من وحي المسير الرّياضي إلى غابة جبل عين الزرقاء الحراجي...

ذهبي عدد الرسائل : 320 تاريخ التسجيل : 13/11/2008

من وحي المسير الرّياضي إلى غابة جبل عين الزرقاء الحراجي

***************************************

صرح جبل عين الزرقاء الحراجي الشامخ

أولا :الوصف العام:
مرّة أخرى أعتذر لكم أعزائي المتابعين لهذا الموصوع،وكذلك لأصدقاء المسير عن عدم قدرتي على استمرارمشاركتي لهم هذا النّشاط الرّياضي في الفترة الطويلة الماضية لأسباب مرضية ولأسباب خاصة أشرحها فيما بعد،وبالتالي عدم التّواصل مع أصدقائنا قرّاء هذه الصفحة المهمّة من نشاط جمعيّة أصدقاء سلمية،والذي لايشمل الرّياضة فقط وإنّما برأيي هو نوع من ثقافة الفكر، والبدن معاً، وكذلك هو نوع من التواصل البيئي والاجتماعي الفعّاليّة ،فلقاء الأصدقاء بعضهم ببعض على بساط الطبيعة المتلّون بألوان فصول السنّة المختلفة، والمزيّن والمزركش إطاره بخصوصية كلّ فصل من جمال بلادي،يضفي على النّفس الرّاحة والطمأنينة،ويجعل من اجتماع الأصدقاء تحت ظلال أشجار غابة جبل عين الزرقاء الحراجي في مسير اليوم ،ومن حوارهم وتواصلهم مع بعضهم البعض ، قصيدة مودّة ووفاء تنشدها طيور الغابة المطلّة علينا من فنن الأشجار التي تلقي بظلالها الظليلة على المكان، وترسلها ألحانا عذبة صافية تطرب لها النّفس،و ترتاح كذلك لابتسامات وضحكات بريئة، تنطلق من براعم شفاه الصبايا والشباب المشاركين في مسير اليوم،فيا لها من روعة وبساطة، وعمق محبّة أصدقاء المسير، وهم يلتقون بقلوب منفتحة على الطبيعة أولا، وعلى مشاعر الصدق، والإيثار، واحترام الآخر، والإنصات لرأيه وسماعه بشفافية، حتى ولو كان مخالفاً لرأيهم...فالغابة تحضن السحر بين ذراعيها،وتعانق الشعر بين تلافيف أغصانها المتشابكة،إنّها وباختصار شديد (جنّة الطبيعة على الأرض،وواحة النّفس، وراحتها في الأزمات).ولقد وصف الشاعرالمصري(فخري أبو السعود)إعجابه بجمال الغابة

***************************************

الغابة الظليلة الأشجار..
***************************************

وأنشد،مترّنماً ،بيانع زهرها، وعذوبة مائها ،ورقة نسيمها:

تَروقك الغابة الفَيحاء ناضِرَة == يَرف بِالحُسن عاليها وَدانيها

وَيانع الزَهر في أَفنائِها عَبَق == وَريق الماء يَجري في مَساريها

وَيَستَبيك بُرود مِن نَسائمها == هين وَظل ظَليل مِن حَواشيها

وهاهو أميرشعراء الرّومانسية،وصاحب الجندول،الشاعر(علي محمود طه)يضرب موعدا مع أصحابه في الغابة كموعد الأصدقاء في مسير اليوم،ثم يصف

ههنا تحت ظُلَّةِ الغابة الشجرا == ءِ سِرْنا والفجرُ يحنو علينا

وقطفنا من زهرها وانثنيْنا == فجنيْنا تُفاحَها بيدينا

وَمَرِحْنا بها سحابةَ يوم == وبأشجارها نقشْنا اسمينا

ثمّ يضفي الشاعر على جمال الطبيعة، تباريح هوى العشاق و ونشوته ولوعته، وهو يدرج مع أحبّته كما درجنا اليوم مع أصدقاء المسير فوق عشب الغابة ونداها والظلال:

