تحيّة وفاء ووداع.....
للصديق الراحل
الشاعر حسين هاشم )
أعرفه شامخاً منتصباً ......
كساق نخلة....
صلباً ...شديداً ..
كجذع سنديانة...
يضنيه العمل في كرم الزيتون....
ــ مع أنّه لايجد راحته،إلا بين ذراعيه ــ
يجلس ليشرب قهوته المرَة..
يصغي إلى أحاديث عصافيره... حمامه..
بجواره تموء قطة...
يداعب شعرها ...يلمس جبينها برفق..
فتحنو إليه. وهي تلتصق به..
**********************************************************
يحضره الإلهام الشعري...
يجلس ليكتب قصيدة المعاناة...
يجعل لكلّ حرفٍ غصناً ..
من أغصان الزيتون في كرمه..
جناحاً يحمله فوق راحتي غمامة...مطيره..!
أجل.... من أجل خصب حقله ،....مطيرة..!
وحتى لاتطير الحروف ...في الأعالي....
يجعل لكلّ كلمة جذراً...
وحتى لاتنقشع الغيوم....من الأعالي..
يجعل لكلّ غيمة وتداً...
وحتى لاتخونه المفردات....
يصنع من نسيجها قصيدة...
تنشد تراتيل كدح الفلاح..
تصغي إلى موسيقا معوله..
تردّد أهازيج فرح العامل..
بجني الغلال..
برقص الفراشات،فوق سنابل حقله...
**********************************************************
وككلّ عاشق للأرض....للشعر..
عيناه مسمرتان في السماء..
تتفاءلان بقطرة مطر...بصوت نشيدٍ..ووتر..
نم أيّها الراحل....نوماً هنيئاً.
ففي يوم وداعك...
أغاثت سماؤك الأرض...
وسقت تراب اللحد....
غنّى الفلاح.....ورقصت الطيور...
على إيقاع لحنك المنتظر..
**********************************************************
نم أيّها الراحل...نوماً هنيئاً..
فقصائدك الأخيرة....لم تعد ديواناً تحت الطبع...؟
إنّما أصبحت قطوفاً نثريّة يانعة..
في بدايات لم تتأخر....(1)
أنجزها الأصدقاء...بصمت ...
بوفاء فيه عبر...
وشعرك غدا صلاة...يقيمها الأصدقاء..
في كلّ محفل.. وعلى كلّ منبر.
**********************************************************
أيّها الراقد في رمسك.....
أنت لم ترحل.....!!
أنت لم ترحل....!!
أنت دوماً ...باقٍ...
فينا ومعنا..
أنشودة الأرض....
للغيث المنتظر....
**********************************************************
(1)إشارة إلى ديوان الشاعر(بدايات متأخرة جداً).والذي أكمل طبعه بعد رحيله،من قبل الأصدقاء في( جمعية أصدقاء سلمية). تحيّة وفاء ،ووداع للصديق الراحل.
سلمية في/ 28 / 12 /2008
شعر: حيدر محمود حيدر