جمعية أصدقاء سلمية تستعيد السينما

جريدة الثورة - أيدا المولى

زمن أبله هذا الذي حول مسار الثقافة واهتمامات الناس من مبادرين ومتشوقين لصناعة ثقافية جديدة ترقى نحو آفاق متطورة إلى مراقبين لثقافة الدم ومشدوهين بثقافة القتل والرصاص.

كانت السينما إحدى أبرز الاهتمامات لصناعة ذاكرة ثقافية تعج بالمفردات والمواقف وتشكل الذاكرة الفنية لدى الناس إلى جانب الكتاب والمسرح وكانت جمعية أصدقاء سلمية قد بدأت في العام الماضي في مثل هذه الأيام بتقديم ورقة عن اهتمامها وأعمالها فدعت النقاد والمخرجين السوريين للمشاركة في نشاط «أيام السينما السورية» لكن الظروف التي تمر بها البلاد منعتها من اكمال مشروعها.‏

الدكتور محمد صادق الدبيات رئيس جمعية أصدقاء سلمية يقول: تشجيعاً لإعادة إحياء السينما في سلمية فقد بدأت مجموعة من الشباب المحب لهذا الفن بتشكيل ناد سينمائي ضمن نطاق الجمعية بعد أن كان يعرض كل أسبوعين فيلماً مميزاً من الأفلام التي نالت أوسكارات عالمية وحققت رؤية جماهيرية واسعة حقق هذا النادي نجاحه الأول باستقطاب الشباب للتزود برؤى سينمائية وتوسيع آفاقهم الثقافية ودعوتهم إلى الوصول إلى عمق السينما من خلال الأفلام والندوات التي تحكي ذاكرة الشعوب ويلفت الدكتور الدبيات إلى أن السينما بدأت في السلمية منذ عام 1942 وبات الناس يعرفها وشكلت عبر صالتها التي مازالت حية في ذاكرة الجيل حتى يومنا هذا ثقافة تختلف عن ثقافة الفضائيات.‏

وهي أي الصالة السينمائية هي المكان الثقافي الأول الذي ربط أبناء البلدة بالعالم الخارجي إلى أن تقلص دورها وبدأت بالتراجع منذ 1984 بعد أن تعطلت أجهزتها وتوقفت عن الحياة ونسي الناس أن يزوروها صباح العيد وكأنها كانت أحد المقربين جداً لقلوبهم.‏

لكن السينما لاتموت لمجرد موت أجهزتها وهاهي تعود وبقوة إلى الساحة الثقافية من جديد ومازال الشباب يضخ فيها الحياة إلى أن تعود لسابق عهدها.. واليوم كما يقول رئيس الجمعية سوف يتم تكريم خريجي دورة تعليمية في كيفية كتابة السيناريو حيث يندرج مشروع تعلم كتابة السيناريو ضمن نشاط مهم في الجمعية وهو النادي السينمائي, والسينما هي نافذة على العالم وتعتبر هذه الدورة من ضمن خطة الجمعية خاصة في هذه الفترة التي اقتصرت أعمالها على البرامج التثقيفية ودورات صقل القدرات البشرية.‏

وقد انضم إلى الدورة عدد من الشباب بسويات مختلفة عمرياً وثقافياً ولكن يجمعهم الحب لهذا الفن الجميل وحيث يقول حيان جمول وهو طالب جامعي: قدمت لي الدورة المادة الأساسية التي استند إليها لدخول عالم الصورة السحرية وأتاحت لي المجال لأتعرف على كيفية صناعة الدراما المرئية سينمائياً وتلفزيونياً.‏

الدكتور الصيدلاني ميرزا الأمير ميرزا: يرى في دخوله هذه الدورة مناسبة لاستكمال حلمه ويقول يجب ألا نبقى في الأحلام ومشروع هذه الدورة قائم على تحقيق أحلامنا وهي خطوة في تحقيق العمل الجاد والمثمر في مجتمعنا وشعرت أنها من الممكن أن تقارب اهتماماتي الأدبية.‏

بالرغم من أن العمر بدأ يدق عقده السادس في حياة الاستاذ منذر كلول إلاأنه مصر على التزود بكل مايمكن أن يدعم موهبته في الكتابة ويقول: إن السيناريو عالم أدبي مستقل يجب الدخول في سراديبه وأحلام النزال إحدى المشاركات في الدورة أعجبها التقاء ثلاثة أجيال في الدورة تتلقى معلومة واحدة وهذا ماعنى لها الكثير في تكوين رؤية حول الفن السابع ورغبة الجميع في الاستزادة منه.‏

أما المسرحي مصطفى الشيحاوي فيقول: واقع سلمية غني بالمعنى الثقافي وخاصة في المجال الإبداعي الأدبي والسيناريو هو المكان الذي يحول القيمة الأدبية التي يمكن أن تحاكي شيئاً من الصورة المتخيلة ويتابع: نحن في عصر ثقافة الصورة والتي باتت أهم من ثقافة الكلمة المجردة أوالتواصل الشفهي وبالتالي فإن العمل على ثقافة الصورة يلزمها تقنيات ومهارات وخبرات.‏

ولابد من إعداد الخطة أو المشروع لإنتاج مجموعات عمل تبدع الصورة الجديدة ويعتقد الشيحاوي أن هناك تحديات أمام هذا المشروع.‏

ماذا قدمت الدورة؟‏

عمل محمد القصير مديراً للدورة ومحاضراً فيها ويقول: أقيمت الدورة على مدى سبع جلسات أربع منها نظري تم شرح الأساليب المختلفة لبناء القالب القصصي - بناء السيناريو ونصائح في كتابته ومصادره وتمارين في كتابته أما الجلسات العملية فكانت عبارة عن إعطاء المشاركين قصة معينة تدربوا من خلالها على كيفية معالجتها سينمائياً.‏

ويشير القصير بوجود الرغبة لدى المشاركين لتأسيس ورشة لكتابة السيناريو ويضيف: بدايتنا في النادي السينمائي كانت سينما، ومن ثم عروض سينمائية منتقاة بعناية واليوم نبدأ بتحضير الإنسان كي يكون فاعلاً في هذا المجال ولانريد للجميع أن يبقوا متفرجين مندهشين باستمتاع نريد أن ندخل غمار هذه اللعبة والكل يعي حقيقة التصدي لمثل هذا الفن ولاتنقصهم الموهبة ولا المخيلة الضرورية لإنتاج الأعمال الجيدة.‏

ويشكر مدير الدورة مشاركة الفنان محمد خير أبو حسون والدور الكبير في تحفيز هذه المجموعة على الاهتمام بهذا الجانب الأدبي التقني والذي أبدى استعداده لتقديم كل مايلزم لإتمام فكرة بناء ورشة سيناريو في مدينة سلمية.‏