مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 وخلقنا من الماء كل شيء حي (انظر الى المؤتمنين على الماء)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمير جمول
ذهبي
ذهبي
سمير جمول


عدد الرسائل : 274
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

وخلقنا من الماء كل شيء حي (انظر الى المؤتمنين على  الماء) Empty
مُساهمةموضوع: وخلقنا من الماء كل شيء حي (انظر الى المؤتمنين على الماء)   وخلقنا من الماء كل شيء حي (انظر الى المؤتمنين على  الماء) Empty10/6/2007, 7:26 am

مقالة من جريدة تشرين نقلتها بأمانة حول الحالة الوبائية التي اصيبت بها سلمية أرشيف محليات محليات
التهاب الكبد الانتاني نوع A يصيب 200 شخص في سلمية!
أطرف ما في هذا الموضوع أنك تضطر للضحك مرات ومرات، لا لشيء مضحك أبداً، إنما لحجم المرارة التي ستحصل عليها وأنت تشاهد بأمّ عينك كيف يمكن أن يتحول الناس إلى برغش مثلاً..

أو عندما يتجرأ أحد المسؤولين هناك على إخبارك بفوائد الإصابة بالتهاب الكبد الانتاني نوعA وانعكاساته الايجابية على المناعة والصحة بشكل عام!.. أو عندما تتهرب جميع الجهات من مسؤوليتها بضرورة شرح ما حدث بالضبط، لأن الجهة التي ربما قد تكون متسبّبة في انتشار هذا المرض الذي طاول حوالي 200 شخص حتى الآن، هي جهة عامة.. وكأن محاسبة المقصرين تتم وفقاً لمناصبهم أو مسؤولياتهم أو ربما لون عيونهم أيضاً!.. ‏

لن تصاب بالاندهاش، وأنت تستمع إلى أحد المسؤولين مثلا عندما يطلب إليك إغلاق جهاز التسجيل كي يخبرك شيئاً هاماً لكنه ليس للنشر أبداً!.. وكأن مبدأ الشفافية التي تنادي بها إدارات البلد هي مجرد حبر على ورق.. مادام المواطن المسكين هنا، لن يجد من يدافع عنه وعن حياة أطفاله وامتحاناتهم وربما مستقبلهم أيضاً!.. ‏

في قصة انتشار التهاب الكبد الانتاني نوعA في بعض أحياء سلمية هذه الأيام، أكثر من قصة، وأكثر من مفارقة.. وأيضاً أكثر من علامة استفهام؟ نوردها هنا، فمن يدري لعل وعسى تلقى هذه المدينة ولو بعض الاهتمام على صعيد خدماتها المتهالكة والمتردية بشكل عام..



فقد ظهرت فجأة أعراض المرض عند بعض الأشخاص الساكنين في حيّ واحد بتاريخ 12/5، وعند مراجعة الطبيب أو المشفى وإجراء التحاليل المناسبة، تبين أنهم مصابون بالتهاب الكبد أو اليرقان، والحمد لله أنه لم يكن من النوعB الخطير والقاتل، ولأنه من الطبيعي أن تحدث بعض الاصابات في هذه الفترة من العام خصوصاً بهذا النوع من الالتهاب، أُخذ الأمر في البداية كحدث طبيعي، لكن خلال أسبوعين تقريباً من ظهور أول إصابة وصلت الإصابات بتاريخ 29/5، إلى أكثر من 48 إصابة، بحسب تقرير اللجنة التي شكلتها حينها مديرية الصحة والمنطقة الصحية في سلمية، وهذه الاصابات موزعة على (25) أسرة تشمل مختلف الأعمار ابتداء من عمر الشهر الواحد حتى الشيوخ الطاعنين في السن.. وراحت المخابر الخاصة والعامة تستقبل أعداداً متزايدة من المراجعين حسبما يظهر واضحاً في سجلات المخابر الخاصة وفي مخابر المشفى الوطني وقسم الإسعاف.. حتى وصلنا إلى ساعة كتابة هذا التحقيق حيث بلغت الإصابات حسب مديرية صحة حماه والمنطقة الصحية في سلمية إلى 200 إصابة والعدد مرشح للازدياد.. ‏

المفارقة الأولى هنا أنه وحتى تاريخ 3/6 لم تقم أي حملة توعية حقيقية أو طباعة نشرات تشرح وتفصّل للمواطنين كيف يتصرفون إزاء هذا المرض كي يضمنوا وقاية الأشخاص السليمين من الإصابة على أقل تقدير، حيث انتظر القائمون على الأمر هناك حتى هذا اليوم المذكور، فقاموا بتوزيع ورقة مطبوعة على بعض المراجعين في المخابر والمشافي، تشرح طبيعة التهاب الكبد أو اليرقان وطرق انتقاله والوقاية منه.. والسبب يعود في الغالب إلى حالة التريث والتردد وربما انتظار الموافقة الروتينية على خطوة كهذه حيث أصروا على الانتظار ثم الانتظار، قبل القيام بتوزيع أية إرشادات للناس، على أساس أن هناك تعليمات ستأتي من الإدارات العليا!.. هذه المسألة تركت الموضوع عرضة للاجتهادات والتفسيرات وربما الشائعات أيضاً وكان بالامكان تلافي كل ذلك بنشرة توعية صغيرة توزع على الناس منذ بداية انتشار الاصابات.. لكن ذلك لم يحدث..!؟ فيا جماعة.. إذا لم تكونوا قادرين على حماية الناس من أوبئة كهذه.. وغير قادرين على طباعة نشرة صغيرة تشرحوا فيها لهؤلاء البشر كيف يتصرفون.. فبالله عليكم ماذا تفعلون؟!..



الدكتور محمود كريم مندوب وزارة الصحة، زار المنطقة والتقى الأهالي والمسؤولين وكافة الجهات المعنية بهذا الشأن، حيث رفع في نهاية المطاف تقريره إلى السيد وزير الصحة.. أكد لنا أنه لابد من معرفة سبب الإصابات كي نتمكن من أخذ الاحتياطات وأخذ إجراءات الوقاية في المستقبل، وتوقع الدكتور كريم أن تكون الإصابات قد حدثت في نهاية الشهر الرابع حيث بدأت حضانة المرض في ذلك الوقت حسب تاريخ ظهور الإصابات. في كل الأحوال نحن بانتظار توجيهات وزارة الصحة في هذا الشأن.. ‏

بتاريخ 30/5/2007، وبناء على الأمر الإداري الصادر في اليوم نفسه عن مدير الصحة في حماه رقم 775.أ.أ، اجتمعت اللجنة المكلفة بمتابعة موضوع انتشار مرض التهاب الكبد في بعض أحياء سلمية ورفعت تقريرها إلى وزير الصحة ومحافظ حماه، وقد ذكرت فيه، نقلا عن أهالي المنطقة، احتمال وجود تلوث في مياه الشرب سببه تسرب مياه الصرف الصحي إليها، وذلك تبعاً لشهادات المواطنين الذين أكدوا أنه حصل اختلاط شبكة المياه مع الصرف الصحي في مكان قرب جامع القدامسة أثناء استبدال شبكة المياه القديمة، وأنهم أبلغوا حينها مؤسسة المياه عن وجود مياه ذات رائحة كريهة ترد إلى بيوتهم فتداركت مؤسسة المياه هذا الأمر بدون الطلب من الأهالي اتخاذ أي إجراء ولم تبلغ المنطقة الصحية بذلك.. وذلك كله طبعاً حسب تقرير اللجنة المذكورة.. وقد طلب التقرير من مؤسسة المياه ضرورة إعلام مديرية الصحة عند حدوث أي تلوث في شبكة مياه الشرب من جرّاء اختلاطها مع الصرف الصحي، كي تقوم مديرية الصحة مبكراً بتوعية الأهالي واتخاذ الإجراءات اللازمة، قبل أن يقع الفأس في الرأس، كما يقولون!..



المفارقة الثانية أن جميع الجهات في المنطقة بدأت تتحرك بعد أن أصبح انتشار المرض أمراً واقعاً، فبدؤوا يأخذون العينات من المياه بشكل يومي، وكذلك العينات من دم المصابين، وإجراء التحاليل والفحوصات والمتابعة بالزيارات والاتصالات وبدأت المياه تحمل نسبة كلورة نظامية وممتازة.. ومن غير الواضح أين كانت هذه الهمة كلها قبل انتشار المرض بهذا الشكل المخيف.. فإذا كان السبب الذي يقف وراء هذه الاصابات هو تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، كما يوحي بذلك تقرير لجنة مديرية الصحة.. فالسؤال سنوجهه حينها إلى جميع الجهات هناك بدءا من مؤسسة المياه التي لم تراقب حسن سير تبديل الأنابيب، إلى البلدية المعنية بأية عملية حفر تتم في المدينة من جهة المراقبة والإشراف.. إلى الصحة التي ستتحمل أخطاء الجميع، كما يحدث الآن، وذلك لما سيترتب عليها من إسعافات ومعالجات وتأمين أدوية.. فأين كان الجميع عندما حدث هذا التلوث، ولماذا وقف عناصر الطوارىء في وحدة مياه سلمية على الحياد عندما استدعاهم الأهالي ورأوا المياه الملوثة قد وصلت إلى خزانات المنازل، كما يقول المواطنون.. لماذا لم يطلبوا من الناس عدم الشرب منها أو تفريغها وعدم استخدامها على الإطلاق..؟



يرد صرواح كردية رئيس بلدية سلمية بأن هناك مندوباً من البلدية مكلف بالمتابعة مهمته تسليم الخط أو محور الطريق لوحدة المياه لكن الإشراف أثناء العمل ليس من اختصاص البلدية بل هو مسؤولية وحدة المياه، البلدية تقوم بتسليم الخط وتحضر في المرحلة الأخيرة عند التزفيت وإعادة طبقات الطريق في المرحلة النهائية من العمل.. ‏

يقول المواطن علي ديبو إن المياه وصلت إلى منزله ملوثة ولها رائحة كريهة، فاتصل بمصلحة المياه وأخبرها عن الموضوع فأتت مهندسة من هناك وأخذت عينة من الماء وقالت إنه لا مشكلة فيها، ثم ذهبت على أساس أن يقوموا بتحليل تلك العينة ولم يعرفوا شيئاً بعد ذلك.. ويتابع: المهم أن أبنائي الستة أصيبوا بالمرض، ولو كان التحرك حقيقياً وسريعاً لما كان الذي حصل قد حصل..



هذا ما يؤكده حسين عادلة الذي وصلت المياه إلى بيته بعد انقطاع عشرين يوماً بالتمام والكمال، حيث كانت لها رائحة كريهة جداً حتى لونها كان ملوثاً وغير طبيعي، وعندما أتت ورشة من المياه ورأت الوضع على ماهو عليه، بدأت بالحفر، ثم قاموا بتنبيه بعض المنازل بضرورة عدم استخدام المياه خلال مدة يومين متتاليين، لكنهم لم يعمموا ذلك على الجميع، فحدث ما حدث.. ولا أحد يدري لماذا لم يهرعوا مباشرة إلى إعلام مديرية الصحة وإعلام جميع الأهالي في الحي لأخذ الاحتياطات اللازمة، وكأن الموضوع يتحمل الارتجال أو الإهمال أو طول البال كما يقولون.. اللهم إلا إذا اكتشفوا ببصيرتهم الفذة أن انتشار وباء كهذا بين الناس له محاسنه وسجاياه التي لم ينتبه إليها أحد..



المحزن في الموضوع، وما أكثر الأحزان فيه، أن المواطنين قالوا لنا: يا أخي لم نعد نريد الماء.. نريد أن نشفى فقط، أما المياه فنشتريها بالقناني!.. ‏

مسألة وصول المياه الملوثة الى المنازل عبر قساطل مياه الشرب وصولاً إلى (الحنفيات) والخزانات، أكدها معظم من التقيناهم، حتى إن المواطن ملهم جوهرة الذي أصيب هو وثلاثة آخرون من اخوته في المنزل قال: لقد أخذوا منا مبلغ حوالي ألف ليرة سورية لقاء تجديد الأنابيب ثم أعطونا المياه ملوثة؟!.. ‏

