الفنانة التشكيلية الجزائرية حنيفة بوفيس: علاقة شغف كبير ينمو مع كل لوحة أرسمها

الفنانة التشكيلية حنيفة بوفيس، من مواليد 1965 بجيجل، بدأت علاقتها مع الرسم والألوان منذ كانت بالسنوات الأولى على مقاعد الدراسة، وقد تأثرت منذ الطفولة بوالدتها التي اختارت صناعة الفخار التقليدية، فولجت غمار احتراف التشكيل منذ الثمانينات، لتتحصل فيما بعد على دبلوم المدرسة العليا للفنون البصرية بجنيف، عرضت أول أعمالها برواق الكيتاني سنة 1985، لتقيم بعده العديد من المعارض داخل الوطن وخارجه، بإيطاليا وسويسرا، كان أشهرها معرض “رسم على الحجر” عام 1989 بقصر الشعب، ومضت فيه في رحلة إبداعية إلى صحراء الهوقار حيث اختارت حيوانات الطاسيلي لرسمها على أكثر من 300 قطعة حجرية، وثم مشاركتها في مهرجان عيد المرأة 1998 بقصر الثقافة، ومعرض “الجزائر العتيقة “ عام 2010 برواق ديدوش مراد لمؤسسة “فنون و ثقافة” بالجزائر العاصمة، التي استلهمت مواضيعه من مواقع ومناظر من الجزائر العاصمة العتيقة، سلطت الضوء من خلال سلسلة الألوان المتضاربة كالأزرق، الأخضر والبني. مدينتها التي ترعرت ونشأت بين أحضانها، فنجدها تبرز الجزائر قبل فترة التواجد العثماني كمصدر إلهام لها من خلال النقوش القديمة التي توضحها بعض تشكيلتها الفنية، إعتمادا على وثائق مكتوبة تارة وصور فوتوغرافية تارة أخرى، وحاولت حنيفة بونيس أن تنقل تلك المعالم من خلال لوحاتها الفنية التي أعادت تشكيل شوارع القصبة العتيقة، وبعض الدور الموجودة بقصر الرياس وجون الجزائر كما كان عليه في القرن السادس عشر و«الجامع الكبير” أثناء بناءه ومقهى مغاربي أندلسي عتيق مع إضفاء لمسات لونية شاعرية، ليترافق مشوارها الفني مع إقامة طويلة في جنيف بسويسرا حيث أقامت عدة معارض بمراكز ثقافية وصالات عرض فنية نقلت عبرها وحي وألوان الشرق.

الفنانة التشكيلية الجزائرية حنيفة بوفيس: علاقة شغف كبير ينمو مع كل لوحة أرسمها 7ocy7

تحدثت الفنانة التشكيلية حنيفة بوفيس لـ«الجزائر نيوز” عن محطات في تجربتها الفنية التي... “تشكلت لدي وأنا صغيرة، بدايتي كانت مع الاطلاع على لوحات لفنانين عالميين مثل غويا وديلاكروا، حيث عملت على تقليدهم واكتسبت رؤى فنية لتأسيس أسلوبية لعملي الفني، مع مرور الأعوام، توّلد عندي شغف برسم الواقع والأمكنة، وفي منتصف الثمانينات بدأت بإنشاء علاقات مع صالات العرض والصحافة، حيث طلبوا مني المشاركة بمعارض جماعية أذكر منها معرض في عيد المرأة ثم العمل على معرض فردي خاص ومن ثم انطلقت لعوالم جديدة أثناء إقامتي بسويسرا”.

الفنانة التشكيلية الجزائرية حنيفة بوفيس: علاقة شغف كبير ينمو مع كل لوحة أرسمها BUY5z

وتتحدث حنيفة بوفيس، عن الخبرات الفنية التي اكتسبتها خلال وجودها في أوروبا... “تلك الفضاءات الجديدة أفادتني من أجل تقنيات أكثر وأعمق، عندما تعمل مع فنان كبير يمتلك خبرة وتتطلع على متاحف ومعارض عالمية، تتعلم أشياء كثيرة ويتغير أسلوبك، بدايتي كانت مع الرسم ثم تطور إلى الزخرفة واشتغلت في روما على ترميم كنيسة واستفدت من الترميم بالوصول لأسلوبية جديدة في العمل الفني”.

وتضيف.. “لقد علمني الرسم، أن أضع كل أحاسيسي في اللوحة التي أمامي، علاقة شغف كبير ينمو مع كل لوحة أرسمها، الطبيعة بالنسبة لي تشكل التكامل والتناغم لروحي وللمسات ريشتي، كما إن الجزائر بحواري قصبتها العتيقة وبصحرائها المذهلة مصدر إلهام دائم لي في عملي”.

ولا تخفي حنيفة بوفيس، إعجابها بأعمال نصر الدين ديني وقربها من أجوائه واستلهامها لروح أعماله، وعند حديثها عن واقع الفن التشكيلي في الجزائر تقول: “أي متابع للنشاط التشكيلي، يلاحظ أنه لا يوجد اهتمام ورعاية للفنان في الجزائر، كما إن تقليد شراء اللوحات ليس له رواجا في مجتمعنا، ما أرسمه من لوحات أرسله لفرنسا للبيع، وأيضا هناك مافيات وشللية تتحكم في صالات العرض والإشهار الإعلامي”.

وعملت حنيفة بوفيس في السنوات الأخيرة، على الإهتمام بتطوير الحس الفني لدى الطفل الجزائري وتقريبه من فضاء العالم الفني، فقامت بتزيين مدارس القصبة بلوحات خاصة أنجزتها في المدارس تحاكي عالمهم وتغني مخيلتهم.

محمد عبيدو