاتها وتجاربها وجــلّ ثقافتها, وتصوغ فيـه أحلامها وآمالها. "واستشهد بقول أحـد المفكرين: " إن اللّغة جهـاز الاجتماع عند الإنسان,فاللّغة والأمة أمـران متكاملان". وهذا القول قـد لا يصدق على أيــة لغة وأمّة كما يصدق على أمّة العرب ولغتها.يقول أحد الباحثين في الأدب السوريين:(6) وهو باحث في الأدب العربي من مقال له بعنوان: أزمة اللغة = أزمة الهويّة: (إنّ شعوب العالم تعتّز بلغاتها وإن الدّول المتقدّمة تنجز حضارتها وتقدّمها العلمي بلغتها الأم.حتى إسرائيل فإنّها لفّقت ثقافة هجينة وأحيت لغة بائدة،فرضت وجودها في كلّ المجالات.....ولقد أدركت سورية هذه الحقيقة فوقفت موقفاً واضحاً،تدافع عن وجود الأمة بالمحافظة على لغتها) وتأكيداً لهذا المعنى قال أحد المسئولين من محاضرة بعنوان (العربيّة بين الواقع والطّموح) "إنّ أمماً متعددة، اعتمدت لغتها الأم في شؤون حياتها،ولم تكن للغاتها عراقة لغتنا العربية في مسيرة الحضارة البشريّة،فها هي كوريا ورومانيا واليونان والفيتنام تدرس بلغاتها الوطنية،والكيان الصهيوني يعيد لغة ميتة منذ ألفي سنة إلى الحياة،وتبقى العربية ذات البعد الحضاري ولغة القرآن الكريم مستبعدة ومعزولة،في أغلب جامعات الوطن العربي".
ولقد جاء في قرار القمّة العربية بهذا الشّأن ما يلي إيلاء اللغـــة العربيّـــــة اهتمـــاماً ورعايــــة خاصّـــة باعتبــــارها وعـــاء للفكر والُثقافة العربيّة،ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا،لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التّغريب والتّشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربيّة)..ونأمل أن لايبقى قرار القمة في هذا المجال حبراً على ورق ،لأنّ العبرة والفائدة دائماً بالتطبيق. وخاصة إذا كان الأمر يتعلّق باللغة التي هي عنوان الهويّة وعلامتها كما يقول أحد الكتاب العرب المرموقين(4) بدراسة له بعنوان: أزمـــــات اللـــغة العربيّة وما خرجت به من هاتين التجربتين أمران:أولهما عدم الجديّة في مناقشة تدهور أحوال اللغة القوميّة وأوضاعها،ذلك على الرغم من التّأكيدات المتكررة والبيانات الحماسية عن ضرورة الحفاظ على الهويّة وأهميّة صيانتها بما يكفل لها القوة والنماء . وما أكثر ما نسمع في هذا المجال من أقوال خطابيّة عن مخاطر "الغزو الثّقافي" وشرور "العولمة"القادمة، لكن أقل مانرى من أفعال حقيقية،على الأقل في ما يتصل باللغة التي هي عنوان الهويّة وعلامتها). وقد يسأل سائل: هل من الممكن لقرارات القمم العربيّة أن تطبّق لحماية الأمن اللغوي والثقافي المهدّدين؟نأمل ذلك، ونتفاءل به عملاً بالقول المأثور "تفاءلوا بالخير تجدوه" يقول الكاتب علي عقلة عرسان جوابا لسؤال وجهه إليه فيصل القاسم معدّ برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة بتاريخ 8/4/ 2008 بعنـــوان العربيّـــة الفصـحى ســـــأل القاسم أوّلاً محاوره د.رفيق روحانة وهو شاعر لبناني من مؤيدي العاميّة والذي شبّه الفصحى بالجثة المحنطة عندما قال: يا دكتور قاسم ، لماذا نكذ ب على أنفسنا ونقول :نريد إحياء جثة محنطة؟ سأله القاسم كيف تنظر إلى مادعت إليه القمّة العربيّة الأخيرة لإيلاء اللغة العربيّة الفصحى، بشكل عام،اهتماماً ورعاية خاصة؟ أجاب روحانة :وكان في جوابه منطق الحقد والسخرية،سلام عليكم وعليهم.ثم توجّه القاسم إلى عرسان و كان طبعاً من المدافعين عن الفصحى والمندّدين بدعاة العاميّة بالسؤال:كيف تردّ على هذا الكلام؟سلام عليكم وعليهم، وهل يمكن أن يتحقّق الأمن اللغوي والثقافي بعد كلّ الذي نراه ونسمعه؟.أجاب عرسان:أنا أقول إنّ القمّة العربيّة في الرياض اهتمّت بالُثقافة وفي دمشق اهتمّت باللغة،هذه سياسة حكيمة ويجب أن تنفّذ،ولكن إذا بقيت القرارات مثل قرارات القمم الأخرى حبرا على ورق، فسلام على الجميع، ولكن نأمل أن تنفّذ هذه القرارات بعون الله.وسوف نصون أمتنا من الشرذمة والضياع والتجزئة التي يخطّط لها أعداؤها منذ زمن بعيد، بإضعاف لغتها وإقصاء الفصيحة منها، و سوف نحافظ على مفردات وقواعد لغتنا العربيّة الفصحى ،بالمحافظة على تراث وثقافة وآداب أمتنا العربيّة، ليبقى صرحها شامخاً وثابتاً كالجبال.ولتبقى روحاً تنبض بالحياة،لا جثة محنطة وهامدة كما يقول الشّعوبيون والحاقدون من أعدائها. وقد قال أحد الكتاب(5): (ومن الحبّ ماقتل ربما ينطبق هذا القول علينا نحن أبناء الضّاد،نعشق لغتنا ،نهيم بها كلاماً وتنظيراً،ونحفر قبرها إهمالاً،نعقد المؤتمرات وننسى مناهجنا التّربوية،نضع الخطط وننسى التنفيذ،مؤسساتنا الثّقافية بإمكاناتها المادية والعلميّة قادرة على التّحرّك ولاسيّما إن تتلقّى الدّعم المعنوي والمادي من القيادة السياسية التي نبّهت إلى حال اللغة العربيّة ودقّت ناقوس الخطر...ولا أدري من الذي قال:لم أر أجمل من اللغة العربية ولكني لم أر شعباً يستعجل وأد لغته كما يفعل أبناؤها....نبحث عن ذرّة فعلٍ قبل قنطار كلام.وهذا الكلام موجّه إلى اختصاصي اللغة العربيّة،وإلى المهتمين بعلومها وإلى المتربعين على سدّة المسؤولية،في مجامع اللغة العربية على مستوى الوطن العربي،عليهم جميعاً أن ينهضوا من رقا دهم،وأن يعملوا بروح عالية من المسؤولية،والحس الوطني والقومي،لإعلاء شان لغتنا العربيّة،وجعلها في المحافل الدوليّة لغة عالميّة،لأنّ قطار العولمة لن ينتظرنا في محطاته الثقافيّة،والأهم من ذلك أن نجعلها في متناول شبابنا وشاباتنا ،لغة سمحة وفصيحة،وأن نجعلهم من خلال تلقيهم لها، يحافظون على انتمائهم الوطني والقومي،ويعرفون أثر ها في هذا الانتماء القومي والوعي الوطني،وفي مدى تعبير اللغة عن هويّة الأمّة،لكي تعاد لهذه الأمّة صحوتها،بعد رقاد.
***********************************************

