مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 كلمة الأديب محمد عزوز في وداع حسين هاشم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لجنة الإعلام
Admin
Admin
لجنة الإعلام


عدد الرسائل : 2412
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 22/05/2007

كلمة الأديب محمد عزوز في وداع حسين هاشم Empty
مُساهمةموضوع: كلمة الأديب محمد عزوز في وداع حسين هاشم   كلمة الأديب محمد عزوز في وداع حسين هاشم Empty5/1/2009, 6:33 am

حسين هاشم
على درب نقائك سائرون

أول مكالمةٍ في العيد بعدَ أمي كانت لك ..
ورغم أنك كنت واثقاً من الموت القادم على جناح السرعة .. كنت تضحكُ ..
أصعقُ أنا وأنت تضحكُ ..
بكيتَ بما يكفي .. فضحكتَ من فرط بكائِكَ ..
الموتُ لم يكن مهماً بالنسبة لك أيها الصديقُ الموغلُ في الألم ..
أبكتكَ قصائدُكَ قبل أن تُبكي غيرَك .. ربما لأنك كنتَ تذعنُ لمقولتِكَ الشهيرة ( القصيدة تنصب مشنقتي ) ..
وبكيتَ على منابر القصيدةِ .. وأنت تصرخُ أنا أبكي من أجلكم أيها الأحبةُ فاسمعوني ..
أبكاك رحيلُ أحبتِك .. ولم تأبه لنبأ المرض المودي إلى موت محقق ..
أنبتَّ الحبَ من الألم ورعيتَه بقلب صاف ويدين مشققتين وقلمٍ ينز دماً .. وسخرتَ من أبجديات لا تعرف كيف تنبتُه ..
مددُ لقاءاتنا لم تكن طويلةً بما يكفي .. ولكن الحبَّ والتواصلَّ كان أطولَ وأعمقَ ..
سعيت إلينا أكثرَ مما سعينا إليك ..
وإن سعينا بترَ البعضُ محاولتَنا للقائك .. فتصفعُني بسماعة هاتفك وتقول :
- أنا أنتظركم منذ دهرٍ بأكمله ..
ثم تعودُ هادئاً وادعاً كطفل صغير لتقولَ لي :
- أنا أحبكم .. أريد أن أراكم .. أن أسمعَ أصواتَكم .. أريد أن أقرأ على مسامعكم قصائدي الأخيرة ..
وتصرُّ على أنها الأخيرةَ عند مقاطعتي لك .. وتضحكُ .. كانت فكرةُ الموت دوماً تضحكُك .. فتدفعُنا إلى حالة من الرعب اللامرئي ..
واقتحمنا وحدتَك على حين غرة ..
وعلى مقربة من نافذتك المشرعة للريح والمطر والغبار .. ومعقلِ الديك الذي يصر على النوم في أعلى الشجرة .. بعثرنا أوراقَ مجموعتِك الأخيرة ظافر وأكرم وأنا وجمعناها سوية ..
وعلى أطراف سريرك في آخر مشفى زرتَه كي تعودَ منه على قدميك .. كتبتَ أرقامَ هواتف .. وكنتَ تطلبُ مني أرقاماً أخرى .. وأنا أؤكدُ لك أنني سأخبرهم جميعاً أن يأتوا إليك .. وتذكرَ لي أسماء لا ترد .. فأبرر بعضَ تقصيرِهم :
- لهم ظروفهم يا صديقي ..
واطمئنُك من جديد :
- لا زالت الدنيا بخير .. إنكَ في سويداء القلب منهم ..
ولم تعترض لأنك كنت تثقُ بي وبهم ..
وأغمضتَ عينَك وهم قريبون من قلب جاور الرئةَ المتعبةَ .. لكنه أعلنَ عن رغبته بالتوقف أخيراً بعد أن أجهدتَه بفرط مودتك .. توقف دون أن يذعنَ لمشيئتك ..
ومات حسين .. وحلقت قصائدُه .. لأن القصائدَ التي يكتبُها شعراءٌ صديقون لا ترحلْ ..
تصعدُ روحُ الخلق إلى باريها ، وتبقى روحُ الشعر في عليائها ..
وصارتْ قصائدُ حسين تؤرقُني أكثر .. لأنني صرتُ أفتشُ فيها عن تألق غاب عني .. فذهلتُ وأنا أرى كيف صرتُ أقرأُ حسين بشكل أفضل .. أفتشُ في ثنايا حروفه ..فأحسُه أطولَ قامةٍ مما كان ومما تصورت ..
القامةُ يصنعُها المجدُ ، والمجدُ حروفٌ ، والحروفُ يسكنها قلبٌ يعجنُها بالدم والتعب لتصيرَ كلماتٍ جذلى .. أولها وطنٌ وآخرها وطنٌ وأوسطها أرضٌ مشبعةٌ بعرق السنين ..
نعم .. فحسينُ قامةٌ ووطنٌ وعرقُ سنين ..
وحسين قصيدةٌ كتبها الزمان وأعلن في نهاية المطافِ أنه خط ملحمةً داميةَ الحرف واسعةَ الطيف ..
وحسينُ ورقةُ شجرةٍ عميقٌ جذرُها ، داعبتْها الريحُ فلم تأبهْ ، عربدتْ وصبتْ جامَ غضبِها عليها ، فقاومتْ .. نحلَ عودُها ودبَّ الإصفرارُ في نسغها .. ثم رفعتَها يدٌ خفيةٌ إلى أعلى .. فهللتْ رفيقاتهُا لانتصارها ، زغردن لها وهن يرينَها تسمو نحو آفاق خلقتْ لأجلها .. وسخرنَ من ريحٍ استكانتْ أخيراً وتعلمتْ من تجربتها ..
لقد سمتْ ورقةٌ اسمُها حسين هاشم إلى مكان لن تطاله الريحُ ، مكانٍ يطالُ النجومَ ويعكسُ صفحةَ الشمس ، فتسطعُ وجوهٌ وتشرئبُ وجوهٌ ، وتعلنُ كلُّها : هو ذا وجهٌ آخرُ من المجد قادمٌ .. قادمٌ كي يشيرَ إلى دروب خلود أخرى قادمة ..
حسين لن أقول وداعاً لك أيها الشاعر والحالم القابضُ على الألم .. لأنك باقٍ بيننا ..
ولن أقبلَ البكاءَ على صاحب قامة مديدة لم ترضخْ للصفع يوماً .. لأنني سأحافظُ عليك ، بقصائدك .. بكلماتك .. بنقائك .. بسمرتك .. بضحكتك .. بغضون وجهك .. بخشونة يديك .. بنبرة الشعر في صوتك .. بثورتك التي لا تهدأُ إلا مع صوت وإطلالة وعتب محب أو صديق ..
حسينٌ أنت منا ونحن منك .. وعلى درب نقائِك سائرون ..

محمد عزوز
سلمية 22/12/2008

• ألقيت هذه الورقة في أمسية وداعاً حسين هاشم في سلمية 27/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://slmf.yoo7.com
 
كلمة الأديب محمد عزوز في وداع حسين هاشم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: بوح-
انتقل الى: