حيدر محمود حيدر
ذهبي
عدد الرسائل : 320
تاريخ التسجيل : 13/11/2008
 | موضوع: من وحي المسير الرّياضي الثاني إلى جبل عين الزرقاء الحراجي ...  27/8/2011, 6:51 am | |
|
من وحي المسير الرّياضي الثاني إلى جبل عين الزرقاء الحراجي
*******************************************
أولا: تحيّة إلى محمد الماغوط من أصدقاء المسير الرّياضي.
************************************* الأديب والشاعر والمسرحي الرّاحل محمد الماغوط..**************************************
تحيّة من(صبايا وشباب)المسير الرّياضي لهذا الأسبوع إلى الشاعر الرّاحل محمد الماغوط الذي ذكرّني وقع خطواتهم على دروب مسير
اليوم إلى( شميميس وجبل عين الزرقاء) بخطوات شاعرنا عندما كان صغيراً يصعد إلى ذرا قلعة شميمس رمز الإباء والعزة لمدينتنا الحبيبة سلمية.
************************************ أصدقاء المسير يحثون الخطا على دروب المسير نحو قلعة شميميس التاريخية..!!************************************
ولقد قلت من موضوع كتبته تحت عنوان(في ذكرى رحيل الماغوط) مايلي:اليوم نعبّر في ذكرى رحيله عن محبّتنا له، ونقول :عدت إلينا ايّها الحلم السّعيد القصير،الذي حلمت به مدينتك الحبيبة سلمية،حلمت بابنها البّار وهو يعود، فضمّته بين ذراعيها،ورشّت عليه من عطر الحبق الذي عشقه ،وضمختّه برائحة الزيزفون،والشيح،ولفّت جثمانه بعباءة من شقائق النعمان ونحن نعلم أنّ رحيلك عنّا، وعن حلمنا القصير،كان جسداً،ولكنّه باق فينا فكراً وثقافة وأصالة،باق ومتجّذر في تربة سلمية، على ضفاف السّواقي، كجذور شجرة صفصاف،أفنانها الغضّة تروى من أقنيتها التي كان عددها بعدد أيّام السّنة ،وأوراقها الخضراء مازالت تورق حضارة وتراثاً على روابي:(5) جبل الخضر، وعين الزرقاء وأبي زيد، وفوق ذروة أمّ القلاع(شميميس)،
**************************************** قلعة شميميس تتربّع فوق ذرا المجد والسّؤد من تاريخ سلمية وحضارتها..****************************************
التي طالما صعدت إليها وأنت طفل صغير حافي القدمين،ولكنّها الآن ومن بعيد ترنو إلى رمسك،وتناجيك ياخالداً في ذاكرتها،ونائماّ بين حدقات عينيها..وموجوداً كما كنت تدرج على سفوح منحدرها،وتغنّي موّالك البدوي المستمّد من ظلال البلعاس،والمضمّخ بعطر رياحينه ووروده.
واليوم وعلى وقع خطا الماغوط في مسير رحلته الطفولية والشبابية، يسير أصدقاء المسير والأمل يحدوهم أن يلحقوا به وبنبوغه..!! و تربة سلمية الخصبة، و عظمتها كونها الأم الرؤوم التي تضم تحت جناحيها مثل هذه الحشود من جيل الشباب الطموح للغد، ولواقع أفضل وأجمل، وهذا الأمر ليس بغريب عليها فدائماً بلدنا ينجب العظماء أمثال الماغوط..وغيره، وإن يكن الماغوط فارقنا جسدا، غير أنّه بقي فينا روحا وفكرا وأدبا، وتجسّد بقاؤه في حماس ووثبة هذه الجموع الغفيرة من صبايا وشباب سلمية أصدقاء مسير هذا الأسبوع وكلّ أسبوع. وهذا نموذج من أدب الماغوط الذي يواكب الأحداث التي تمرّ بها الأوطان هذه الأيّام،يقول أحد النّقاد(1):في الحقيقةكان الماغوط في (العصفور الأحدب) قائداً يسير خلفه جيش مهترئ، منكوب أرمد. لذا ارتدّ القائدفي (المهرّج ) وفضح تلك المخازي.) : (لا ، أفلست أنا من جابه الجلادين و الطغاة والعرابين بصدره العاري صارخاً كمؤذن مجرّح الصوت لا للسلفية، لا للتابو، لا للنفاق لاللبؤس، لا لذل الحاجة و الفقر، لا للركوع، لا لترنح الأجساد على أعواد المشانق، لالتذويب الأجساد بالأسيد، لا لعلب الليل، لا لعمالة الطفولة، لا للعبث بالأرض و الطبيعة،لا لتحويل البحار و الأنهار إلى مكب للنفايات، لا لمصادرة حريات الشعوب، لا لعصرالجواري و السبايا و الإماء ،لا لكنس الشوارب و شطف الدماء كل يوم في المعتقلات،لتسقط كل الحضارات أمام طفل يفغر فاهه لقطرة من الحليب ).
ثانياً: الوصف العام:
انطلق مسير اليوم من أمام مقرّ جمعيّة أصدقاء سلمية عند السادسة صباحاً، ولأنّ عدد المشاركين في مسير اليوم كان كبيراً،فقد عادت الحافلة لنقلهم على دفعتين،وعندما درج الأصدقاء على دروب المسير اليوم متجهين إلى قلعة شميميس، سرعان ماانعطفوا غرباً قبل أن يبلغوها،ثم توجهوا جنوباً صاعدين إلى سفوح جبل عين الزرقاء،
***************************************** أصدقاء المسير بأعدادهم الغفيرة ، يتوجهون نحو قمة جبل عين الزرقاء الحراجي ..**************************************
ثم التفوا حوله مرتقين إلى قمته من الجهة الغربيّة حيث الإطلالة الجميلة على سلسلة جبال العلاة، وسهل المزيرعة الممتد حتى بلدة تلدرة غرباً،
وكلّها مناظر خلابة تفتن النّاظر وتريح النّفس،يقول الشاعر العراقي معروف الرّصافي في وصف مناظر تشبهها:
وتمتلئ العيون به ابتهاجاً == إذا نظرت وتنشرح القلوب
تروق الناظرين بجانبيه == مناظر دونها العجب العجيب
وفوق ربا هذاالجبل، وتحت الظلال المورفة لأشجار الصنوبر،كانت محطة استراحة الأصدقاء التي تزخر دوماً بالتعارف بين الشباب ،وهم يحتسون كؤوس المتة، والتي ترمز أيضاً إلى كؤوس المودة والمحبّة والاندماج بين مختلف أجناس وفئات المسير،ولسان حالهم يتحدّث بلسان شاعرنا(الشريف الرّضي )الذي يفضل المسير على المقام لأنّ فيه تحقيق للغايات إذا ماصبر على بلوغ الشدائد:
يُغَلِّبنَ البِعادَ عَلى التَداني == وَيُؤثِرنَ المَسيرَ عَلى المَقامِ
وَلي أَمَلٌ أَطَلتُ الصَبرَ فيهِ == لَوَ أَنَّ الصَبرَ يَنقَعُ مِن أُوامي
وفي استراحة اليوم كان للصديق (أبو راتب) جلسة مصارحة ومكاشفة عن آراء المشاركين حول مسير اليوم..!!
***************************************** الصديق (أبو راتب) مشرف المسير، يتعرّف على آراء الأصدقاء في مجريات مسير اليوم ،وفي خطة تنفيذه وأهدافه..!!******************************************
ولقد أبدى الأصدقاء بوجهات نظرهم بكلّ وضوح، وصراحة، وشفافية،منتقدين قلّة التنظيم،وعدم تقسيم المشاركين إلى مجموعات مع ضرورة تعيين مشرف لكلّ مجموعة حتى يسهل التعارف بين كلّ الأصدقاء وبالتالي يسهل ضبط النّظام في حركة المسير وحركة توجهه نحو أهدافه التي تتجسّد برأي:بأهداف رياضية، واجتماعية، وثقافية،يجب أن يحققها المسير حتى ولو كانت دروبه قصيرة..!!ولقد تحدّث الأصدقاء مشكورين،وكذلك مشرف المسير عن ضرورة تحقيق هذه الأهداف بأساليب تعتمد كما ذكرت على بيان الرأي والنّقد لإيجابيات المسير وسلبيات تنفيذه على أرض الواقع والطبيعة..!!
ثالثاً:حوارجاد وهام على دروب المسير..!!
لقد رافقت في مسير اليوم عدداً من الأصدقاء،بدأ حواري معهم عن بعض الأشخاص الموهوبين الذي يملكون حدساً في التنجيم والحسابات الرقمية التي تنبىء عن كشف أمور خاصة ومحدّدة في حيات الآخرين،ثمّ تشعب الحوار ليشمل التخصّص في العلوم الحديثة، والإشادة بعظمة أولئك الذي يصرفون حياتهم في البحث والتنقيب لاكتشاف دواء،أو اختراع، يفيدون به أبناء البشرية،وبين أناس يسخّرون قدراتهم للشرّ وتدمير البشرية، بما يرسلون من أفكار هدّامة، وحروب ،وعقائد ليس فيها إلا نسف جدار مابناه الخيّرون الفاضلون غيرهم.. وخلص الحوار إلى التمييز مابين الفريقين، فشتان بين من يخدم البشرية، وبين ما يهدّمها، ويقتلها..!!
وللشاعر أحمد شوقي وجهة نظر في الخير والشرّ أعرضها على مسامعكم لعلّ فيها منفعة وموعظة:
ما تَصنَعِ اليَومَ مِن خَيرٍ تَجِدهُ غَداً == الخَيرُ وَالشَرُّ مِثقالٌ بِمِثقالِ
رابعاً:نشاطات... وأمنيات طيّبة في نهاية المسير.
وفي نهاية مسير اليوم ،وكما في كلّ مسير نفذ الأصدقاء بعض الألعاب الرّياضية الفنيّة،كما صخبوا واطلقوا العنان لحناجرهم بالغناء والفرح والمرح.
******************************************* أصدقاء المسير ينفذون بعض ألعابهم الرياضية الفنيّة..وسط الغابة.*******************************************
حقاً ايّها المسير أنت واحة يستريح فيها الشباب من عناء مايواجه حياتهم من متاعب،ومتنزّه يفرّ ج كرب النفوس عمّا يعترض دروبهم من عثرات وأحزان..!!وقد عبّرالشاعر حافظ ابراهيم حاضاً على النزهة معبّراً عن فائدتها بقوله:
أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا == وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما
وَأَقيموا كُلَّ عامٍ مَوسِماً == يُشبِعُ الأَيتامَ مِنّا وَالأَيامى
دمت أيّها المسير في وهاد ومهاد سلمية، فأنت تشفي علل السّقيم،ودام إليك صباياك وشبابك ، وهم ينفذونه بشكل منضبط ومنظم يحقّق للمسير أهدافه النّبيلة ،ويسمو بعلياء مدينتنا، ورفعتها ،رياضةً، وثقافةً،وسؤدداً.
ملاحظة(1): سعاد رحّال
الكاتب : حيدر حيدر
سلمية في /27/8/2011/
| |
|
