"الشيش برك".. أكلة الحظ الشهية

تعد أكلة "الشيش برك" من الأكلات الشرقية القديمة والعريقة، فهي من الأكلات المعروفة في مدينة "سلمية" وريفها، وعلى الرغم من قدمها لا تزال حاضرة إلى اليوم على موائد أهلها، لأنها تجمع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء في المناسبات.

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 7/4/2013 زارت السيدة "اكتمال هاشم" في مدينة "سلمية" لتبدأ الحديث عن مكونات "الشيش برك" فقالت: «يمكننا أن نقسم هذه الأكلة لقسمين (العجين والحشوة) والعجينة سهلة فهي تتكون من كيلو من الطحين والملح والماء فقط، أما الحشوة فتتألف من لحمة ناعمة وبصل ناعم وبعض الزيت والملح وبعض البهارات».

يحتاج تحضير "الشيش برك" لوقت طويل نسبياً وعن طريقة تحضيرها تقول السيدة "هاشم": «لتحضير العجين، نخلط الطحين مع الماء ونرش عليه الملح، ثم نقوم بفركه وتترك الخلطة حوالي عشر دقائق حتى تصبح متماسكة، ولتحضير الحشوة، نحمّي قليلاً من الزيت ويقلّى البصل المفروم، ثم نضع اللحم الناعم والبهارات ونحركها حتى تنضج اللحمة، بعدها نقوم بمد العجين بالمدلك الخشبي لتصبح رقيقة، ونقطّعها لأقراص صغيرة بواسطة قطاعة، فنأخذ كمية من الحشوة لنضعها في قرص العجين ثم تثنى لتصبح نصف دائرة أو تأخذ شكلاً يشبه القبعة أو الوردة أو القمع حسبما نريد، لنرصف جميع الأقراص في طبق الفرن وبعد الانتهاء يتم وضعها في الفرن عشر دقائق كي تنشف العجين ولا تلتصق مع بعضها لتكون عندها جاهزة الطبخ».

وتضيف: «نقوم بتحريك اللبن على النار حتى يغلي لنسقط قطع العجينة بعدها الواحدة تلو الأخرى، ونضع كأساً من الأرز ونتركه على النار حتى يتم إنضاجه، ويتم سكب المزيج في الزبادي وتقدم باردة أو ساخنة حسب الرغبة، وغالباً ما نحضر هذه الأكلة في فصل الشتاء، فتقدم ساخنة خاصة في أيام البرد».

تسمى أكلة "الشيش برك" بأكلة الحظ والطرفة، وعن هذا تخبرنا السيدة "هاشم": «بعض أقراص العجين لا نحشوها باللحم، وعلى سبيل الطرفة نضع قطعة صغيرة من النقود أو حبات اللوز والبندق وغيرها من المكسرات، فمن تكون من نصيبه يقال إنها تجلب له الحظ الجيد، ولإضفاء جو من المرح ندسّ في بعض الأقراص أعواداً خشبية لتحديد صاحب الحظ السيئ في هذا اليوم، وبالطبع هذا ما يجعل تناول هذه الأكلة مع أفراد العائلة ذا طقس جميل ومضحك، فالجميع يأكلون بترقب حتى إذا ما تغير لون وجه أحدهم يكون دليلاً على أنه تحسس عوداً في فمه، والمضحك أكثر عندما يضبط أحدهم وهو يخفي العود قبل أن يشعر به أحد، فتسمع الضحكات تتعالى، ولربما هذه العادة تشكل دافعاً للأكل بنَهَم حتى يصل كل من أفراد العائلة إلى حقيقة حظه».

إضافة للحظ لا شك أن أكلة كالشيش برك تحمل في داخلها قيمة غذائية كبيرة تحدثنا عنها الاختصاصية في التغذية "مريم الخطيب"، فتقول: «تعتبر هذه الأكلة غنية جداً فهي تجمع بين اللبن الذي يعد مورداً هاماً للبروتينات التي تمد جسم الإنسان بالأحماض الأمينية الأساسية غير أنه مصدر مهم بالكالسيوم وفيتامين أ وب2 وغيرها، كذلك يحتوي اللحم على البروتين أيضاً والحديد والفوسفور فضلاً عن النشاء الموجود في الأرز، ويساعد الطحين على حل المشكلات الهضمية فهو غني بالألياف القابلة للذوبان، ومع الطاقة التي يمنحها البصل نرى أن هذه الأكلة تجمع بين كمية كبيرة من الفوائد والمكملات الغذائية، وبكل امتياز تكون من الوجبات الضرورية والمهمة والمفيدة جداً».

جدير بالذكر أننا لم نجد جواباً شافياً حول أصل التسمية ومعناها، ولكن يقال إنها تسمية تركية الأصل.

الصحفية أروى غندور