سألنا مروان خديجة مدير وحدة مياه سلمية عن حقيقة ما ذكر في تقرير اللجنة التي شكلتها مديرية الصحة الذي يشير إلى احتمال وجود تلوث في مياه الشرب بالصرف الصحي، وأخبرناه بحديث المواطنين عن وصول مياه ملوثة وذات رائحة كريهة إلى منازلهم فقال إنه لم يحدث أي اختلاط بين مياه الشرب والصرف الصحي أثناء تنفيذ استبدال الشبكة، ولا يوجد أية إمكانية لحدوث هذا الاختلاط أصلاً، لأن أنابيب المياه لا تتقاطع مع الصرف الصحي، فهي تتم على الرصيف على جانب الطريق وهي على عمق ستين سنتمتراً أي إنها بعيدة جداً عن أنابيب الصرف الصحي، فكيف سيحدث هذا الاختلاط؟ وأكد أنهم يراقبون المياه بشكل دائم ويأخذون العينات بشكل يومي لأجل التحليل.. وأكد خديجة أنه من غير الممكن القول إن سبب الاصابات بالتهاب الكبد أو اليرقان سببه المياه لأن المسألة يتابعها اختصاصيون من الصحة وهم لم يقولوا ذلك على الاطلاق.. ‏





قساطل مياه الشرب في الريغار! ‏

ربما من أغرب الغرائب في هذا الموضوع، أن تمرّ أنابيب شبكة المياه الجديدة التي يتم مدها الآن، في داخل أحد ريغارات الصرف الصحي..! وعندما ينتبه المواطنون إلى هذا التلاقي غير الطبيعي بين ما يفترض أن يكونا نقيضين.. يقومون بالاتصال بمدير وحدة مياه سلمية و يخبرونه بهذا الوضع الشائن، فيأتي مسرعاً حيث يطلب من العمال أن يقوموا بتعديل الأنابيب بحيث تبتعد عن الصرف الصحي عن طريق إحداث تحويلة تضمن ذلك.. وعندما سألنا الاستاذ خديجة عن الضمان بأن هذه الحالة غير متكررة في أماكن أخرى أثناء التمديد ولم يبلغ أحد عنها.. أكد بأن هذا الشيء مستحيل الحدوث، وأن ما حصل في هذا التجاوز هو حالة شاذة تم تداركها فوراً!.. ‏

هنا لابد من التساؤل عن المراقبين المفترضين لجميع المؤسسات التي أكدت أنها تراقب بانتظام وبشكل دائم كل ما يجري أثناء تجديد الشبكة، وأين كان هؤلاء المراقبون عندما حدث هذا التلاقي الغريب بين الريغار وأنابيب مياه الشرب؟ ولماذا لا يكون في هذه المشاريع الحيوية والمؤثرة بشكل كبير على الصحة العامة، مندوبون خاصون لمديرية الصحة كي يشرفوا على سلامة التنفيذ في المشروع، لأن مديرية الصحة كما أسلفنا سابقاً هي من سيتحمل أخطاء الجميع إذا ما وقعت هذه الأخطاء كما يحدث الآن؟!.. ‏

يرد المواطنون على كل ذلك: إن العمال يريدون أن يوفروا في كمية الأنابيب المستخدمة وبحجم الجهد المبذول في الحفر، لذلك فلا مشكلة لديهم أن يمرروها داخل ريغارات الصرف الصحي!!.. ‏





المياه غير مطابقة للمواصفات السورية! ‏

يقول الدكتور أنور ملقي مدير صحة حماه: إن الاصابات الآن بالتهاب الكبد الانتاني نوعA وصلت إلى 200 إصابة في تلك المنطقة، فالمديرية تقوم ومنذ اللحظة الأولى لتبلغها نبأ حدوث الاصابات بالمتابعة اليومية عن طريق اللجنة التي شكلتها لمواكبة تطورات هذا الموضوع، لكن من غير الممكن أن نقوم نحن كجهة رسمية بالقاء اللوم في انتشار المرض على أية جهة محددة، وإن كانت الشبهات تدور حول تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، لكن حتى هذه اللحظة لا يمكن تحديد السبب بشكل نهائي ودقيق. ‏

الدكتور طريف عواد مدير مديرية الأمراض البيئية والمزمنة بحماه أكد أنه ومنذ لحظة تبلغهم بانتشار التهاب الكبد في سلمية أرسلوا فريق التقصي لكي يتابع الموضوع عن طريق أخذ العينات وإجراء الفحوصات والإحصاءات، حيث كانت المياه في الخزانات المنزلية غير مطابقة للمواصفات القياسية السورية من حيث ارتفاع تعداد الجراثيم مع سلبيتها وسلبية الطفيليات بالفحص المجهري بالإضافة إلى نسبة كلورة صفر..! ‏

وهنا يتساءل الدكتور عواد لماذا لم تقم وحدة المياه بغسل الشبكة عند شكها أو ملاحظتها وجود التلوث، وذلك عن طريق ضخ كمية معالجة من المياه في الشبكات قبل استعمالها من قبل المواطنين حيث يتم تفريغها في المنازل دون أي استخدام؟! أو لماذا لم يقوموا بإعلام مديرية الصحة بتبديل الشبكة حتى يتم اتخاذ إجراءات السلامة تجاه احتمالات حدوث التلوث؟ ويضيف إن وجود الكلور بنسبة عالية لا يعني أنه قد تم تعقيم المياه بشكل سليم مئة بالمئة!.. ‏

ولكي لا نقع في دوامة، فنضيع الجهات.. ذهبنا إلى مؤسسة المياه في حماه حيث أفادنا نائب مدير مؤسسة المياه هناك أن كلورة مياه سلمية تتم في محطة القصير، قبل أن تبدأ المياه رحلتها كي تروي الكثير من التجمعات في حمص وحماه وصولاً إلى سلمية.. ‏

فإذا ما حسبنا الزمن الذي يتطلبه وصول تلك المياه من القصير إلى سلمية، وكذلك المدة التي ستبقى فيها تلك المياه ضمن خزانات المنازل دون أن تتجدد بسبب الانقطاع الطويل الذي يستمر لعدة أيام، سنستنتج بكل تأكيد بأن ما يسمى بالكلورة أي إضافة الكلور بغية التعقيم، سيذهب هباء ودون أي تأثير يا ناس.. فلماذا لم تحسبوا كل هذه الحسابات قبل أن تقع الفأس بالرأس؟ ‏

ولكي لا أدعي ما لست فيه خبيراً، سأعود إلى كتاب (دلائل جودة مياه الشرب) الطبعة الثالثة الصادر عن منظمة الصحة العالمية حيث يؤكد أن تطهير مياه الشرب بالكلور لا يؤدي بالضرورة إلى جعلها مأمونة تماما، (فالكلور له حدود في مواجهة العوامل الممرضة من الأوالي وخاصة خفية الأبواغ وبعض الفيروسات.. كما أن المستويات العالية من العكر يمكن أن تحمي الكائنات الحية الدقيقة من تأثيرات التطهير وأن تحفز نمو البكتيريا.. ص5).. فكيف إذا كانت الكلورة المتبعة تتم في خلال رحلة طويلة يصبح فيها الكلور فاقدا لفعاليته من الأساس..؟ وكيف يكون الوضع إذا كانت المياه تجلس في خزانات البيوت أياماً دون أن تتجدد نظراً لانقطاعها فترات طويلة أيضاً..؟ ‏



اتهام الصهاريج ‏

صهاريج الماء المتنقلة التي يستقدمها المواطنون جراء انقطاع الماء في الأنابيب لفترة طويلة، متهمة هي الأخرى بالمسؤولية عن حدوث الإصابات بنقل فيروس التهاب الكبد إلى الأهالي، لكن المواطنين المصابين يرفضون هذا الاحتمال، ويؤكدون أنهم لم يستقدموا أية صهاريج وأن شكل المياه ورائحتها يبينان سبب الإصابة.. ولو كانت الصهاريج هي السبب لكانت حتمية أيضاً إصابة أجزاء واسعة من المدينة حينها وفي مناطق جغرافية مختلفة ومتباعدة، مسألة حتمية تبعاً لتنقل الصهاريج بين مختلف المناطق.. فالحالة التي أمامنا متركزة في حي واحد بدأ يتوسع رويداً بعامل العدوى، أما بقية المناطق فلا إصابات فيها حتى الآن ولم يلاحظ الأهالي أيضاً أي تلوث في المياه التي تصل إلى منازلهم عن طريق الأنابيب كما حدث مع الذين أصيبوا في المنطقة التي انتشر فيها المرض.. ‏



هل العطش قدر؟ ‏

من الطبيعي أن يخبرك الكثيرون هناك في سلمية، أنهم لم يروا الماء منذ عشرة أيام أو أسبوع، حتى إنها في الفترة الأخيرة انقطعت عن حي القدامسة أثناء تبديل الشبكة عشرين يوما استعانت خلالها وحدة المياه بالصهاريج كي تسد حاجة الناس.. ومن الطبيعي أيضاً أن تشهد تلك القضية سجالات طويلة بين الأهالي الذين يسهرون حتى ساعات الصباح الأولى بانتظار ذلك الغيث الذي خذلهم هذه المرة فأتى عليهم وعلى عائلاتهم بهذا المرض اللعين.. فإذا كان عدد السكان قد تضاعف خلال العقود الأخيرة عدة مرات، فإن كمية المياه المخصصة لسلمية مازالت على حالها، وكأن المسؤولين في مؤسسة المياه لم يقتنعوا بأن الناس هناك تتزاوج وتتكاثر فتنجب الأطفال أسوة بخلق الله، فظلوا مصرين على كمية 8000 متر مكعب يضيع نصفها في الأنابيب المهترئة قبل أن يقضي على نصفها الآخر التلوث بفعل هذا الاهتراء.. يمكنك أن تلاحظ بوضوح علائم اليباس على وجوه الناس هناك!.. ‏

يؤكد خبراء الصحة العامة أن مرض التهاب الكبد أو اليرقان ينتقل عن طريق جهاز الهضم وأنه عندما تظهر مجموعة من الإصابات الكبيرة في فترة تعادل فترة الحضانة للفيروس، فلابد أن يكون هناك مصدر تلوث جماعي قد سببها وهو هنا إما أن يكون (غذاء أو ماء).. ‏

للمياه في سلمية ألف قصة وقصة، لا يصدق أحد من أبنائها أنها ستحلّ بالسهولة التي يترجون.. وهي ـ كما يؤكد مروان خديجة ـ في طريقها للحل من ناحية استبدال الشبكة المهترئة ومن ناحية جر مياه جديدة للمنطقة.. ‏



خاص بوزارة التربية.. ‏

يتساءل الأهالي بحسرة شديدة ماهو مصير أبنائهم طلبة الشهادتين الاعدادية والثانوية وأيضا طلبة الجامعات، ممن أصيبوا بالتهاب الكبد في سلمية بشكل عام، ذلك أن هذه الفترة هي امتحانات، والمصاب يحتاج إلى عشرين يوماً حتى يتعافى أو يستعيد نشاطه على أقل تقدير.. يكون خلالها الامتحان قد انتهى وما كان قد كان.. فمن يتحمل مسؤولية مستقبل هؤلاء الطلبة الذين خسروا سنة دراسية لأجل إهمال ما قد حدث هنا أو هناك.. ونحن نتمنى على وزارة التربية ووزارة التعليم أن تجد حلاً ينصف هؤلاء.. ‏



في النهاية ‏

قطعاً لم يأت أحد من المريخ كي يضع فيروس التهاب الكبد أو اليرقان عنوةً في أفواه الناس.. وما نتمناه من جميع اللجان المشكلة أن يصلوا بعد أبحاثهم الطويلة تلك إلى تحديد سبب تفشي تلك الإصابات على هذا النحو الخطير، وألا تسجل العملية ضد مجهول، على اعتبار أن ما جرى قد جرى، وذلك ضماناً لئلا يتكرر ذلك مرة أخرى على أقل تقدير، فهذه المرة مرت على خير كما يقولون، والفيروس كان من نوع A غير الخطير، فمن يضمن كيف ستكون الأمور في المرة المقبلة لا سمح الله.. ‏

لابد من الاشارة إلى أن موضوع المياه في سلمية لم يعد يتحمل الانتظار، فالمنطقة تتحمل فوق طاقة الاحتمال على هذا الصعيد ولابد من حل جذري لموضوع توفر الماء فيها سواء بمشروع جر كبير ورئيس أو عدة مشاريع متعددة المصادر، يتحدث الكثيرون أنها مازالت حبيسة الأدراج.. حلّوها يا جماعة فالناس لم تعد تطيق الانتظار!..




زيد قطريب - تشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وخلقنا من الماء كل شيء حي (انظر الى المؤتمنين على الماء)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مجتمعنا-
انتقل الى: