إنانا ذهبي
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 09/06/2007
| موضوع: ثقافة التطوع 10/3/2008, 7:56 am | |
| في ظل المصطلحات الجديدة التي تحملها التغيرات المجتمعية، والظروف التي تحمل المناخ ذاته على أكثر دول العالم الثالث، ومنها: الحروب والكوارث البشرية والطبيعية، وما يتلوها من خراب وفقر ومجاعات وضحايا من جهة، ومن جانب آخر ما يستبيح عالمنا العربي من مظاهر الخراب الاجتماعي والفساد المتفشي بين الأفراد، حتى غدا الشواذ غالبية والأقلية هم القاعدة...... وهذا ليس إلا نتيجة حتمية لواقع بدى عليه العجز وفقدان القدرة على التغيير، بل وحتى محاولة التغيير... من هنا، بدت ثقافة العجز تطفو، والقناعة غدت كنزاً لا يفنى، إنها المقولة التي لطالما كانت تُنصبُ علماً في المكان الخاطئ، أصبحت اليوم (ممسحة الجوخ) التي لابد يعتمد عليها الفرد كل يوم من أيام حياته، قانعاً قابلاً بكل ما يدور من حوله، دون البحث عنما هو أبعد بقليل من ظله.... لا بد اليوم وقبل أن نبحث في قضايانا الكبرى، أن نبحث عن الإنسان، أين هو إنساننا اليوم؟! ذاك الإنسان الذي كان يوماً -رغم فقر الحال- يحمل جبروت الكون بأسره، وأحلاماً لا تكفيها السنون، وعزيمةً لا تهاب الصعاب، وتفكيراً بالآخر لا يقل عن التفكير بالذات،.. أين يغفو هذا الإنسان اليوم، ولمَ يعزو عجزه إلى الوضع العام، والمجتمع الذي انقلب على عقبيه.... ألسنا المجتمع، أوليس كل واحد منا جزءاً من عماده، أين الآخر منا؟ إلى اي مدى نفكر بالقريب إن لم نقل البعيد؟!.. غدت القضايا الكبرى، حديثاً مألوفاً يخرج من أفواهنا ببلاهة وصوت يعتريه برود الجماد.... دعونا نعمل على الإنسان قليلاً، نبدأ منه، نعيد إليه شغف القراءة، ونبعده عن إيجدا أعذار لابتعاده عنها، فالوقت -وكلنا تعلم- يفيض في مجتمع العالم الثالث، دعونا نستغل ساعات الندب والتحسّر بدقائق مع أوراق الكتب، أو مع التفكير الصامت بالوضع العام، وكيف نستطيع التعاون معاً لانتشال ما تبقى منّا قبل التلاشي..... ولنبدأ التواصل مع المجتمع عن كثب، لنكسب ونُكسِبَ من حولنا من مداركنا، لنصبح ذوو وقعٍ وهوية، دعونا نبحث عن هويتنا الإنسانية لا البشرية، وإن من أهم ما يدعمنا في هذه المرحلة هي ثقافة التطوع، هذه الثقافة التي تجمعنا بشرائح المجتمع المختلفة، وتخرجنا من زوايانا الباردة، ومن هناك نبدأ بالتغيير.... إنها مجرد فكرة أردت مشاركتها معكم...! | |
|