لجنة الإعلام Admin
عدد الرسائل : 2412 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 22/05/2007
| موضوع: الحـلـم 30/12/2012, 8:52 am | |
|
للفنان الفرنسي جـان باتيـست دوتـاي، 1888
بعض الرسّامين ينجذبون إلى رسم الطبيعة. والبعض الآخر إلى رسم الأشخاص. وهناك فريق ثالث يغريه رسم المعارك والحروب. من هؤلاء جان باتيست دوتاي الذي كرّس جميع لوحاته لرسم مناظر الحروب والصراعات العسكرية.
وهذه اللوحة تُعتبر أشهر أعماله. وقد نال عليها عند عرضها في صالون باريس ميدالية ذهبية. ثم بادرت الدولة إلى شرائها نظرا لقيمتها الوطنية. اللوحة تنقسم إلى جزأين، احدهما واقعي والآخر فانتازي أو متخيّل.
في الجزء الأيسر نرى مجموعة من الجنود وهم نائمون على الأرض بينما وضعوا أسلحتهم وعتادهم جانبا.
الجزء الأيمن من اللوحة يصوّر أجواء معركة حقيقية، غير أنها في الواقع متخيّلة. في هذا الجانب تشتعل ساحة المعركة بنيران القذائف والمدفعية بينما ينتشر الدخان الكثيف في كلّ مكان. ومن بين سحب الدخان يظهر في الأفق مجموعة من المقاتلين وهم يعتلون ظهور الخيول ويرفعون أعلاما بألوان مختلفة.
من الواضح أن هؤلاء الجنود النائمين يحلمون. وطبيعة الحلم الذي يراودهم هو ما يظهر في الجانب الأيمن وفي أفق اللوحة.
المنظر يتضمّن رسالة سياسية واضحة. فالجنود، من خلال الحلم، إنما يتذكّرون جانبا من تاريخ فرنسا المجيد. وهم يحنّون إلى زمن انتصار الثورة والإمبراطورية في عصر نابليون. في الوقت الذي رسم فيه دوتاي اللوحة كان اليأس قد تسرّب إلى نفوس الناس نتيجة الإخفاقات السياسية والعسكرية المتتالية التي شهدتها الفترة الأولى من الحكم الجمهوري. وقتها تمّ سَنّ قانون التجنيد الإلزامي الذي يتيح للشباب الانخراط في الخدمة العسكرية.
نجاح هذه اللوحة وشعبيّتها الكبيرة أغرت الرسّام بأن يتخصّص في رسم المناظر الحربية المستمدّة من التاريخ الفرنسي. وقد كان للحرب الفرنسية البروسية تأثير كبير عليه لأنها وفّرت له، ولأوّل مرّة، فرصة رؤية الحرب عيانا. بل لقد شارك دوتاي فعليا في تلك الحرب ورأى بشكل مباشر مناظر القتال وعمليات الالتحام بين الجند. وقد مكّنته هذه التجربة من رسم لوحات متعدّدة ومثيرة عن الحرب.
ولد جان باتيست دوتاي في باريس عام 1847م. ومنذ سنوات صباه الأولى كان محاطا بالمظاهر العسكرية، حيث عمل جدّه في جيش نابليون، كما أن بعض قريباته كنّ متزوّجات من أشخاص يعملون في الجيش. ومنذ الصغر كان طموحه الوحيد أن يصبح رسّاما وأن يدرس على يد كابانيل. وفي ما بعد واتته الفرصة لتلقّي دروس في الرسم في محترف الرسّام جان ميسونيه.
| |
|