افتتاح النادي السينمائي في "سلمية"
الذاكرة البصرية هي الأقوى
علي الخطيب
esyria.sy
الأحد 25 نيسان 2010
مما
لاشك فيه أن السينما تعاني ما تعانيه من مسألة الانتشار، وتقلص عدد دور
العرض المناسبة، وهذه أزمة عربية وليست قطرية، ولكن يبقى لبريق الشاشة
الفضية متابعوه، ولسحر الصورة المشغولة بعناية ودقة من يفتن بها، لهذه
الأسباب كان لـ"جمعية أصدقاء سلمية" توجهاً في محاولة لإعادة إحياء الثقافة
السينمائية، فأطلقت نادياً سينمائياً من ضمن سلسلة من النشاطات الثقافية
المتنوعة التي تقوم بها.
|
وقد أقيم حفل
افتتاح للنادي حضره نخبة من المثقفين والفنانين من أبناء مدينة "سلمية"
ليتابعوا نخبة من الأفلام العالمية القصيرة المنتقاة كنموذج للعرض
السينمائي.
eSyria استحوذ على مقعد أمام الشاشة في حفل الافتتاح يوم
الخميس 22 نيسان 2010، وخلال ذلك التقينا الزميل "محمد القصير" مدير
النادي، والذي تحدث لنا عن هذا المشروع فقال: «العرض السينمائي بدأ مع
انطلاق الجمعية في العام 2006، ولكنه اليوم ينطلق بمسمى نادٍ له إدارته
وأعضاؤه، مهمته الأساسية الارتقاء بثقافة الرؤية البصرية حد التعافي من
استغلال المادة التلفزيونية لأغلبية الناس، فالسينما كما تربينا عليها منذ
الصغر هي ثقافة الشعوب، ونحن إذ نقدم فيلماً قادماً من دول أمريكا
اللاتينية فإننا بذلك نقدم ثقافة هذه الدول».
وعن طموحات النادي،
قال: «منذ القيام بمبادرة هذا النادي وضعنا نصب أعيننا العمل على إقامة
مهرجان للأفلام القصيرة المحلية وأقصد هنا من أبناء مدينة "سلمية" إضافة
إلى القطرية والعالمية، وكلنا يتابع على أجهزة "الخلوي" الإبداع الذي يقوم
به البعض في تحوير بعض الأعمال العالمية لتكون عربية، وقد انتشرت ثقافة
"مقاطع الفيديو" فلماذا لا توظف بشكل جيد، وتزج في أتون مسابقة من خلال
مهرجان؟ وبالتالي نضمن التوظيف الصحيح للذهنية البصرية التي يمتلكها البعض
من أبناء هذه المدينة».
الدكتور "محمد صادق الدبيات" رئيس مجلس
إدارة "جمعية أصدقاء سلمية" تحدث عن أهمية هذه
|
جانب من الحضور |
المبادرة قائلاً:
«النشاطات الثقافية جميعها هي صلب عمل الجمعية، ونحن نشجع أعضاء الجمعية
على المبادرات المماثلة، لذلك نحن سعيدين جداً بمبادرة اليوم، فبدايتها
كانت ناجحة والأفلام المختارة جيدة جداً أعادت إلى أذهاننا ذكريات الأمسيات
الجميلة في سينما "سلمية" حيث كنا نذهب كعائلة لنحضر فيلماً سينمائياً،
وأذكر أنني في طفولتي رافقت جدتي التي كانت "أمية" لحضور أحد الأفلام، لذلك
أتمنى أن تكون مبادرة ناجحة تساهم في إعادة هذه الثقافة إلى أذهان
الشباب».
وعن دعم مجلس الإدارة للمشروع قال: «أول خطوة دعم كانت
الموافقة على المشروع بالإضافة إلى التشجيع المعنوي، وفي المستقبل من
الممكن أن يكون مادياً لتطوير النادي وذلك يعود لمعدل الإقبال عليه ونجاحه،
وهو بطبيعة الحال جزء من برامج الجمعية، وبدايته ممتازة وتبشر بالخير».
الفنان
"محمد خير أبو حسون" كان أحد أهم الضيوف الحاضرين لدعم النادي، وقد تحدث
عن أهمية وجود ناد كهذا في ظل غياب السينما في المدينة فقال: «النادي هو
فكرة ثقافية لا علاقة لها بوجود صالة سينما أم لا، لأنه حتى في المدن التي
فيها سينما وحتى في العاصمة فإن ظاهرة النوادي السينمائية بدأت بالانتشار،
فالنادي السينمائي هو ظاهرة مستقلة لها خط ثقافي بعيد عن الخط التجاري الذي
تتبعه صالات السينما العادية، فهدفه هو تغذية العقول وليس الربح».
فبرأيه
أن فكرة إنشاء النوادي أفضل
|
"التوازن" من الأفلام القصيرة التي عرضت |
من
فتح مكتبة، لأن الفيلم يقرؤه عدد أكبر خلال زمن أقل مقارنة بالكتب حتى
الالكترونية منها، وتابع قائلاً: «فالذاكرة البصرية هي الأقوى، وفي السينما
يحتاج المشاهد لتشغيل عدة حواس، وهذا أمر صحي جداً، كما أن السينما تفتح
مجالاً لمعرفة ثقافة جميع البلدان حول العالم، لأن الفيلم يعبر عن ثقافة
بلد المنشأ فهو نتيجة جهود مشتركة بين المؤلف والمخرج والتقنيات الفنية،
وأنا أفضل أن أشاهد فيلماً أكثر من قراءة كتاب لأن الفيلم يميزه
الاستمرارية التي تتشتت أثناء القراءة».
الفنان "عبد الله الجندي"
عبر عن إعجابه بهذا التوجه حين قال: «حدث اليوم هو تجمع ظريف وحضاري جداً
والسينما تمثل مناخاً اجتماعياً راقياً، لكن مكان العرض متواضع، لكنه مقبول
ضمن هذه الإمكانيات، والأفلام المختارة فيها حدث جميل جداً ومميز، وأشجع
الشباب على الانتساب لهذه النوادي لأننا نحن بحاجة لها أكثر من لعب الورق
وغيرها من الملهيات، لأنها غذاء للعقل».
من جهة أخرى التقينا السيدة
"هيلين أبو إسماعيل" منسقة النادي، وهي مجازة في اللغة الإنكليزية،
وسألناها عن كيفية التحضير لهذا النادي فقالت: «أنا من ضمن فريق وضع نفسه
في خدمة نشر الثقافة السينمائية خصوصاً، وكلنا يعلم مدى التأثير الإعلامي
الذي يسيطر على مناحي الحياة، فالسينما هي فكر مثقف، وهي فعل حياتي جميل».
الدكتور
"حسن خنسة" أحد الحضور كان سعيداً بوجوده اليوم
|
الفنان "عبد الله الجندي" |
وقد قال في
ذلك: «بالنسبة لي كنت أحلم أن أعود لحضور فيلم سينمائي الشيء الذي كان
مفقوداً في السنوات الأخيرة في "سلمية"، لذلك أتمنى من هذا النشاط أن يحيي
هذا الحلم».
ومع نهاية العرض الأول تم فتح باب الانتساب إلى النادي.
يبقى
أن نذكر بأعضاء لجنة "نادي الجمعية السينمائي" وهم: "محمد القصير"- "سمير
جمول"- "علي الخطيب"- "هيلين أبو إسماعيل"- د."باسل عيشة"- د."حسن سيفو"-
"علي محمود".
ختاماً نأمل من القائمين على النادي أن يحققوا ما
نذروا أنفسهم لأجله.