"الدردار".. وجبة البراري في مطابخ الريف

تمنح الطبيعة للإنسان نباتات برية متنوعة باتت تشكل وجبات غذائية غنية له، بعضها موسمي وبعضها بات متوافراً على مدار السنة بعد العمل على نقله من الإنبات التلقائي إلى الحالة الزراعية، فكان لا يكلف نساء القرية إلا جولة "تسليق"، في حين بات اليوم لا يبارح أسواق الخضار، ومنها نبتة "الدردار" البرية، التي يضعها كثيرون في مدينة "سلمية" في قائمة أكلاتهم المفضلة.

"الدردار".. وجبة البراري في مطابخ الريف YYD31

نبتة الدردار

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 10/12/2012 التقت السيد "عبد الكريم الشعار" وهو خبير أعشاب ليحدثنا عن عشبة "الدردار" بالقول: «هي عشبة برية تنمو في الشتاء وحدها فنجدها بين الزرع، وتجنى في الربيع، تتألف من ضلوع وأوراق خضراء اللون متفرعة الشكل، وتمتد بشكل طولاني، تشبه الخس الافرنجي، وتشبه أيضاً نبتة الهندباء ولكنها أطول وأرفع، الآن ومنذ حوالي سنتين أو ثلاث سنوات بدأ الفلاحون يزرعون هذه النبتة، فقليلاً ما ينقطع خلال أيام السنة».

وعن فوائد هذه العشبة يتابع بالقول: «عشبة "الدردار" مفيدة جداً فهي تحتوي على معادن متعددة ومفيدة منها المغنزيوم والحديد، فضلاً عن أنه ينقي الدم، وينشط الكبد، ويفيد بتحسين عملية الهضم».

في ريف "سلمية" كانت النساء منذ حوالي 15 سنة وأكثر تخرجن ليجمعن هذه النباتات البرية في يوم دافئ ومشمس كان يسمى "يوم التسليق"، السيدة "اكتمال هاشم" وهي ربة منزل، تقول: «لم يكن أحد يشتري هذه النباتات، فهي موجودة ومتوافرة للجميع، فيجمع كل فرد حوالي 20 إلى 25 كيلو غراماً من مختلف النباتات كـ "الدردار" و"الخبيزة" و"البلاغصون" و"السلبين" و"الكماية" و"اللوف" و"الفطر" أحياناً، أما الآن فنقوم بشراء هذه النباتات».

"الدردار".. وجبة البراري في مطابخ الريف 0RnE2

"الدردار" أكلة شعبية وشائعة في "سلمية" ولأن طعم هذه العشبة مر المذاق فلا تؤكل مع سلطات الخضر بل تؤكل مطبوخة، وعن طريقة طبخها تشير بالقول: «يتم تنظيف العشبة وغسلها من الطين، ثم تقطيعها، لنقوم بسلقها أي نضعها بالماء الفاتر حتى تصبح

طرية يمكن أكلها بسهولة، وللتخلص من مرارتها، بعدها نصفي "الدردار" من الماء وفي هذه الأثناء نكون قد قطعنا بعضاً من فصوص الثوم ونضعها مع الزيت قليلاً، ونضيف الدردار لمدة قليلة من الوقت لا تتجاوز عشر دقائق، ثم نضيف عصير الليمون حسب الرغبة وتقدم باردة أو ساخنة».

يحب بعض الذواقين أن يأكلوا "الدردار" بطريقة مختلفة ذات طعم مختلف ولذيذ، وهنا تضيف: «يمكننا أن نفرم ورق "الدردار" فرماً ناعماً ونضعه في وعاء الطبخ الذي يحتوي على زيت زيتون وقطع صغيرة من البصل حتى تنضج، بعدها نضيف بعض البرغل الناعم وقليلاً من الفلفل الأحمر لمن يرغب به إلى أن يتم نضجه، وهذه الطريقة كان يطلق عليها

كبار السن "المرشوشة"».

من الجدير بالذكر أن نبات "الدردار" دخل من ضمن الأكلات التي يتم تخزينها بعد انتقال نساء الريف إلى مرحلة التخزين في الثلاجات، حيث تقوم ربات المنازل بسلقه ووضعه في أكياس المؤونة ليتم حفظه، وذلك لطبخه في أيام الصيف.

أروى غندور