زوغنوش باشـــــا|| قصــه

موضوع: زوغنوش باشـــــا|| قصــه 4/6/2013, 10:58 am

عندما طال الحصار العثماني بقيادة محمد الثاني (الفاتح) على "القسطنطينية" , عقد السلطان محمد مجلساً استشارياً مع خوّاص مستشاريه و كبار القادة العسكريين و السادة العلماء , و طلب منهم أن يبدوا آراءهم حيال ما يجري دون خوفٍ أو تردد ؛ لأن الحصار قد طال و المدينة حصينة و صامدة !

فتكلّم الوزير "خليل باشا" و نصح السلطان محمد بالانسحاب حقناً للدماء , و خوفاً من ردّة فعلٍ غاضبة من قبل الدول الأوروبية الصليبية فيما لو سقطت مدينتهم المقدسة "القسطنطينية" بأيدي العثمانيين !

فالتفت السلطان محمد إلى القائد الألباني "زوغنوش باشا" مستنيراً برأيه , فما كان من "زوغنوش باشا" إلا أن استوفز في قعدته - أي جلس جلوس المتأهب للقيام - و صاح قائلاً :

( حاشا وكلا أيها السلطان .. أنا لا أقبل أبداً ما قاله "خليل باشا" فما أتينا هنا إلا لنموت لا لنرجع , إن "خليل باشا" أراد بما قاله أن يخمد فيكم نار الحمية , و يقتل الشجاعة , و لكنه لن يبوء إلا بالخيبة والخسران , إن جيش الإسكندر الكبير الذي قام من اليونان و زحف إلى الهند و قهر نصف آسيا الكبيرة الواسعة لم يكن أكبر من جيشنا فإن كان ذلك الجيش استطاع أن يستولي على تلك الأراضي العظيمة الواسعة أفلا يستطيع جيشنا أن يتخطى هذه الكومة من الأحجار المتراكمة ؟!

وقد أعلن "خليل باشا" أن دول الغرب ستزحف إلينا وتنتقم !! و لكن ما الدول الغربية هذه ؟! هل هي الدول اللاتينية التي شغلها ما بينها من خصام وتنافس ؟؟ هل هي دول البحر المتوسط التي لا تقدر على شيء غير القرصنة واللصوصية ؟؟ لو أن تلك الدول أرادت نصرة بيزنطة - القسطنطينية - لفعلت و أرسلت إليها الجند و السفن , و لنفرض أن أهل الغرب بعد فتحنا "القسطنطينية" هبّوا إلى الحرب و قاتلونا .. فهل سنقف منهم مكتوفي الأيدي بغير حراك ؟! أو ليس لنا جيش يدافع عن كرامتنا وشرفنا ..؟

يا صاحب السلطنة .. أمَا و قد سألتني رأيي فلأعلنها كلمة صريحة : يجب أن تكون قلوبنا كالصخر , و يجب أن نواصل الحرب دون أن يظهر علينا أقل ضعف أو خور ، لقد بدأنا أمراً فواجب علينا أن نتمه , و يجب أن نزيد هجماتنا قوة وشدة ونفتح ثغرات جديدة وننقضّ على العدو بشجاعة , لا أعرف شيئاً غير هذا ولا استطيع أن أقول شيئاً غير هذا "

فتهلل وجه السلطان محمد لمّا سمع كلمات "زوغنوش باشا" , و قوبل كلامه و رأيه بالتأييد و الترحيب من قِبَل القادة .. فأتمّ السلطان الحصار حتى تمّ الفتح !

أما "خليل باشا" فقد كانت الشكوك تحوك حوله , إذ تذكر بعض الروايات التاريخية أنه كان ينقل للبلاط البيزنطي تحركات العثمانيين و خططهم في السيطرة على المدينة , حتى كُشِفَ أمره .. فحبسه السلطان ثم قتله . و الله أعلم بالصواب !

يمكننا أن نؤكد بعد كل هذا .. أن فتح "القسطنطينية" حظي بشرفه ثلاثة : السلطان محمد , و شيخه شمس الدين آق , و القائد الألباني الشجاع زوغنوش باشا . فكلهم كان له دورٌ كبيرٌ في ذلك .

الموضوع منقول