الأوزون والقدم السكري
من المعروف أن الجسم يحول الطعام إلى مواد سكرية وذلك بعمليات التمثيل الغذائي وحتى يستطيع الحصول على الطاقة من هذه المواد السكرية فإنه يحتاج إلى مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس ، والطاقة المطلوبة هنا هي لازمة لعمل جميع خلايا الجسم فهي ضرورية حتى تستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بوظائفها ومريض السكر يعانى من نقص إفراز مادة الأنسولين من البنكرياس ، وبالتالي تؤدى إلى تراكم السكر في الدم وزيادته مع قلة الطاقة المطلوبة لتقوم أعضاء الجسم بوظائفها ، والعلاج في الغالب لهذه الحالات يتم بإعطاء أنسولين دوائي للمريض لتعويض النقص مع النصح بعمل نظام غذائي للمريض لتعويض النقص مع النصح بعمل نظام غذائي للمريض ، وزيادة نسبة السكر في الدم يؤدى إلى خفض المناعة والتهابات الأعصاب الطرفية وضعف في الدورة الدموية في الأطراف مع سهولة حدوث التهابات بكتيرية وبطء التهام الجروح مع ضعف في الحيوية واحتمال حدوث مضاعفات على شكل قروح والتهابات القدم (القدم السكري) والتأثير السلبي على وظائف الكلى والتهابات في الأعصاب الطرفي وإصابة شبكية العين بأضرار وخيمة .
· إذن القدم السكري أحد مضاعفات مرض السكر ؟
طبعا فالقدم السكري علامة مميزة لإصابة الإنسان بمتاعب صحية في القدم والتي تبدأ على شكل التهاب بسيط أو تدريجي مع مرور الوقت ثم يتحول إلى قرحة أو أكثر تزداد عمقا واتساعا ما تآكل أنسجة القدم ونزداد شدة الالتهابات وقد يكون مصحوبا بصديد وقد يتطور إلى أن يصبح (غرغرينا) وهنا تحدث المشكلة لأن التدخل الجراحي يكون قد أصبح الحل اللازم وهذا معناه التدخل لبتر القدم وهناك عدة عوامل تؤدى إلى الإصابة بالقدم السكري منها الالتهاب في الأعصاب الطرفية ، ضعف الدورة الدموية في القدمين ، وحدوث ترسبات دهنية في الأوعية الدموية ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي ضعف القدرة على التصدي للميكروبات والجروح التي تحدث عند الإنسان في أي مكان في جسده هي خير برهان على الإصابة بمرض السكر لأننا شعب لا يهتم بصحته ، فكثير من المرضى يعلمون بالصدفة أنهم مصابون بمرض السكر.
أما لماذا يكون القدم هي أكثر الأجزاء عرضة للقروح فلأنها تعتبر نهاية الأطراف وبالتالي فإن ضعف الدورة الدموية بالأطراف تكون أكثر بكثير من باقي أجزاء الجسم كما أن القدم يتحمل ثقل الجسد كله وللأسف فان كثير من المرضى لا يلقوا بالا إلى هذه الجروح اعتقادا منهم أنها سوف تشفى من تلقاء نفسها أو بدواء عشوائي يحضره الصيدلي وهو هنا يهمل في حق نفسه لأن البتر سوف يكون هو الحل المناسب إذا تأخرت الحالة وفى الغالب الأدوية والمضادات الحيوية لا تفيد في القدم السكري لأن الدم يصل إلى هذه المنطقة ضعيفا جدا وبالتالي يزداد نشاط البكتريا والميكروبات وتكون المشكلة أكثر تعقيدا عندما تصل هذه الميكروبات لعظام القدم ولذلك يفضل السرعة في العلاج حتى إذا كان الجرح صغيرا جدا.
· ولكن لماذا تلتهب الأعصاب الطرفية في القدمين ؟
تلتهب الأعصاب الطرفية في القدمين بسبب تلف الألياف العصبية في بعض مرضى السكر ، وحتى الآن غير معروف لدى العلماء على وجه الدقة لماذا يحدث ذلك . ولكن الأبحاث افترضت أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تعمل على تغيير التمثيل الغذائي للخلايا العصبية وتؤدى إلى تقليل الدورة الدموية للأعصاب وبالتالي نقص تغذيتها بالأكسجين والطاقة مما يؤدى إلى هذا التليف في الألياف والخلايا العصبية والتهاب الأعصاب الحسية ، وهذا النوع من التهاب الأعصاب يؤدى إلى فقدان القدرة على الإحساس مما يؤدى إلى تعرض القدم إلى إصابات دون أن يشعر المريض .ونتيجة التهاب الأعصاب الطرفية فان المريض يشعر بسخونة أو دبابيس أو تنميل في القدم وذلك يعتبرا أمرا مزعجا لمريض السكر حيث يسلبه راحته وعندما تحدث القروح في القدم بعد ذلك تكون مصحوبة بتكلسات (جلد ميت) يزيد من الضغط على الأنسجة وبالتالي يزيد من مساحة عمق القروح وتلف الأنسجة .
· كيف تضعف الدورة الدموية في القدمين عند مريض السكر وتكون القدم عرضة لظهور القروح ؟
يحدث هذا نتيجة انقباضا لشرايين وترسب الدهون على جدارها الداخلي مما يؤدى إلى ضيق الشرايين من الداخل ويحدث انسداد جزئي وبالتالي تضعف الدورة الدموية يحدث هذا بالنسبة لشرايين الفخذ والساق مما يقلل الدم المتاح للقدمين وتدريجيا تضعف الدورة الدموية في القدمين ، وبالتالي يقلل الأكسجين المتاح لها وتضعف الخلايا وتقل مقاومتها للالتهابات وذلك يؤدى إلى حدوث قرح وإصابات في الأنسجة متكررة عقب أي ضغط بسيط أو خبطة بسيطة .
· وماذا عن ارتفاع نسبة السكر في الدم ؟
يؤدى ارتفاع نسبة السكر في الدم والأنسجة بنسب عالية إلى التأثير سلبا على عمليات التمثيل الغذائي كما يؤدى إلى ضعف قدرة الجسم على مواجهة الميكروبات حيث أن السكر يعتبر وسطا صالحا لنمو البكتيريا والميكروبات ويؤثر على التوازن الكيميائي في الدم وخلايا الجسم مما يقلل من حيوية الجسم وأعضائه وهذه العوامل تكون السبب في حدوث القدم السكري فالمريض قد يصاب بخدش أو خبطة بسيطة ولا يشعر المريض بذلك ، بسبب التهاب الأعصاب الطرفية في القدمين وهذه الإصابات البسيطة تؤدى إلى إصابة الأنسجة وتآكلها بسبب ضعف الدورة الدموية في القدمين وقلة حيويتها وهذه الإصابة والتي عادة تكون على شكل قروح تفتح الطريق أمام الميكروبات لتدخل القدم وتلوثه وتتوغل فيه بطريقة عنيفة نظرا لنقص المناعة وزيادة نسبة السكر في الأنسجة وإذا استمر الحال فإن القرحة تزداد عمقا واتساعا وتمتد حتى تعمل على تآكل جميع الأنسجة ، الأغشية ، الأوتار ، العضلات والعظام وإذا أهمل المريض وفى الغالب هذا ما يحدث تتحول الإصابة البسيطة إلى غرغرينا .
· هل يجدي العلاج التقليدي مع مرض القدم السكري ؟
الأساس في العلاج هو علاج مرض السكر وضبط نسبة السكر في الدم ، وذلك إما عن طريق الأقراص التي تنشط البنكرياس لإفراز الأنسولين أو عن طريق إعطاء حقن الأنسولين وكذلك عندما تفشل الأقراص أيضا فإن النظام الغذائي الخاص بمرض السكر يجب التقيد به وإلا فإنه لا جدوى من العلاج سواء علاج السكر أو القدم السكري والتي يكون علاجها على شكل تنظيف القرحة وعمل غيارات بصفة مستمرة مع إعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة أيضا إذا كانت هناك أنسجة ميتة يجب إزالتها ويجب عدم تعريض القدم للضغط بصفة مستمرة وفى حالة حدوث غرغرينا فإنه يجب استئصال هذه الأنسجة بعملية جراحية وقد يصل الأمر إلى بتر القدم مشكلة كبرى للمريض ونتمنى ألا تحدث لأحد .
· ماذا يقدم الأوزون لمرضى القدم السكري ؟
الأوزون يقدم الكثير فالأصل في مرضى السكر هو التحكم فيه عن طريق العلاج التقليدي قدر المستطاع والقدم السكري من توابع الإصابة بالسكر وفى البداية يضع القدم المصابة يعد ترطيبها بالماء المقطر داخل كيس بلاستيكي محكم ثم تمرر غاز الأوزون الطبي عليه بتركيز خاص حسب الحالة ولمدة حوالي 15 : 20 دقيقة وذلك على شكل جلسات يومية حتى تتحسن الحالة ثم يقل معدل الجلسات أيضا نقوم بعمل غسول للقدم والقروح بماء الأوزون الطبي كذلك الدهان بمرهم الأوزون ويصنع من زيت الزيتون ويمرر فيه غاز الأوزون لمدة طويلة حوالي أسبوعين فيتحول إلى مرهم يحتوى على الأوزون وفى بعض الحالات الشديدة يمكن إعطاء الأوزون أيضا طريق الدم .
· ما هي النظرية التي تعتمد في العلاج ؟
الأوزون معروف عنه أنه قاتل قوى للبكتريا والميكروبات حيث تهاجم درة الأكسجين المنفردة والتي تتولد من تحلل جزئي الأوزون ثلاثي الذرة إلى جزئي أكسجين + ذرة أكسجين منفردة تهاجم جدار الميكروب وهو من مادة الفوسفوليبد وتؤكسده وتجعله يتحلل وبالتالي يموت الميكروب ومن ناحية أخرى فالأوزون يوفر جوا غنيا بالأكسجين يجعل الميكروبات اللاهوائية تموت وهذا يجعل الجسم يسيطر على الالتهابات أيضا الأوزون يرفع مناعة الجسم ويزيد من إفرازه لمادة الانترفيرون الطبيعي ومادة الانترلوكين وهذا يؤدى إلى سيطرة الجسم على الالتهابات أيضا الأوزون يحسن الدورة الدموية وذلك عن طريق منع تراكم الكرات الدموية الحمراء وتجمعها ، وكل ذلك يؤدى إلى سرعة سريان الدم في الأنسجة وبالتالي يحسن نسبة الأكسجين المتاح للخلايا وبالتالي زيادة طاقة الخلايا تحسن أداء وظائفها وذلك هو علاج ضعف الدورة الدموية في الأطراف ، أيضا الأوزون يعالج التهابات الأعصاب الطرفية كذلك تنشيط التمثيل الغذائي في الجسم وبالتالي يقلل من نسبة السكر في الدم ولا يوفر للميكروب وسطا صالحا لنموه ويعمل على توازن كيميائية الدم إلى الوضع الأمثل أيضا الأوزون ينشط البنكرياس لأداء وظائفه وزيادة نسبة الأكسجين التي يفرزها وذلك عن طريق زيادة نسبة الأكسجين في الخلايا إلى الوضع الطبيعي وتنشيط التمثيل الغذائي وتكون النتيجة هي السيطرة على مرض السكر نتيجة زيادة الأنسولين في الجسم وقد ثبت علميا من خلال الأبحاث المنشورة أن العلاج بالأوزون يجنب المريض الحاجة لدخول المستشفى وفى الغالب نتفادى عملية البتر .
· هل ممكن فعلا إنقاذ القدم من البتر ؟
نعم في كثير من الحالات فالأوزون له تأثير رائع في علاج مشاكل القدم السكري وإذا ذهب المريض في وقت مبكر إلى الطبيب المختص وخضع للعلاج بالأوزون سوف يتفادى بتر القدم
9/5/2008, 3:38 am