من وحي المسير الرّياضي إلى سفوح جبل عين الزرقاء الحراجي..!!

ذهبي عدد الرسائل : 320 تاريخ التسجيل : 13/11/2008

من وحي المسير الرّياضي إلى سفوح جبل عين الزرقاء الحراجي..!!
*******************************************
الوصف العام ومراحل المسير..!!
أولا:المسير الرياضي مسير شبابي..!!
مسيرنا الرّياضي لهذا الأسبوع مسير شبابي بامتياز،لأنّ معظم المشاركين فيه من فئة الشباب الذين زاد عددهم عن مائة وستين شاباًَ وصبيّة من مختلف الأعمار،وبمستويات مختلفة من المراحل التعليمية بدءاً من الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، وحتى المرحلة الجامعيّة،والشباب بما لديهم من طاقات وجلد، يملكون القدرة على تحمّل السّير على دروب المسير الشاقة لهذا الأسبوع..!!
وفي نضارة الشباب، ورقيق وجدهم يقول الشاعر(إبراهيم أطيمش):
يا مروي الخد من ماء الشباب أما == ترق للوامق الادي فترويه
ويا جني اللما دبت لتلسبني == عقارب الصدغ لما رحت أجنيه
ورد الشقيق بروض الخد منك زها == كما بثغرك قد راقت أقاحيه
لا أستطيع خفاء الوجد من كلفي == وكيف يخفى وقاني الدمع بيديه
وفي صلابة الشباب يقول الشاعر (أحمد محرّم):
وإذا الشّبابُ رمى الأمور بعزمِه == عَنَتِ الصِّعابُ وخفّتِ الأثقالُ
ثانياً:المرحلة الأولى انطلاقة المسير باكراً..!!
انطلق مسيرنا وكما هو المعتاد في هذه الأيام على الساعة السادسة والنّصف من أمام مقر الجمعيّة، حيث حملت الحافلات حشود المسير الغفيرة وألقت بنا على السفوح الجنوبية الشرقية لجبل عين الزرقاء الحراجي..!!
***********************************************

مع إطلالة أشعة شمس الصباح، بدأت حشود المسير الغفيرة، أولى خطوات مسيرها الرّياضي لهذا اليوم بدءاً من السّفوح الجنوبية الشرقية لجبل عين الزرقاء الحراجي..!!
***********************************************
ثالثاً:التعريف بـ (جبل عين الزرقاء) وبعض أوابد مدينة سلمية..!!
هذا الجبل الأغرّ الذي يمثل لأبناء مدينتي الفقراء منتجعاً سياحياً، ومتنفساً للرحلات والنّزهات أيام العطل الرّسمية،لأنّ مدينتنا الشبه صحراوية ، وبكلّ بساطة، زرعت على تخوم البادية التي لايفصلها عنها إلا محميّة جبل البلعاس الشهيرة قديماً بأحراجها، وأوابدها الأثرية،وطريقاً للقوافل التجارية بين مملكة تدمر، وإمارتي حلب وأنطاكية في فترة تاريخية وحضارية سابقة..!!
*************************************************

مشهد من روابي جبل عين الزرقاء الشمالية، و منظر أشجار غابته الكثيفة..!!
*************************************************
وبين شعاب هذا الجبل المتعدّدة، المزروعة بأشجار صناعية من الصنوبر، والسرو، والكينا وحتى أشجار البطم التي يشتهر بها جبل البلعاس، يمارس هواة الرّياضة، رياضة المشي منذ الصباح الباكر، وأنا ممّن يصعد باكراً إلى ذروة هذا الجبل الأشم ثلاث مرات في الأسبوع، ولقد اعتدت على تنفيذ هذا التمرين الرّياضي الشاق مع مجموعة من الأصدقاء منذ زمن بعيد...!!
رابعاً:المرحلة الثانية:السّير في دروب جبلية أفعوانية ملتفة ..!!
واليوم يتابع أصدقاء المسير تنفيذ مسيرهم الرّياضي الأسبوعي على سفوح هذا الجبل وفي طرق جبلية أفعوانية ملتفة حول كافة جهاته..!! والناظر من مسطحات هذه السفوح الشرقية يرى مدينة سلمية من بعيد،وهي ترقد في سهل منبسط شاسع ،تلفها عند الصباح ملاءة ضبابية شفافة...
**********************************************

سلمية عروس البادية تستيقظ من رقادها مع أولى خيوط نور الصباح..!!
**********************************************
وعندما تسطع شمس الصباح الخريفية على ربا هذا الجبل،تسفر سلمية عن وجهها النيّر المشرق،وترسل مع أشعة الشروق ابتسامة محبّة،ورسالة هوى وعشق لصبايا وشباب المسير الذين بدؤوا يدرجون على دروبه زرافات ووحدانا،فتراهم تارة يصعدون إلى ذروة الجبل المكلّلة بالخضرة والجمال ..
***********************************************

مواكب المسير ترتقي صعودا أدراج الجبل المعرّشة بالخضرة والجمال..!!
************************************************

طرق جبلية مفروشة بالخضرة والجمال، يدرج الأصدقاء في مسيرهم تحت أشجارها الوارفة الظلال ،والمصطفة على جانبيها بدقة وانتظام..!!
*************************************************

وتارة يهبطون إلى أدنى سفوحه المتعرجة تظلّلهم أشجاره الخضراء الوارفة الظلال،وتحجب عنهم أشعة الشمس الخريفية الحارة عملا بالمثل الشعبي الذي يقولبين تشرين... وتشرين قيظ ثانٍ..!!).
*************************************************

الأصدقاء يمشون في رتل مسيري منتظم، بمحاذاة سفوح الجبل الشمالية المنحدرة من أعالي القمة فيه..!!
*************************************************
خامساً:شميمس:رمز من رموز الحضارة والأمجاد في هذه المنطقة العامرة بالأمجاد والحضارات..!!
ومن أعلى هذه السّفوح،ومن بين فجوات تشابك أغصان الأشجار الخضراء، تطلّ علينا (أم القلاع)شميميس،وهي تتربّع على عرش من العظمة والجمال والأمجاد..!!
*************************************************

شميميس..وقد أطلّت بخفر وحياء على أصدقاء المسير، من خلال فجوة صنعها تشابك أغصان أشجار الصنوبر الخضراء الظليلة ..!!
*************************************************
شميمس التي اختصرت ببقايا أطلالها الدارسة تاريخاً حضارياً مشرفاً عرفته هذه المنطقة، يصل في صفائه الفكري والفلسفي إلى إخوان الصفا،وتنهل مناهله الأدبيّة من موسوعة المتنبي، وأبي العلاء المعري، والجاحظ، وغيرهم من عباقرة الأدب العربي عبر مراحل تطوره المختلفة الأطر والألوان، لرموز العبقريات الشعرية والنثرية في أدبنا العربي...!!
وفي ذلك المعنى يشير الشاعر العباسي(أبو تمام)إلى الذخائر الشعرية،والكنوز التراثية في أدبنا العربي:
مَلاحِمُ مِن لُبابِ الشِعرِ تُنسي == قِراةَ أَبيكَ كُتبَ أَبي قَبيلِ
وإلى ذلك يشير الشاعر( أبو حيان الأندلسي) في مديح ممدوحه معبّراً عن قطوف أيكة علوم العرب، و تنوع آدابهم، وغنى معانيهم:
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد == جَناها مَتى ما شاءَ يَهمِ وَيَقطِفِ
تنوَّعَ في الآدابِ يُبدي معانيا == يُعبِّر عَنها بِالكَلام المُثَقَّفِ
شميمس أيتها الصبية الحسناء..!! ذات الضفائر الذهبية المجدولة من سنابل قمح بلادي،وذات العيون العسلية الصافية كصفاء مياه عين الزرقاء التي كانت تسقي بمياهها الثرّة منخفض مابين الجبال، وتروي واديه المزروع باللوز، والعسل المصفى ،خوابي شرابه أسكرت عشاق الماضي بخمرة العشق من قيس وليلاه.. وحتى ابن زيدون وولادة وغيرهما من أساطين الحبّ والغرام..!! وهي اليوم تسكر صبايا وشباب المسير بهمسات الصباح النّدية،وضحكات يجلجل صداها بين شعاب الجبل، وفي أرجاء الغابة الورقاء الظليلة..!!
شميمس أيتها الصبية الحسناء الجميلة.. لقد غبت عنّا في هذا المسير،ولم نحظ بلقائك السعيد..!!حيث كنت تفتحين ذراعيك لتحضني وتعانقي أصدقاء المسير، وهم يمرّون بالقرب منك، أو يرتقون ذراك الشامخة..!!ولكن...!! وإن أفل نجمك عنّا شكلاً. وجسداً..!!فأفئدتنا تعانق ذراك المشرئبة، وضفائرك الذهبية المنسوجة من سنابل قمح بلادي، والمرسلة دوماً نحو الجمال..!! والعلا ،والحضارة والمجد..!!
ومن أدب الحنين والشوق إلى من نحبّهم بشغف ،ثم نبتعد عنهم بين الفينة والأخرى مكرهين..!! يقول الشاعر(الملك الأمجد)وهو من ملوك الدولة الأيوبية:
يُؤرَّقُني حنينٌ وادكارُ == وقد خلتِ المرابعُ والديارُ
تناءى الظاعنونَ ولي فؤادٌ == يسيرُ مع الهوادجِ حيث ساروا
حنينٌ مثلَما شاءَ التنائي == وشوقٌ كلَّما بَعُدَ المزارُ
وليلٌ بعدَ بينهمُ طويلٌ == فأين مضتْ لياليَّ القِصارُ
فيالك من شاعر أيّها (الملك الأمجد)..!!فشعرك يثير العواطف، ويهيّج الأشجان..!!
شميميس..!! ستبقين رمزاًً من رموز حضارة الآباء والأجداد،ولا نذيع سرّاً إذا ماقلنا:إنّ أصدقاء المسير الرياضي في جمعية أصدقاء سلمية من الصبايا والشباب، تعاهدوا اليوم فيما بينهم، على أن يكون مستقبل الوطن مشرقا،ورايات الحرية والإباء والأمجاد ترفرف فوق روابيه، كما كان تاريخك أبيّاً، عظيماً، مجيداً.. في عهودك الغابرة...!!
سادساً:المحطة الأخيرة: الاستراحة وما فيها من حوارات هادفة، ومن فعاليات ونشاطات متنوعة...!!
1ـ حوارات هادفة على دروب المسير..!!
وعلى دروب مسير اليوم رافقتني إحدى الصديقات النشيطات في جمعية أصدقاء سلمية،وهي قبل أن تكون صديقة في الجمعيّة، زميلة من زميلات مهنة التعليم التي أحترم كوادرها، وشموعها النيّرة التي لاتريد لجمعيتنا، ولمدينتنا، ولهذا الوطن المعطاء الخيّر، إلا أن يكونوا جميعاً من أجمل وأغنى، الجمعيات الأهلية، والمدن، والبلدان..!!
ودار حوارنا الهادف أولا:حول نشاطات بعض الجمعيات الأهلية ومنها جمعية(روّاد البيئة في دمشق)،وقد تحدُت الصديقة بإسهاب عن نشاط هذه الجمعيّة التي كانت بامتياز صديقة للبيئة من خلال المسير الطويل الذي كان أعضاؤها ينفذونه في ربوع الوطن،وتمنّت صديقتنا لمسيرنا الرياضي أن تتوسّع نشاطاته،وأن يعمل الأصدقاء المشرفون على ضبط أطره، وتنظيمه بشكل يخدم أهداف جمعيتنا في مختلف الميادين الاجتماعية، والثقافية،وأن تستغل طاقات الشباب، وكوادره المشتركة في المسير، في تفعيل دور الجمعية الرائد على كافة المستويات الثقافية، والبيئية، والاجتماعية، ليرقى ذلك العمل التشاركي، التعدّدي المشارب والمناهل إلى إنجاح تجربة العمل الأهلي من خلال تفعيل كلّ اللجان في الجمعيّة وعلى رأسها اللجنة الثقافية التي استعرضت مع الصديقة أسباب فشل برامجها في الماضي وصولاً إلى وقف نشاطاتها حالياً،ورأت الصديقة ضرورة التعاون للإقلاع بعملها ونشاطها من جديد، انطلاقاً من أنّ المسير الطويل والناجح يبدأ بخطوة..ورأيت من جانبي ضرورة الإقلاع بعمل هذه اللجنة بعيداً عن النظم الإدارية الخشبية، والقوالب الفكرية الجامدة،وعلى أسس ديمقراطية، وبرامج ثقافية متنوعة، تعكس ظروف هذه المرحلة، وتلبي حاجاتها ومتطلباتها، وتردّ على كافة التساؤلات والانطباعات وخاصة ماتفيض به مخيلات شبابنا من آمال وأحلام..!!وهذا هو بالضبط التصوّر، والمقياس الدقيق الذي أعطته الصديقة لنجاح أي عمل أو نشاط ثقافي، أو بيئي..تريد اللجنة أن تضعه كبرنامج عمل للمشاركات الثقافية في المرحلة الرّاهنة ، ويكون له جمهوره الواسع من داخل الجمعيّة، وخارجها،ولقد وافقتني الصديقة ،والزميلة على كلّ التصورات المستقبلية لعمل اللجنة الثقافية في جمعيّة أصدقاء سلمية دون حرج أو مجاملة،و اتفقنا على أن ّ العبرة دائماً بالأعمال لا بالأقوال...!! خدمة لمدينتنا (سلمية)..!!
وفي هذا المعنى يقول الشاعر(أحمد شوقي)موجهاً خطابه إلى عروس البحر(الإسكندرية)،ونحن بدورنا نوجهه إلى عروس البادية (سلمية)،مدينة الفكر والثقافة(سلمية):
فَخُذي كَأَمسِ مِنَ الثَقافَةِ زينَةً == وَتَجَمَّلي بِشَبابِكِ النُجَباءِ
وَتَقَلَّدي لُغَةَ الكِتابِ فَإِنَّها == حَجَرُ البِناءِ وَعُدَّةُ الإِنشاءِ
2ـ مرحلة الاستراحة... ونشاطاتها المتنوعة..!!
وبعد مسير على الأقدام استمرّ لأكثر من ساعتين في منعطفات جبل عين الزرقاء ،وتحت أشجار الغابة الوارفة الظلال،وصل الأصدقاء إلى المرحلة الأخيرة من المسير،وتتمثّل في محطتهم الأخيرة بعدة نشاطات أولّها طبعاً هو الاستراحة من عناء المسير، واحتساء كؤوس المتة الشراب المفضل عند الأصدقاء بعد بذلهم هذا الجهد الشاق،ثم التواصل الاجتماعي من خلال حلقات التعارف والترفيه والغناء التي يباشر الأصدقاء بتنفيذها فور جلوسهم على الأرض تحت ظلال أشجار الغابة في أجواء أسروية حميمة من الصداقة الخالصة، والمحبّة، والصفاء...!!
*************************************************

حلقات الأصدقاء كطوق من الماس واللآليء الفريدة،في استراحة مخملية يتناول خلالها الشباب الأحاديث والدردشات المسليّة،والنشاطات الترفيهية، ويحتسون بارتياح كؤوس المتة مشروبهم المفضل في المسير الرياضي..!!
*************************************************
وفي أجواء صخب لاتشوبها شائبة، ولا يعكر صفوها كدر..!!ثم يكمل الأصدقاء مسيرهم الرياضي بممارسة بعض النشاطات الرّياضية كلعبهم الجماعي بكرة الطائرة التي صنعوا لها بإمكاناتهم البسيطة، ملعباً بين الأشجار..!!
*************************************************

صنع الأصدقاء بين ظلال الأشجار، ملعباً لكرة الطائرة،وهم يلهون، ويلعبون ويقضون أسعد الأوقات..في استراحة المسير الرياضي فهنيئاً لهم مرحهم
وسعادتهم ..!!
*************************************************
واللعب كذلك بمضارب الرّيشة وغيرها من الألعاب الجماعية التي يشارك فيها معظم صبايا وشباب المسير،ولم يمكن لنا أن ننسى ضحكات الأصدقاء المجلجلة، التي كان يتردّد صداها في أرجاء الغابة، يرافقها التقاط الأصدقاء الصور التذكارية لبعضهم البعض، وكذلك أفراح حلقات الرقص، والغناء من حولنا..و في الحقيقة كلّ ذلك يعبّر عن أجواء فرح وابتهاج وكأنّك تحضر عرساً حقيقياً من أعراس المسير بين أحضان الطبيعة الساحرة..ً!!يقول الشاعر اللبناني(الياس أبو شبكة):
وَأَقبَلَ نُوّارُ عُرسُ الطَبيعَةِ == يَضحَكُ في وَرَقاتٍ الشَجَر
يُدَغدِغُ بِالطَلِّ عُشبَ الحُقولِ == وَيطبع أَلوانه في الزَهَر
اللهم زد في أفراح المسير..!!وأدم هذه الأجواء الحميمة بين أصدقائنا على دروبه المتوالية، والذي ختمه مشرف المسير صديقنا ( أبو راتب ) مشكورا ...
*************************************************

في نهاية المسير افترش الأصدقاء أرض الغابة بساطاً لهم بينما أخذ الصديق(أبو راتب) يقوم بتوجيه بعض الملاحظات والاقتراحات التي تهمّ تنظيم قواعد المسير وانضباطه..بينما أخذ بقية المشرفين المتطوعين(مشكورين)يساعدونه في عمله..!!
*************************************************
بتوجيه بعض الملاحظات التي نرجو من جميع من حضروا مسير اليوم أن يتفادوها مستقبلا، وكذلك أن يوصوا الآخرين مستقبلاً بالتقيّد بتعليمات وآداب المسير، الذي نرجو له مزيداً من التقدّم والنجاحات على دروبه الكثيرة والجميلة، خدمة لشبابنا، ولمدينتنا، ومن ثم وطننا الغالي على قلوبنا جميعاً..!!
3 ـ الخاتمة:
وأما مسك الختام، وهو ما أريد أن أنهي به موضوعي الأسبوعي (من وحي المسير الرياضي) ، ويتجلّى بتوضيح ذلك الانطباع العذب الجميل الذي أبدته بعض المشاركات الشابات بشأن مسير اليوم..!!
إذ أجابت إحداهنّ على سؤالي:هل أعجبك المسير..؟؟ نعم أعجبني ..إنه جميل..ولكنّه طويل..!!وأجابت أخرى:إنّه حقاً جميل..!!ولكن...!! لو يطيلون فترة المشي فيه ..!!
فهل أعجبك جوابهن ..صديقي العزيز..!! حقاً...، إنّ لله في خلقه شؤون...!!

الكاتب: الصديق: حيدر حيدر
سلمية في /23/11/2011/