صدح الحبُّ بالنشيد فَلَبَّيْ == نا نداءَ الهوى وصوتَ الخيالِ

وتَبِعْنا على خُطى الفجر موسِي == قى من العُشب والندى والظلالِ

وسمعنا حفيفَ أجنحةٍ تَهْ == فو بها الريحُ من كهوف الليالي

ولا عجب أن نقارن بين موقفينا..!!فقد قضى أصدقاء المسير صباحية هذا اليوم في غابة جبل عين الزرقاء،وافترشواالأرض تحت ظلالها،ولهوا، ولعبوا متناسين متاعبهم وأشجانهم،وكانت هذه الجلسة على احتساء كؤوس المتّة مناسبة للحوار الجاد، والهادف لتحقيق أهداف وطنية سامية لنا كصبايا وشباب ناهض، ولجمعيتنا، ولمسيرنا الرّياضي ذي الأهداف الثقافية، والاجتماعية النّبيلة البناءة، ولمدينتنا الحبيبة (سلمية). ..!!
ثانياً:آراء ومقترحات.
ومن هذا النّقطة بالذات، نتمنّى من المشرفين والقائمين على هذه الغابة حراستها بشكل منظم، والاهتمام بنظافتها من الزوّارغير الحضاريين الذين يرمون بقمامتهم تحت ظلال أشجارها الباسقة، و على مشرفيها ريّ الأشجار العطشى منها،وذلك بتمديد مناهل للمياه تسقي أوارها، وأوار زائريها من الأخوة المواطنين،وعلى الجهات المسؤولة العمل على قطع كلّ الأغصان اليابسة عن أشجارها التي أصابها الحريق منذ فترة قصيرة،ورفع تلال الأتربة التي تسبّب بها حفر خزان المياه الجديد والمتراكمة على السفوح الجنوبية الشرقية من قمّة جبل عين الزرقاء الحراجي.لأنّ هذه الغابة كانت وما زالت هي الرّئة التي يتنفس منها الفقراء من أبناء هذه المدينة، ويحجون لزيارتها في أيام العطل الأسبوعية والرّسمية.ولقد لاقت في الماضي، ومازالت الاهمال من كلّ القائمين على هذا المرفق البيئي والسياحي الذي كان من المفروض أن يتحوّل إلى منتجع سياحي يقصده الزوّار من كلّ المدن والبلدان،وفي هذه الحال يعود بالنّفع والمردود المادي على مجلس مدينة سلمية الفقير البائس في إمكاناته وخدماته...!!

ثالثاً:مشقّات المسير وأمنيات شبابه..!!

أيّها الأصدقاء :لقد ذكرني مسير هذا اليوم، وارتقاء الأصدقاء لقمّة هذا الجبل من الجهة الشمالية الشرقية المقابلة لقلعة شميميس رمز أوابد سلمية وحضارتها،
***************************************

شميميس رمز أوابد سلمية، وحضارتها..

***************************************

وانحدارهم عنه من الجهة الجنوبية الغربيّة رغم الصعوبات والمشقات والمصاطب الصاعدة والهابطة ،ذكرني بقول شاعر الحكمة أبي القاسم الشابي:

ومن لايحبّ صعود الجبال == يعش أبد الدهر بين الحفر

فهل ياترى..؟؟ ينطبق معنى هذا القول على بعض مبادئنا وأهدافنا في حياتنا اليوم، نحن أعضاء المجتمع الأهلي في هذه الجمعيّة الغرّاء.. وغيرها من المجتمعات المدنيّة على ساحة وطننا العربي الكبير...!!

أرجو أن لاتقف المشقّات،ولا الصعاب حائلا بيننا وبين أيّ مسير يقرّره الأصدقاء على دروب النهوض المدنية الأهلوية الصاعدة..وكلّ مسير والأصدقاء بصحة وسعادة.

الكاتب: حيدر حيدر

سلمية في /17/6/2011

الشكر الجزيل لك أستاذ حيدر ... دائماً أنتظر ما ستكتبه عن كل مسير تشارك فيه معنا على تلك الدروب... أتمنى منك أن لا تتغيب كثيراً عن المسير الرياضي.. مع التحية

ذهبي عدد الرسائل : 320 تاريخ التسجيل : 13/11/2008

ردّ من وحي المسير الرّياضي إلى جبل عين الزرقاء1

********************************

شكراً لك أيّها الصديق الغالي فادي النّظامي على إطرائك موضوع(من وحي المسير)وشكراعلى متابعة ما أكتب عنه تحت هذا العنوان،ومن باب ردّ الشكر والثناء عللى المتابعة،لايسعني إلا أن أذكر هذه الأبيات للشاعر التونسي(ابراهيم الرّياحي)ذات المعاني الرّقيقة،والموسيقا الشجيّة تحيّة منّي للك ولكلّ الأصدقاء المتابعين والمشاركين في المسير:

زَمَنٌ بكلّ مسرّة وافاني == أَكْرمْ به زمناً وأيّ زمانِ

لن أستطيع ثناءَه ولوَ أنّنِي == أُعْطِيتُ في الإِطراء كلَّ لسان

حيث الحبيب مُنَادِمٌ ومُوَاصِلٌ == وبحيث يسمعني وحيث يراني

والشّمل منتظمُ الجواهر عقده == وصفا المودّة مُثمِرُ الأغصان

ثمّ.. ألا ترى معي أيّها الصديق فادي :أنّ شمل المسير دوما منتظم اللآلىء بصباياه وشبابه،وصفا المودّة بين مشاركيه دائم السّخاء والعطاء كما الأغصان المثمرة..؟؟!!

الصديق: حيدر حيدر

سلمية في /28/6/2011/