مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
مرحباً بك عزيزنا الزائر في منتدى جمعية أصدقاء سلمية... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في منتدانا لتصبح واحداً من أسرتنا. مثلما يسعدنا أن تتصفح منتدانا بدون التسجيل فيه..
دمت بود واحترام
إدارة منتدى جمعية أصدقاء سلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لجمعية أصدقاء سلمية على موقع facebook على الرابط :https://www.facebook.com/home.php?sk=group_149912905080000


 

 من وحي المسير الرياضي ....إلى القدموس....(الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حيدر محمود حيدر
ذهبي
ذهبي



عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

من وحي المسير الرياضي ....إلى القدموس....(الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: من وحي المسير الرياضي ....إلى القدموس....(الجزء الثاني)   من وحي المسير الرياضي ....إلى القدموس....(الجزء الثاني) Empty21/8/2009, 4:43 am

الجز الثاني من موضوع:
((من وحي المسير إلى القدموس..))
********************************
وكان رتل الأصدقاء وهم ينحدرون ويتقاطرون صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً أشبه بسرية جند زحفت نحو هدفها،وكان الهدف لكتيبة جندنا أسفل المنحدر،وبجوار إحدى الحنيات التقيت بامرأة تجمع قش بيدرها،يساعدها فتاة صغيرة ربما تكون ابنتها،كانت امرأة نحيلة،غادر قطار عمرها كثيراً من محطاته،ولكنّها بساعديها
الصلبتين كانت تتحدى الزمن،امرأة مكافحة من ريف بلادنا المعطاء،لقد ذكرتني هذه المرأة بالمرحومة والدتي،التي لم تتوقف عن الكفاح في سبيل لقمة العيش الكريم حتى فارقت الحياة،تعمل في البيت: تعجن وتخبز وتطهو الطعام وتنظف البيت ثم تخرج إلى الحقل لتعمل إلى جانب والدي في حفر وتعشيب الأرض وجمع المحصول،أما عملها على البيدر فيستمر إلى فترة تتجاوز ثلاثة أشهر،تجمع التبن،وتغربل القمح وتحمل ماتستطيع حمله منه إلى البيت كهذه المرأة الريفية المناضلة.قالت المرأة وقد بدا على محياها شظف العيش،ومرارة الحياة:
هكذا يابني نتعب ونشقى لنؤمن لقمة عيشنا.قلت: بارك الله فيك ياخالة فمن تعب يديك نقطف الخير والبركة.إنّ عملك هذا وسام شرف لكلّ فلاح.ونحن أبناء فلاحين تعبنا وشقينا وكافحنا في الأرض كما تشقين وتكافحين.أنت الخير والبركة أنت نبتة القمح المثقلة بحبات الحنطة والتي لولاها،لما أكلنا مما تنبت منه أمنا الأرض.
ولقد قال الشاعر خليل مطران من قصيدة له:
إِنَّ الفِلاَحَةَ وَالفَلاَحَ تَسَلسَلا لفْظاً وَمَعْنىً مِنْ نِجَارٍ جَامِعِ
فِي خِدْمَةِ الأَرْضِ الَّتِي هِيَ أُمُّنا يَتَأَلَّفُ المَتْبُوعُ قَلْبَ التَّابِع
مَا أَرْوَحَ الأَمَلَ الَّذِي قِيَّضْتَهُ لِسَوَادِ أُمَّتِكَ الأَمِينِ الوَادِعِ
حقاً إنّ الفلاح هو الأمين الوادع للأمة،فبارك الله فيه وبمجهوده الخير المعطاء.
وتابعنا المسير..حتى بلغنا نهايته في أسفل الوادي...هذا الوادي الذي وصفه الشاعر ابراهيم طوقان بقوله:


رب وادٍ كأنّه النَّهَرُ الأَخ ضر يختال في برودِ الجمال
خطرات النسيم ذاتُ اعتلالٍ فيه الدّوح مائس باختيال
غَشِيَتْهُ الطيور مختلفات رائعات الأَلوان والأشكال
صادحات على أرائك في الأَيْ ك يَصِلْنَ الغدوَّ بالآصالِ
نغمات أرسلنَها ذات تسجي ع وكرِّ في اللحن واسترسال
يا طيور الوادي غليل فؤادي كان يشفيه بردُ تلكَ الظلال
يا طيور الوادي رزايا بلادي مَزَجَتْ لي الغناء بالأعوال


وعلى موسيقا شدو طيور الوادي،وحديث الأصدقاء جلسنا نستريح وننصت إلى حديث إحدى الصديقات وهي تتحدث عن تجربتها في العمل الأهلي المحلي لمدينتنا سلمية،ولقد وجهنا إليها الشكر على حديثها الغني بتضحية الفرد في سبيل مجتمعه،

إنه الإيثار ونكران الذات، بعيداً عن الأنانية والأثرة.وكم نتوق في مجتمع جمعيتنا إلى مثل هذه التضحيات التي يذوب بها الفرد في المجموع،ويذوب المجموع في خدمة مدينتنا سلمية وليسمح لي الشاعر عبد السلام بن رغبان بن رغبان الملقب

بديك الجن أن أخاطب حبيبتي سلمية وخاصة أنّ الشاعر من سلمية وأحبّ سلمية من خلال مخاطبته لحبيبته ورد كما جاء في

كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني:

انظر إلى شمس القصور وبدرها وإلى خزاماها وبهجة زهرها

لم تبل عينك أبيضاً في أسودٍ جمع الجمال كوجهها في شعرها

وردية الوجنات يختبر اسمها من ريقها من لا يحيط بخبرها

وتمايلت فضحكت من أردافها عجباً ولكني بكيت لخصرها

تسقيك كأس مدامةٍ من كفها ورديةٍ ومدامة من ثغرها

هذه (سلمية) معشوقة الشعراء ك(ورد) معشوقة ديك الجن،وقديماً قيلSadومن الحبّ ماقتل)فرحماك أيتها المعشوقة..يكفينا ما نشربه من يديك من كؤوس الهوى والهيام،وما نلقاه من معاناة في سبيل تحقيق مانصبو لك من أحلام.

وأخذنا نتأمل فيما حولنا ونحن جالسون في أسفل الوادي..أفانين وأطياف وألوان ساحرة،تلفّ سفوح جبال القدموس التي تحيط بنا،شريط من الخضرة لغابات عذراء وظلال وارفة تمتد في كلّ اتجاه،من باطن الوادي، إلى ذروة الجبال وسفوحها وتراني مع الشاعر ابن معصوم أردّد:

فَبِتُّ كَما باتَ السَليمُ مُسهَّداً بجَفنٍ على تلك السُفوح سَفوحِ

يُهيِّج أَشجاني ترنُّمُ صادِحٍ وَيوقِظُ أَحزاني تنسُّمُ ريحِ

ونخرج من بطن الوادي بعد انتهاء استراحتنا،لنبدأ مشوار العودة الشاق والمضني تحت لهب شهر آب. يقول الشاعر (صريع الغواني) وهويصف الخمرة وما تفعله بشاربها في شهر آب:

تُنمى إِلى الشَمسِ في إِغذائِها وَلَها مِنَ الرَضاعَةِ في حَرِّ الهَجيرِ أَبُ

حَمراءَ إِن بَرَزَت صَفراءَ إِن مُزِجَت كَأَنَّ فيها شَرارَ النارِ تَلتَهِبُ

وأخذت جلودنا تنضح سموم التعرق، وتطرح السوائل الحارة، وكأننا نستحمّ في مياه تدمر الكبريتية،نصعد أكمة.. أكمة. ومرتفعاً تلوى المرتفع،ونتجاوز منعطفاّ أخفانا في الهبوط، وأظهرنا في الصعود. وكما يقول المثل الشعبي(مافي نزلة إلا وراها طلعة)وأخذت أنفاسنا تضيق وضربات قلوبنا تتسارع،ونحن نصعد الهوينى.؟فقدنا الماء البارد..واشتهى ظمأنا الشديد كأساً بل رشفة من ماء زلال،

نطفىء فيه أوار عطشنا،ولكننا وعلى الرغم من عطشنا ولهاثنا الشديدين واصلنا الصعود نحو الذروة بكلّ ثبات وإقدام وشجاعة.أما الشباب فهم زهرة الحياة وأمل المستقبل،ولم يخطئ إبراهيم طوقان،بل أصاب عندما زف الشباب إلى الوطن بقوله:

وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا ما إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ

ولقد لخص الشاعر ابن أبي البشر في بيت واحد لهو الشباب المستور بقوله"

سقى ورعة الله الشبابَ فإنه على ما جنى سترٌ من اللهو مُسبَل

ولقد عبّر الشاعر ابن الرومي عن سحر الشباب وسكراته بقوله:

ألا إنما الدنيا الشبابُ وإنما سرور الفتى هاتيكمُ السّكراتُ

ولا خيرَ في الدنيا إذا ما رعيتَها وقد أيبستْ أجنابُها الخَضِراتُ

وكان الشيوخ في سيرهم الحثيث أكثر جلداً وصبراً من الشباب ولكنّ لسان حالهم يتحسّر على شباب مضى كتحسّر إبراهيم عبد القادر المازني على أزاهير الحب والسرور اللذين قضاهما في شبابه:

فأين زهور الحب يا طول حسرتي وأين أزاهير الشباب النواضر

وأين أزاهير السرور كأنها تحيي الفتى والعمر قينان ناضر

ولكنّ الحسرة لاتنفع،فما انقضى منه لايرجع. كما يقول الشاعر ابن الصباغ الجذامي:

يا نفس ذوبى حسرةً وتلهفا ولّى الشباب وما مضى لا يرجع

ولكن يتذكر الشيوخ أيام الصبا والشباب فيقولون كما قال الشاعر ابراهيم الأكرمي:

كان الشباب الرَّوق فيها وبها قضَّيت أيَّام الصِّبا الأوائلا

حيث الحمى مسرح أسراب المها وحيث كنت مرحاً مغازلا

أيّها الشباب...أيّها الحلم القصير الذي مضى إلى غير رجعة...عزاؤنا نحن الشيوخ كما أراد البعض أن يسمينا...عزاؤنا في هذه البراعم الشابة(إناثاً وذكوراً) والتي تنفذ معنا اليوم مسير القدموس الرياضي من عين الريس إلى عين الطواحين

براعم شابة سوف تتفتح وتتنور وسوف تتدفق دماؤها الحارة كحرارة حمى مسيرنا اليوم،سوف تتدفق في شرايين المجتمع الأهلي،وفي عروق جمعيتنا،لتعطي نبضاً جديداً وحياة جديدة ومتجددة لمسيرة هذا المجتمع وتقدمه وازدهاره.

حيّوا معي أصدقاء المسير من شباب وشابات..حيّوا معي كلّ الطاقات الشابة التي تعطي لعملنا الأهلي النماء والصفاء والتجدد.

ويمضي مسيرنا صعوداً شيباً وشباباً، ونحن نتقاطر وراء بعضنا البعض،بعضنا أصبح في القمة والبعض الآخر أضناه التعب فجلس يستريح على حافة الطريق،

وتحت ظلال الأشجار الوارفة ،وكنّا أثناء صعودنا نلقي التحيّة على من يطلّ علينا من المنازل المجاورة وهو مندهش لرؤيتنا،وكثيراً ماتساءل البعض:ماذا تفعلون؟ومن أتيتم،وعندما نجيب على التساؤلات،نلقى استغراباً أشدّ !! يتلوه سؤال مضحك.وهل أتيتم من سلمية سيراً على الأقدام؟؟

وفي أحد المنازل الجميلة والمغطاة بأشجار السنديان والجوز والزيتون ،تعرفت إليها امرأة في عقده السابع،ولكنك تتصف بهمة نساء الجبال اللواتي أمضين عمرهن في الاحتطاب،والعمل الدؤوب في مزرعة البيت وفي الحقول المجاورة.

قلت أنت من الشرق:قالت :نعم .كيف عرفت؟قلت: إنّ شكلك وهندامك يوحيان بأنك امرأة شرقية.قلت نعم.أقمت في قرية(عدمة) بجانب قرية (فريتان)وأخذت تذكر لي أسماء من تعرفهم هنالك.

هذه المرأة لم تنس أياماً قضتها بين أهلها فيما تسميه:الشرق.وأضافت إنها أيام جميلة وعزيزة على نفسي.وهي راسخة في ذاكرتي،وعندما تعاودني الذكرى إليها،أرحل إليها بخيالي،فكأنني غادرتها بالأمس .

