المتطرف لا يرى سوى نصف الحقيقة ، لأن النصف الآخر منها داخل ذاته ، و من هنا لا بد للمتطرفين اللذين على طرفي النقيض من الصراع، لأجل نصف الحقيقة الذي توارى عميقا في لا شعورهم ، إنهم يتصارعون في ظلال اللاوعي و اللامنطق.
لكن السؤال المهم الذي يراود القارئ، في مثل هذه الحالات هو : لماذا الشرق وحده من يعيش مثل هذه التناقضات ؟! أو يعيشها أكثر من غيره ؟
ربما لأنه لم يعرف طعما للحرية يوما فالتلقين كان و لم يزل سيد الموقف في الدراسات سواء الفقهية الدينية منها، أو العلمانية، من هنا ينتج لدينا إنسان مشوش الفكر ، ناقص الشخصية ، باحثا يمينا تارة ، و يسارا تارة أخرى، هربا من مواجهة واقع ، لا يستطيع له تفسيرا . ذلك أنه لم يتعود طريقته في التفكير المستقلة عن النمط الذي تعلمه ،و حفظه عن ظهر قلب ، ويخاف الخروج من هذه الحالة ، كي لا يعاني الفصام مع ذاته، مع ان طريقته هذه في التفكير ، هي التي تقوده الى الفصام دون إدراك منه.
وعلينا للخروج من هذه الدوامة ، إعادة النظر ، بطرائق التعليم ، سواء على صعيد الدين ، أم على صعيد العلوم كافة ، لأن نهج التلقين ، هو الذي حمل ، و يحمل لنا ، مثل هذه التناقضات و الكوارث، التي لا يعلم سوى الله الى أين ستقودنا ، و في أي جحيم ستلقي بنا !.
مع تحياتي و محبتي لكم جميعا._ برهان سيفو.