الزكام
المظاهر السريرية
تكون بداية الزكام عادةً مفاجئة نوعاً ما ، و من المرجح أن يكون أول عرضٍ هو الشعور بألم و جفاف متوضعين في منطقة صغيرة من البلعوم. و يزداد الشعور بالاحتقان في المجرى الأنفي خلال ساعات قليلة ،وغالباً ما تكون مصحوبة بالعطاس ، ومن ثم بسيلان أنفي و الذي يكون في المراحل الابتدائية سائلاً و مائعاً .و بعد مضي ثمانية وأربعين ساعة تظهر عادةً الصورة السريرية الكاملة : العينان محمرتان , الصوت مبحوح , و هنالك احتقان كثيف في المخاطية التنفسية العلوية مصحوبة بضيق نفس, غزارة في المفرزات الأنفية , ضعف في حاستي الشم و الذوق , و القليل من السعال . و إذا لم يملك المريض ميلاً للإصابة بالتهاب القصبات المزمن , فلن يكون السعال منتجاً في المراحل الباكرة , فيما بعد قد يكون هناك بعض القشع المخاطي .و يترافق مع هذه الأعراض الموضعية قدر متفاوت من التعب العام . يشعر المريض بالخمول و قد يشكي من آلام مستمرة مبهمةٌٍ في الظهر و الأطراف . و لا يعتبر التعب العام و الإعياء من مظاهر الزكام عند البالغين، على كل حال، و تكون الحالة العادية بلا حمى طوال فترة المرض. من المتوقع أن يكون المرض أكثر شدة عند الأطفال، وكثيراً ما تسجل درجة 102ف أو حتى أعلى لديهم . يكون التعب العام أكثر وضوحا ، والقهم شائعاً . أما الأعراض الهضمية الأخرى فهي نادرة و حالما تظهر كافة الأعراض، يسلك الزكام مسلكاً متغيراً فقد يهمد المرض بسرعة. إلا أن الأكثر شيوعاً على كل الأحوال ، هو وجود فترة من السيلان الأنفي و السعال لعدة أيام، مع مفرزات مخاطية قيحية كثيفة ، و التي تبدأ حينها بالزوال تدريجياً . يستمر الزكام الذي لا اختلاطات له عادةًَ من سبعة إلى أربعة عشر يوماً.