لقد كانت قسمات وجه هذه المرأة توحي بالصدق والشفافية،وهي تدعونا لزيارتها وكأنها رأت فينا بعضاً من ذكرياتها التي قضتهافي ربوع سلمية وريفها.

وفوق مصطبة أحد المنازل وقفت فتاة في مقتبل عمرها،طلب منها صديقي كأساً من الماء فلبت صديقتها أو أختها طلبنا على عجل،وبينما نحن نحتسي الماء البارد الذي أحضرته الفتاة الثانية.سألتها:هل أنت تدرسين:فأجابت:أنا متزوجة وقد حصلت على الشهادة الثانوية ولكن بعد أن تزوجت... لاأعمل.وكم أتمنى أن يكون عندنا مثل هذا النشاط،أو يكون عندنا جمعيّة كما عندكم.

ارتاحت إلينا الشابة وارتحنا لحديثها ودعوناها لزيارة سلمية قريباّ ووعدت بتلبية الدعوة وقلنا سنظل ننتظر زيارتك،واللقاء بك، لنضمك إلى جمعيتنا.

الشباب دائماً يتطلع إلى التجدد والنشاط والعمل وخاصة إذا ما صبّت طاقاته الخلاقة في المكان المناسب،ونظمت ووظفت من أجل المصلحة العامة في إطار تعاون وتضافر جهود المجتمعين: المحلي والأهلي.وهذه الفتاة التي تطمح في المشاركة بمثل هذه النشاطات ماهي إلا مثال حيّ يدلّ على وعي شبابنا واندفاعه للانخراط في أيّ نشاط فعّال، يتاح له ودون تردد.ندعو كلّ شباب المجتمع المحلي في سلمية،أن يحذو حذو هذه الفتاة وينخرطوا في ميدان خدمة مجتمعهم كمتطوعين من أجل رفعة بلدهم وتقدمها،وخاصة بوجود جمعيات أهلية تفتح ذراعيها لاستقبالهم وفي مقدمة هذه الجمعيات جمعية أصدقاء سلمية الذي ننفذ مسير اليوم تحت لافتتها الرئيسة.

و أخيراً بلغنا الذروة في مسيرنا...ولكن بعد لأي وتعب شديدين ..جلس الأصدقاء فوق رابية مطلة على الوادي الأخضر الجميل..ولكنّ الإعياء والتعب كان بادياً على وجوه الجميع،لقد استغرق المسير ثلاث ساعات ونصف الساعة في هذا الجو الحار والمحموم..فكان من الطبيعي أن يشعر الأصدقاء بالتعب.وكم كنت أتمنى أن يكون تنفيذ مثل هذا المسير قبل تناول الإفطار...أي في الصباح الباكر..تفادياً لحرارة ولظى شهر آب.الذي يشوي الجلود قبل أن يلفح الوجوه بقيظه.

في هذا الوقت التقيت بشابين من أبناء المنطقة ودار حوار بيني وبينهما عن أهداف المسير الذي ننفذه،وسألتهما عن الخدمات الاجتماعية والتعليمية التي تتوفر لأهل الريف في منطقة القدموس،فأشارا إلى توفر مياه الشرب ووصول الكهرباء إلى كلّ قرى الريف،فإذا نظرت ليلاّ إلى سفوح هذه الجبال لوجدتها كتلة متوهجة من الضياء..وكأنك في النهار.بشرى عظيمة..يزيدها سروراً إقبال أهل الريف على التعليم..وسعيهم الدائم في تحصيل العلم.شكرت الشابين على هذه المعلومات الهامة.لأنتقل بعد ذلك مع الأصدقاء إلى مكان القيلولة الذي سنتناول فيه طعام الغداء.

ملاحظة:الأرشفة جمع وتنسيق:الأستاذ حيدر حيدر

المصدر: الموسوعة الشعريةـ الإصدار الثالث.

سلمية في /20/8/2009

الكاتب الصديق:حيدر محمود حيدر



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من وحي المسير الرياضي ....إلى القدموس....(الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: شمّة هوا-
انتقل الى: