مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 جبل البلعاس...من وحي الرحلة إليه....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حيدر محمود حيدر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

جبل البلعاس...من وحي الرحلة  إليه.... Empty
مُساهمةموضوع: جبل البلعاس...من وحي الرحلة إليه....   جبل البلعاس...من وحي الرحلة  إليه.... Empty2/5/2009, 5:00 pm

((جبل البلعاس))



من وحي رحلة الأصدقاء إليه، بتاريخ/10/4/2009

كنت أحلم بزيارة أقوم بها في هذا العام إلى جبل البلعاس،فالطبيعة الخلابة من حولي،توحي لي وإلى كلّ من يودّ زيارته،أنّ الطبيعة فيه،ستكون أكثر نقاء وصفاء وجمالاً،ومن المتوقع للجميع أن يكون ربيع بلادي المخضر والمتنور في هذا العام

قد فرش بساطه الأخضر الجميل،فوق مهاد ووهاد البلعاس،وأن تكون شعابه ورؤوس التلال فيه،قد ازيّنت وزهت وأشرقت احتفاء بعرس الطبيعة في نوار هذا العام،وكنت أحلم بأن أشمّ رائحة بخور شجر البطم وشجر البلعاس التي كانت تفوح من منقل والدي(رحمه الله)،عندما كان يغلي قهوته المرّة(البكر) والتي يطلق عليها اصطلاحاً(القهوة العربيّة)،يبدأ المرحوم والدي خطوات طهي قهوته،

بإشعال نار المنقل من حطب البلعاس،ثمّ يغرف من حبوب القهوة الخضراء،

ويضعها في المحماص(محمصة القهوة)،ثم يباشر بشيّها وحرقها أوتحميصها،وذلك بتقليب الحبات الموجودة في المحمص،بواسطة ملعقة خاصة صنعت من الحديد لتستخدم لهذا الغرض،ويظلّ يقلبها إلى أن يصبح لونها أشقراً فاتحاً،كذؤابات الذرة الصفراء وبعضهم يظلّ يقلبها،إلى أن تسودّ الحبات في المقلاة،وأثناء عمليّة التحميص،تنطلق من القهوة المحمصة،أبخرة زكيّة الرائحة،تملأ فضاء المكان ،

إنّها رائحة شواء القهوة المميزة،ثم ّيلي هذه المرحلة من مراحل طهي أو(طهو) القهوة العربيّة،مرحلة هرس الحبات المحمصة بواسطة (النجر)خاص مصنوع من الخشب الصلب،ربما يكون الجوز أو السنديان..أو من غيرهما،وأداة الهرس هنا هي (المهباج) ولمهباج والدي رحمه الله موسيقا خاصة،ووقع موزون،وكأنه تفعيلات البحر الطويل لمعلقة امرئ القيس،والتي يقول في أحد أبياتها:

مكرّ مفرّ مقبل مدبر معاً=== كجلمود صخر حطّه السيل من عل

نغمات موزونة تسرع أحيانا،وتبطئ أحياناً أخرى،ترتاح إلى سماعها أذن السامع،

وكم كنت أصغي بشغف وشوق شديدين إليها،وبالرغم مرور هذا الزمن الطويل عليها،إلا أنّ إيقاعها مايزال يرنّ في أذني،وكأني أسمعه الآن،لاأعلم ربما لأنّ

أجمل الذكريات لاتنسى،وتظلّ مطبوعة في الذاكرة،حتى وإن مرّ زمن طويل على حدوثها. ثمّ تبدأ المرحلة الثالثة من طهي القهوة،بوضع القهوة المهروسة بشكل جيّد وناعم،في (دلّة)كبيرة،أو بالأحرى في وعاء يسمى(الغمغوم)أو (الجمجوم)وهنا تلفظ الجيم رقيقة، كما تلفظها اللغة الدارجة المصريّة، ولقد فتشت في المعاجم العربيّة عن معنى هذه الكلمة فلم أجده،وربما كان أصلها فارسياً أو تركيّاً،

ومن حيث الوصف: الغمغوم: وعاء أوسع من الدلّة يستعمل لغلي القهوة العربيّة،

وكان والدي رحمه الله يظلّ يغليها لفترة طويلة،ثمّ يصفيها ليقطف منها القطفة الأولى،وهي ما تسمى بالقهوة الأم،ثم يضيف الماء إلى مابقي مما يسمى

(تفل القهوة) ويغليه مرّة ثانية ليصنع منها ما يسمى(التشريبة) التي يضيف قسماً منها أي من التشريبة على القهوة الأم كي يخفف من مرورتها،ويبقى هذا التفل صالحاً للاستعمال في المرّات القادمة. كلّ ذلك يتم وتصنيع القهوة يمرّ عبر تلك المراحل ودلال القهوة العربيّة مصفوفة في رواق المنقل جانب بعضها البعض بدءاً من الدًلة الصغيرة ثم الأكبر ثم الأكبر منها وهكذا ترى منظرها المنسق الجميل في صحن المنقل، ثم يقربها والدي منه ويبعدها حسب الحاجة،وهو يمسك بخرقة مبللة بالماء أحيانا،كي يتفادى حرارة قبضة يدها التي يكون قد لفّ حولها أيضاً قطعة قماش،من أجل حماية اليد التي تحركها من مكان إلى مكان في المنقل،أو من أجل صبّ القهوة للضيوف.

ويده الثانية تمسك بـ (الملقط )الذي يحرّك به الحطب الغير متوقد،ويحرك الجمر المتوهج ليضعه جانب الدلّة التي يريد لها أن تغلي قبل الأخريات.

إنّ قهوة والدي المطبوخة على حطب البلعاس كان لها نكهة خاصة ومذاق طالما افتقدته ،بعد وفاة والدي.وإن كان عامل الزمن وتوالي الأيام،ينسي الإنسان،

ـ والنسيان نعمة من الله ـ فإنني لم ولن أستطيع نسيان البساطة والصدق والمحبة في سهرات (المنزول:المضافة)وأهل القرية يتحلقون حول المنقل ليتدفئوا بالوهج

المنبعث من جمرات المنقل أو الموقد،والتي سرعان ومع مرورالوقت يخبو وهجها

ويرمّد جمرها،حتى تتحول في نهاية السهرة إلى كومة من الصفوة،التي لادفء ولا حرارة فيها،ومع ذلك يظلّ المتواجدون يحيطون بها،بل كلما بردت حرارتها كلما زاد قربهم منها. وربما تمتدّ سهرات المنزول حتى الصباح،والحاضرون يتحدثون في شؤونهم الزراعية والرعوية،ولم يكن يفسد سهراتهم الحديث في السياسة،أورؤية مسلسل مدبلج في التلفزيون،كما في هذه الأيام،وربما يدخل جوّ البهجة والمسرة لهذه الليالي الشتوية الطويلة،وجود حكواتي فيها والذي يفرض عليه ان يظلّ يسرد حكاياته عن أبي زيد المهلهل،وعن عنترة وعبلة حتى الصباح

أو وجود شاعر مع ربابه،وهو ينشد للحاضرين قصائد الفروسية لعنترة العبسي أو القصائد البدوية التي تروي قصص الحبّ العذري،وماذا كان يحلّ بالعاشقين أبطال هذه القصص من نهايات سعيدة أحياناّ ومفجعة أحياناً،فإذا لم ترض النهاية الحاضرين طلبوا من الشاعر أو الحكواتي،إعادة صياغتها بشكل يرضي

أذواقهم،أو مايتمنونه من نهاية سعيدة لتلك الحكاية أو ذاك القصيد.

ومما لاأنساه أبداً ماحييت رائحة القهوة وهي تغلي،والتي كان يعدّها والدي باكراً تحسّباً لقدوم الأضياف،وحتى تكون جاهزة لتقدّم إليهم في أيّ وقت يطرق الطراق باب دارنا الذي لايغلق ليلاً نهاراً.

وكذلك لاأنسى مذاق فنجان القهوة المرة المحلاة بالسكر والمهيّلة والذي كان يقدمه لي والدي،عندما أستيقظ في الصباح الباكر.وأنا أسمع الأغاني الجميلة من الراديو الذي يشتغل على البطارية،والذي كان نادراً ما يوجد مثله في بيوت القرية .

وعندما كان والدي يصطلي النار بحطب البلعاس،الذي يتموّن به مع غيره من أهالي قريتي،والقرى المجاورة،وذلك عندما يذهبون أرتالاً من العربات القديمة التي تجرها الخيول،أو بالأحرى كانوا يغادرون منازلهم وقراهم لغرضين:أولهما يتمثل في أن يتيح هؤلاء الكادحون لخيولهم أن (تربّع)في محميّات البلعاس النضرة الخلابة في مثل هذه الأيام من السنة،وثانيهما من أجل الاحتطاب

ويتمثل في قطع وبتر أكبر كميّة من حطب البلعاس، وتحميلها بالعربات التي أحضرت من أجل هذا الغرض،لقد كنت أسميها رحلة الربيع،ورحلة مؤونة الشتاء،

كان والدي كغيره من فلاحي القرى،يحضرون مااستطاعوا احتطابه وحمله في (مرسيدس) ذلك العصر (العرباية)،ويخزنونه في منازلهم،استعداداً لقدوم فصل الشتاء،إنّها أشبه بمؤونة الشتاء من حطب البلعاس،لأولئك الفقراء من أبناء ريفنا،الذين كان يمرّ عليهم شتاء قارس وطويل،يحتاج فيه الإنسان إلى الدفء من موقد،أو من منقل يملأ بالحطب، ثم تصلى ناره خارج المضافة،وبعد أن يجمّر الحطب،يدخل المنقل إلى الداخل، وتصطف دلال القهوة العربية حوله،وتبدأ أمسيات السمر والسهر الطويلة تحلو وتزدان بأحاديث الناس عن شئونهم الزراعية والرعوية،أو بلعب الورق،أو بالاستماع إلى الحكواتي وهو يسرد حكاياته،أوالإصغاء إلى قصيد من شاعر الرباب،إنها صورة فولكلورية جميلة،ومما يزيد في جمالها جو المحبة والبساطة والصدق في تعامل الناس مع بعضهم البعض وفي حل مشكلاتهم بأنفسهم دون اللجوء إلى محاكم هذه الأيام وقضاتها.وفي احترامهم لبعضهم البعض،وفي احترام الصغير للكبير،وأتذكر ونحن في صغرنا لم نكن نستطيع التحدث إلى الغير إذا كان والدنا موجوداً بين الحاضرين.إنها قيم الماضي ومثله التي لاتنسى،والتي علينا أن نرسخها عند أبنائنا وأحفادنا لكي نتغلب على صعاب وشرور هذه الأيام، وما يحدث من منازعات وخصومات قد تصل إلى حد التفرقة بين الأخ وأخيه، والأب وابنه.وهذا ليس من شيمنا وعاداتنا الطيبة والكريمة والأصيلة.

وإذا ما تسنى لي أن أقارن بين نكهة ومذاق فهوة أبي العربيّة،وبين رائحة نباتات البلعاس،لقلت:إنّ نكهة ومذاق قهوة أبي العربيّة المهيّلة،هي من نكهة ورائحة شيح وزعتر وورود البلعاس،وإنّ كرم مضافته المشرعة الأبواب دوماً،لاستقبال طرّاق الليل وأضياف النهار،هو من كرم الطبيعة المفتوحة الذراعين لاستقبال الزوار في هضاب وشعاب البلعاس التي لانهاية لامتدادها، وامتداد قيم الإباء والعزة في ذراها، والطيب والقرى والعطر في رباها،والسماحة والتواضع والبساطة في تآلفها

وتوادّها وتحابّها.

من هنا فإنّ كرم والدي وكرم الطبيعة في البلعاس،هما من منبت واحد وجبّلة واحدة،يتمثل في هذه الشمائل والصفات التي غرست فيها بساطة ريفنا،وكرم باديتنا

فنعمّاشمائلاً أصيلة تحلى بها فلاحنا في ريفه،وحبذا شيماً وخلقاً جبل عليها ابن البلعاس في محيط باديته.شكراً لمتابعتكم.

للموضوع تتمة....

سلمية في /11/4/2009 الصديق:حيدر حيدر




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جبل البلعاس...من وحي الرحلة إليه....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: شمّة هوا-
انتقل الى: