تعاطف مع الأخ ماجد الجاسم الإنسان

تعاطف مع الأخ ماجد الجاسم
بداية لابد من الإشارة أن الأخ ماجد الجاسم من ذوي الأقلام الواعدة ، تعرفت إليه عبر صحيفة تشرين / صفحة المنبر الحر / حيث أشار إلى الكثير من القضايا الفكرية والسياسية والعمالية والاقتصادية والاجتماعية ، إلى جانب بعض القراءات النقدية الأدبية .
وزاد اهتمامي بمتابعة كتاباته أنه صديق لزميل ليّ بالعمل " أبو يامن " هذا الرجل الطيب والمؤدب والخدوم ، قرأ ليّ مرة أحد مقالات الأخ ماجد وأوضح ليّ مدى ثقافة ومعرفة واهتمامات هذا الماجد الجميل .
وللأسف حتى هذا الوقت لم أتعرف عليه شخصياً .
وخلال مطالعتي للعدد / 10097 – تاريخ 9 / 2 / 2008 / زاوية المنبر الحر – تشرين شدني هذا المقال للأخ ماجد الجاسم أضعه أمام عيونكم وأنتم أحرار في الحكم ؟؟؟؟
" واحدة من مآثر القانون – 2 – للعام 2005 " هذا هو العنوان .
بتاريخ 24 / 1 / 2008 وأثناء دوامي المسائي في الشركة العامة لأصواف حماة جاءني مراقب الدوام إلى مكان عملي وقال لي : ألبس ثيابك وتعال معي .
فاعتقدت أن هناك حادثة وفاة من أحد أفراد عائلتي ، فقلت له إلى أين فقال ليّ : لتستلم أوراقك فقد تم نقلك إلى الشركة العامة للخيوط القطنية في إدلب اعتباراً من يوم الغد 25 / 1 / 2008 . وهذا قانون يتم نقل العامل عليه بعد موافقة اللجنة الثلاثية : المدير العام – رئيس اللجنة النقابية – أمين الفرقة الحزبية . وعندي خدمة في الشركة / 23 / سنة ويبقى ليّ سنتان حتى يحق لي أن أتقاعد وأحصل على راتب تقاعدي ، وفي يوم السبت التحقت بالعمل في الشركة للخيوط القطنية وداومت فوراً وفي اليوم نفسه وجدت الطيبة والأصالة عند العمال والإدارة ووجدت حولي أعضاء اللجنة النقابية في الشركة وقالوا لي أنت غريب البلد ومن عادتنا مساعدة الغريب وتمت مساعدتي في إيجاد بيت للإيجار ووجدت نفسي بين أهلي وخلاني وتمت إزاحة عنصر الغربة عن نفسي ، وفي نفس اليوم صرت أقوم بالتصليحات في هذا البيت من كهرباء وتمديدات مياه وغير ذلك وساعدني أهل الحيّ بذلك وبحسب الحركة والعمل في إصلاحات البيت شعرت بالدفء والحرارة . وعند انتهائي كانت الساعة / 12 / ليلاً ، فقلت في نفسي سوف أبيت في هذا البيت أمضي الساعات المتبقية من الليل لألتحق بالعمل صباحاً وبذلك أوفر ماتبقى معي من نقود التي سوف أدفعها إيجاراً في الفندق من أجل أجرة الطريق لمدينة حماة وأغلقت باب الغرفة عليّ لأستفيد من حرارة جسمي ،ولكن برد الصقيع في كانون الأول تغلب على حرارة جسدي وغالبني النعاس ولم أجد ما أنام عليه أو ألتحف به سوى جريدة تشرين التي كانت برفقتي وهذه الملليمترات من سماكة أوراق الجريدة باعدت عن جسدي ولو قليلاً من برودة الأرض واستلقيت على أوراق الجريدة وصرت أغفل دقائق وأصحو ساعات من البرد وجسمي يرتجف وأسناني تصطك وتذكرت دموع والدتي وزوجتي وأولادي الستة وبدأت دموعي تنهمر حتى الصباح وصرت أفكر كيف سأعمل على نقل أولادي من مدارس حماة إلى مدارس إدلب وتذكرت قول صديقي وهو يقول ليّ ( لا تحزن هذا امتحان من الله فأصبر،وإن السيد محافظ إدلب رائع جداً ومشهور في المساعدة لأهالي إدلب والمحتاجين والفقراء فقلت في نفسي بارك الله به وبارك الله بإدارة وعمال ونقابة غزل إدلب للخيوط القطنية وبارك الله في المكتب التنفيذي لاتحاد عمال محافظة حماة لأنه قبل مساعدتي في العمل على إعادة النظر في قرار نقلي هذا لما له من تأثير عليّ من الناحية المعيشية والاجتماعية والمعنوية ، والدنيا ما بتخلى من أولاد الحلال وإن خليت خربت ، وأنا شخصياً أسامح كل من وقع على قرار نقلي ولا أحمل حقداً أو غلاً على أحد لأنني أحبك يا بلدي .. أحبك يا وطني .
إنني آسف من تعثر خطي لأن كل حرف كتبته توجد عليه دمعة انهمرت من عيني ولم استطع حبس دموعي حتى لا أبلل هذه السطور ... وإذا جاءتك مصيبة قل : حسبي الله ونعم الوكيل ..وآه يابلد ...." . ماجد الجاسم – حماة .
من المؤكد سينشأ لديكم تساؤل ماهو الهدف من نشر هذا المقال الآن ، معكم الحق تماماً .
اسمحوا ليّ بهذا التوضيح البسيط ، لقد شعرت أن الموضوع له طابع اجتماعي إنساني بحت ،وأن القانون سلاح ذو حدين ، إيجابي عندما يكون في مكانه كرادع لمجموعة من الأخطاء التي تمس المجتمع وموارده القومية ، وسلبي عندما يستخدم للانتقام ،والمزاج العام لمن يحق له استخدامه ؟؟ خصوصاً أن الماجد لديه من الخدمة / 23 / عام ،وبعد عامين سيحال على المعاش " التقاعد "
ولديه أسرة ماشاء الله كبيرة إضافة للوالدة أطال الله بعمرها .
وأعتقد انه كان بالإمكان حل الموضوع بصيغة أكثر رحمة وشفقة ، وتكون رادعة ،وقادرة على إعادته لجادة الصواب .
بالعام أعود للقول الدافع لديّ من النشر هو الشعور الإنساني ،وفتح باب الحوار مع الأخوة القراء لمعالجة مثل هذه الحالة ، وإيصال رسالة إنسانية لأهل الحل والربط .
أخيراً كنت أتمنى على الأخ ماجد الجاسم أن يذكر لنا السبب الذي دفع المدير العام واللجنة النقابية والفرقة الحزبية للتوقيع والموافقة على قرار النقل ، لكان الموقف والمعالجة والحوار أفضل .
مع الحب والتقدير
كنعان البني – حماة