محي الدين إسماعيل كتب في / Smart Ideas / ما يلي :
((والأمر الأجمل أنه لا يُذكر بخير من يحقّق أيّ إنجاز مهما كان كبيراً, فكلمة الشكر هي راتبك, وهذا العمل مفروض عليك ومن واجبك إنجازه. أما إذا رُزق أحدنا بمديرٍ يحب التمسّك بحرفية القوانين فهنا النعمة العظيمة التي لا يحسد عليها أحد, لأنه عندما يواجه الموظّف مشكلة ولم يحلّها وفقاً للقواعد الموضوعة فهو إنسان فاشل ولا يستحق هذه الوظيفة.
عزيزي القارئ: أحببت أن أروي ما حدث معي عندما تعرضت لمشكلة ما في العمل مؤخراً, عندها بدأ التشاؤم يدخل صدري, وقد لاحظ ذلك رئيس التحرير من خلال ابتسامتي التي ضاقت قليلاً على غير العادة في كل صباح, عندها دعاني إلى مكتبه, وتحدّث إليّ بكلمات لا أستطيع كتابتها كيلا أتّهم بالنفاق الوظيفي, ولكن هذه الكلمات جعلت ضحكتي تمتزج مع الثقة بإدارتي, وأثّرت بشكل إيجابي في أدائي الوظيفي.
عزيزي المدير: لِمَ لا تحاول علاج مشكلات موظفيك بالطريقة نفسها ؟ لِمَ لا تجعل منهم أداة لتفوّق الشركة؟, لِمَ لا تختلط بالعاملين معك, وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم؟, شجّعهم على أن يكونوا مسئولين أمامك عن اتخاذ القرارات؟ إن كل هذا لا ينقص من هيبتك، بل على العكس تماماً، فإنه يزيد رصيداً من حبّهم لك. وبالنهاية قارئَنا العزيز كما قال روزفلت :" ليس بمقدور أي شخصٍ أن يشعرك بالدونية دون موافقتك"!)).
الأخ المحترم محي الدين إسماعيل،تحية طيبة أما بعد :
1. كيف تتوقع من المدير أن يذكر من يحقق إنجازا بالخير ؟ يبدو انك تحدثنا من كوكب زحل؟ نحن عرب و هذا هو أمرنا، إن رضيت بنا كما نحن فأهلا بك،و إلاّ فالويل لك ثم الويل لمن خلفك ؟ّ المدير لدينا هو العبقري الأوحد الذي لا عبقرية تذكر لو قد حضر،نعم نحن عربا و لنا مدراء لا سمة لهم أكثر شهرة من العبقرية و التواضع و الترفع عن...... الأخلاق، لعل هذا ما قد جعل شعوب العالم تتحرق شوقا للفرجة علينا و على تحف تخلفنا المستديم،لكنه و الحمد لله أنه لدينا مدراء عباقرة و هم كفؤ لإيصالنا إلى ما هو أرذل من تخلفنا و من جهلنا،إنهم كفؤ لقهر إرادة الحياة و الصمود فينا، فأبشر أنهم لن يدعوك يوما بلا منغصات من آخر ماركة مسجلة في العالم.
2. كيف لك أن تتشائم ؟ و هل جرؤت على هكذا فعل يضر بصحة المدير العبقري؟ الذي همه كله منصب على الاعتناء بك و بصحتك الجسدية و النفسية،أليس هو مديرك؟و إلاّ لكنت خارج نطاق إدارته،و لكان ذلك رحمة ينزلها الله من عليائه عليك.
3. تريد من المدير العبقري الذي أنهكته صروف الدهر تزلفا حتى وصل لإدارتك وغيرك من موظفيه،أن يهتم بك و بهم، و يعالج مشكلاتك و مشكلاتهم ؟ طيب ربما أحدكم يريد أن يصبح مديرا هاه ؟! فهل يعقل لمديره أن ينهض به و يسانده، المديرة تحتاج جهودا مضنية وسيرا في طرقا ملتوية، و انتهازا لفرص مائلة لكنها تبدو للعيان مستوية،فهل تريد للمدير القدير أن يتفهم مشكلاتك؟فهو لو فهم مشكلاته و تفهم إشكالاته لما صار مديرا يا أيها المواطن،أبعدك الله عن المديرة و نأى بك "كرما"عن مستنقعاتها العكرة.
4. تقول "روزفلت" من هو روزفلت هذا؟ ،أليس مجرد رئيس عابر في سجلات دولة كبرى هي "أمريكا"؟وهل تريد لنا أن نتخلف و نصبح جهلة كما الأمريكان؟هؤلاء اللذين لولا حضارتنا الشامخة ،الباسقة الباهقة الجديرة القديرة المكرمة السيرة ،لولا كل ماضينا التليد و حاضرنا الناصع بياضا كما الوليد ،فهل كان للأمريكان من بقية باقية ،نحن من خلق الحضارة و هم من سرقوها بغير إذن و لا إحم و لا دستور،حيث لم يجدوا لدينا دستورا فسرقوها هكذا "لا إحم و لا دستور"،و إن لم يعجبك رأينا و عبقرية مدرائنا ،فلتذهب إلى "باستور" حتى لو كنت مريضا ،صحيحا،أو دكتور.
أخيرا تحياتي الحّارة لك و أتمنى أن تجد عملا "احتياطيا" تحسبا لهكذا "علقات" غير متكافئة من حيث قوة النيران و الأسلحة الفتاكة،عدا الاحتياطي من قوى الجهابذة،الذين كان لهم دورا مهما في إسناد مديرك العبقري الفذ، ليصل إلى إدارتك و غيرك مرغما،أعانه الله و سدد خطاه، ووفقه بكم أفواهكم يا ويلتاه،و غير ذلك ماذا تريد منه يا أبتاه؟.
مع تحياتي لكم جميعا . _ برهان سيفو.