المحاضر: حيدر حيدر

في/12/1/2012
الهامش:(1) د.محمد حسني طال
(2) د.أحمد البرقاوي
الدكتور محمد الرميحي(3)

(4)د.جابر عصفور ( مجلّة العربي الكويتية) العدد592لشهرآذار 2008

(5) و(9) الكاتب: ديب حسن

(6) الدكتور سهيل الملا ذي وهو باحث في الأدب العربي من سورية في مقال له نشر في مجلة المعرفة العدد 534 لشهر آذار/2008/ بعنوان أزمة اللغة = أزمة الهويّة:

(7) و( د. محمود السيّد

**********************************************

المحاضر: حيدر حيدر

في/12/1/2012

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لجنة الإعلام
Admin
Admin
لجنة الإعلام


عدد الرسائل : 2412
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

((العربيّة أمّ اللغات)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((العربيّة أمّ اللغات))   ((العربيّة أمّ اللغات)) Empty28/1/2012, 9:54 am

كل الشكر لك أستاذ حيدر لجهدك المستمر والدؤوب في سبيل إعلاء شأن اللغة العربية ونشر الثقافة والمعرفة في المجتمع..

دمت بمحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://slmf.yoo7.com
فادي النظامي
Admin
Admin
فادي النظامي


عدد الرسائل : 1114
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 25/12/2008

((العربيّة أمّ اللغات)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((العربيّة أمّ اللغات))   ((العربيّة أمّ اللغات)) Empty30/1/2012, 9:56 am

العربية فعلاً أم اللغات وتتميز بتنوع مفرداتها وتخصصها وبالتالي غناها بالتراكيب والصور نتيجة هذا الأمر.. شكراً لك لهذه المحاضرة التي لم يتسنى لنا حضورها واقعياً.. فحضرناها افتراضياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
((العربيّة أمّ اللغات))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: بوح-
انتقل الى: