مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 عروس رياريا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن قطريب
فضي
فضي



عدد الرسائل : 8
Localisation : سلمية
تاريخ التسجيل : 07/04/2009

عروس رياريا Empty
مُساهمةموضوع: عروس رياريا   عروس رياريا Empty27/6/2009, 5:33 pm

عروس ريا ريا


من دراساتنا لتاريخ الشرق القديم ،تبين لنا أن من بعض المعتقات الدينية لتلك الشعوب ،أنهم كانوا يقدّ سون الأطفال والنساء الحوامل، ويعبدون قوى ومظاهر الطبيعة، والتي اتخذوا لها آلهةً عديدةً، بتسميات مختلفة ، و يرتبط معظمها بحياتهم الزراعية.

بعد هذه الكلمات الموجزة ، ندخل مباشرة لنتناولُ موضوعَنا المقصود وهو (دعاء الاستسقاء)، الذي تختلف كلماته بين منطقة وأخرى حتى بين قرية وقرية، وكل ذلك لايغيّر من المضمون شيئا فجميعها أناشيد يرددها الأطفال، وهي عبارة عن استغاثة من الناس بالقوى المعبودة ، في المناطق غير المروية ،والتي تعتمد على الأمطار في زراعاتها ،وتعاني من جفاف متكرر،وتكون أمطارها بين/250و 300/ مم، والتي اضطر سكانها من القديم ،لحفر الآبار وإقامة الأقنية (الكواظم ، الفجارات) لإيصال المياه، لإرواء مزروعاتهم في سهولهم الخصبة .

حتى أن ينابيع هذه (الأقنية) تعتمد على الغشاء السطحي الضمني ،الذي تغذيه الأمطار، التي هي العامل الحاسم في جريان هذه( الأقنية)، وبالتالي ازدهار الزراعة و المراعي واستمرار الحياة ،و(سلمية) ضمن هذه المناطق،و في سنوات الجفاف الشديد كان الناس يلجأ ون إلى الله تعالى والطلب منه بلسان الأطفال الأبرياء الذين يبتهلون إليه راجين الغوث والغيث، وغا لبا ما كانت تستجاب دعواتهم وينهمر المطر، وأكدت ذلك إحدى العجائز بأنها في كل مرة شاركت فيها وهي طفلة صغيرة في هذا النشيد أو الدعاء، أي في هذا العمل الجماعي كان المطر(ينزل)حتما .

وهذه الطريقة في طلب الرحمة ،قد انقرضت وصارت نادرة في هذه الأيام لعدّة عوامل منها:

تقدم العلوم ومنها علم المناخ والأرصاد الجوية (التنبؤ الجوي)، ومعرفة مسار المنخفضات الجوية (السيكلونات)وبقية التغيرات في (الطقس) وأيضا اختلاف أساليب الزراعة، وطرق الري.

وفي المناطق التي تعاني من الجفاف ، أخذ التزايد باستنزاف المياه الضمنية ،بأشكال مختلفة ،يكون أخطر ما فيها كثرة حفر الآبار السطحية والعميقة ،الأمر الذي أدى إلى السرعة في زحف الصحراء وتراجع الزراعة،

ونعود إلى (نشيد الاستسقاء)،الذي كن نقوم به ونحن أطفال ،عند انقطاع المطر وتزايد الجفاف . ونقوم بتظاهرة جماعية، ونسميها عروس ريا ريا

وسأعرض ما كنا نقوله : و كما قلت تختلف الكلمات بين حارة وحارة وقرية وقرية، وفي(ســلمية) وكنا نردد ذلك دون أن ندري أن ذلك (نشيدأودعاء):



يا الله الغِيتْ ويا الله الغِيتْ
بجاه ْمحمَّد... واهلْ البيتْ


ياغيمي................ غيثينا
اسقي الزرع....... واسقينا


اسقي مريجةِ....... الخَضرا
َتتسرحْ.............سواقِينا
يا ربَّنا ...............يارّبنا
تبعتْ.....مَطرْ.....لزَرعِنا
هنّي الكِبَرْ.........خَاطيين
نحنا الصّغرْ.......شو ذَنبنا
يا ربّنا................يا ربّنا


عروستنا ...........عطشاني...

ياربي تعيويد ........غِرقــاني

ياربّنا....................يا ربّنا


وفي العادة كان يسير معنا رجل كهل يسوق حمارا عليه (خرج)لوضع مانجمع من البيوت من برغل وحمّص وسمن الخ، وكما أذكركنا نطرق على كل باب نمرّ عليه في مسارنا (طبعا كل البيوت تكون قدسَمِعَتنا ) فإذا أَعطتنا صاحبةُ الدار شيئا مما نَجمع كنا نقولSadأركيلي فوق أركيلي صاحبة الدار زَنْكيِلي)أما إذا لم تعطنا شيئاً، ندق على الصّحون ونَصيح: (بلاطَة فوق بلاطَة صاحبة الدّار.........).

لذلك نادراً ما كانت تمتنع إحداهن عن تقديم ما يطلب منها ولو استعارَت من الجيران، وبمساعدة بعض العجائز اللواتي كن يذهبن قبلنا إلى ( المزار) لأن لكل قرية مزارُها الخاص.

فمثلا في(سلمية)كان الإمام إسماعيل هوالمزار المقصود ، وبعد أن تَطبخ العجائزُ مما في (الخرج)تُقام شبه وليمة(وقعة)إذ يحضر الكثير من الناس الزوّار فيأكل الجميع من هذا الطبخ، وإذا كانت الكمية كبيرة توزع على بعض البيوت .

ونعود إلى الأطفال، الذين كانوا يحملون معهم أثناء مسارهم، دُمية تُرفع على عصا طويلة وهي (عيبةمزوقة ) ملوّنة بالأسود للحواجب والعينين، وبالأحمر للخدين والفم ،على أرضية دائرية من القما ش الأبيض وهذه الدمية هي (عروس ريا ريا).

ولنتفحّص هذا النشيد الذي قلناه قبل قليل، والذي يبدأ بمناداة الله (ت) ،الذي تلتقي كل الأديان على عبادته فهو للجميع، ومنه يُطلب الغيث، ثم ينتقل النشيد إلى عبارة وحيدة تعبّر عن تأثّره بالدين الإسلامي وهي(بجاه محمد واهل البيت)، وهذه العبارة ليست من أصل الدّعاء الموغل في القِدم، بل مضافة إليه إضافة،لأن ا لنشيد يتوجه مباشرة إلى إحدى مظاهر الطبيعة، فيقول: ( ياغيمه) وهذا ما يؤكد الأصل الوثني له ،أي قبل ظهور الديانات التوحيدية، ويشير بوضوح إلى بعض المعتقدات الدينية الشرقية ( هني الكبر خاطيين نحنا الصغرشو ذنبنا ؟) ثم يرفع الأطفال صوتهم احتجاجا وتساؤلا واستغرابا ، إن أساء المذنبون كبار السن فلماذا يعاقب الأطفال الأبرياء.؟

بعد استعراض أهم فقرات النشيد ننتقل(للدمية العروس) ماذا تعني؟ ماذا تمثّل ؟ لمن ترمز؟ ولماذا ترفع عالياً ؟ وما إلى هنا لك من أسئلة ، وبعد التحليل و المقارنة والاستنتاج تبين لنا أن: هذه(الدمية العروس) تمثل المرأة و هي رمز للإلهة (عشتار) ،وهي ربّة الحب و الجمال والخصب والعطاء، والتي لها تسميات عديدة، حسب كل شعب وموطنه ولغته ،ولا يمكن ذكر كل التسميات ،وللمثال :هي (أوزوريس) عند المصريين، و(فينوس) في بلاد الإغريق، و(أفروديت) لدى الرومان، والجميع كانوا يعتقدون أن الأرض والمرأة هما مصدر الخصب والعطاء، فهما فقط اللتان تمنحان الوجود حياة وخلقا جديدا..

هذه التظاهرة الجماعية هي طقس احتفالي وصلاة للإلهة (عشتار) وتقديم القربان لها ، والذي يعتمد أساسا على الحبوب وما تنتجه حيوانات المراعي، أي ما تعطيه الأرض، والقربان لربة لأرض.

هذا الطقس عمره أكثر من (5) آلاف عام، وموروث عن الأسطورة البابلية وتفاعلها وانتشارها بين شعوب المنقطة العربية.

لذلك استمر ذلك فينا في (سلمية) وما شابهها، والذي يدل عراقة أصالتنا وانتمائنا ، و(سلمية) تعرضت لكوارث طبيعية وبشرية ، أجبرت أهلها على النزوح والهجرة منها إلى ما حولها ،ولكن مع ذلك كانوا دائما يعودون إليها ،لأن الانتماء لها هو تشبث بالأرض والوطن، ولأنها هي جزء من الوطن العربي.

وما نحن إلا ورثة وأحفاد لأجداد عظام أعطونا الهوية التي نعتز بها، ومعظم مخزوننا الثقافي بما فيه من علم وفكر وأدب وفن وأسطورة .

وفي أيامهم منحوا الحضارة و الدنيا، والبشرية: الأبجدية (الأم) لأنها هي أساس كل اللغات، وأعطوا :جذور العلم ،وأسلس التطور،واتساع الفكر.

والحضارة كانت عند غيرهم وهي الآن ليست لهم، مما يؤكد حتمية الحقيقة القائلة :إن الحضارة لاجنسية لها ،ولا قومية، وليست حكرا لشعب ما ، أ و ملك لأمة معيّنة، إنها لكل البشر وللإنسانية جمعاء .





ســلمية 11/6/2004 حســن القطريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عروس رياريا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مجتمعنا :: تراث وفلكلور-
انتقل الى: