منظمة الصحة العالمية
ورقة قضايا: "الاستثمار في الصحة لبناء مستقبل أكثر أمناً"
القضية 6: الإيدز - إثارة النقاش بشأن الصحة والأمن
في كانون الثاني/ يناير 2000 ، وعندما خصص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دورة مدتها يوم كامل لموضوع الإيدز في أفريقيا، كانت تلك هي المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة أحد الأمراض المعدية في هذا المنتدى باعتباره تهديدًا محدقًا بالسلم والأمن الدوليين. وبدا واضحًا أن أي برنامج عمل أوسع نطاقًا يتعلق بالأمن يتعين أن يتضمن الجوائح الجديدة (أي الأوبئة التي تنتشر على الصعيد العالمي)، وكذلك ظهور سلالات مقاومة للأدوية من الطفيليات والفيروسات والجراثيم التي تشكل تهديدًا متجددًا للصحة في العالم.
ولما كانت معدلات العدوى لدى من تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا و 49 عامًا تناهز، أو تتجاوز، نسبة 30 ٪ من السكان في بعض بلدان منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في ذلك الوقت، ولم تبد في الأفق أية إمكانية لانتهاء الوباء، فقد طرحت أيضًا أسئلة بشأن ما إذا كان المرض يمكن أم لا أن يجعل الدول الهشة على شفا الانهيار.
وقد طرحت العواقب الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة المترتبة على الإيدز والعدوى بفيروسه هواجس بشأن الآثار المترتبة بالنسبة إلى الأمن الشخصي في البلدان التي تكافح فيها نظم الرعاية الصحية من أجل الاستجابة لهذه المقتضيات إلى جانب تلبية سائر الاحتياجات الصحية الماسة والمزمنة، وإلى حد ما في البلدان التي أصبح فيها الإيدز مرضًا يخضع للتدبير العلاجي بفضل إتاحة العلاج على نحو يمكن الاعتماد عليه وبتكلفة معقولة.
إن عقد مجلس الأمن لهذه المناقشة يبين أن هناك قلقًا سياسيًا عميقًا من أن أي فيروس يتفاقم ويسبب معاناة إنسانية غير محدودة يمكن أن يهدد الأمن الدولي، على نحو قد يتساوى مع التهديد الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل والجيوش الأجنبية والجماعات المقاتلة.
وقد فتحت هذه المناقشة أيضًا الباب أمام النظر إلى الصحة بوجه عام من منظور جديد. فلم يعد ينظر إلى الصحة العمومية على أنها لا صلة لها بالأمن أو على أنها من حصائله الثانوية؛ فقد أصبحت مكونًا أساسيًا من مكوناته. واليوم فإن الأمراض المستجدة والأمراض التي تكونت لديها مؤخرًا مقاومة للأدوية، مثل أنفلونزا الطيور والسل الشديد المقاومة للأدوية، تجعلنا نشدد على أن هذه النقطة لها أثر شديد كالذي أحدثه الإيدز والعدوى بفيروسه قبل سبعة أعوام مضت.
وفيما يلي بيان نقاط النقاش الرئيسية:
• مازال الإيدز والعدوى بفيروسه يشكلان تهديدات محدقة بالأمن الصحي الشخصي في العديد من البلدان النامية التي تناضل من أجل إتاحة الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، حتى على الرغم من أن الإيدز أصبح وباء مزمنًا يخضع للتدبير العلاجي في أنحاء أخرى وعديدة من العالم.
• من الضروري تنسيق وتبسيط الجهود الموجهة نحو توفير العلاج والرعاية فيما يتعلق بفيروس العوز المناعي البشري، من أجل تعظيم أثر هذه الجهود.
• ينبغي للمهنيين وراسمي السياسات في مجالات الصحة العمومية والسياسة الخارجية والأمن الوطني أن يبقوا الحوار مفتوحًا بشأن الإيدز وغيره من الأمراض والممارسات التي يحتمل أن تهدد الأمن الصحي الوطني والدولي.
للإطلاع على المزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى الروابط التالية:
http://www.who.int/topics/hiv_infections/en/http://www.un.org/News/Press/docs/2000/20000110.sc6781.doc.htmlhttp://www.who.int/tb/xdr/en/index.htmlعن/منظمة الصحة العالمية بتصرف،مع كل الحب و الاحترام لكم جميعا. _ برهان محمّد سيفو.
25/9/2008, 1:38 am