أوراق ثقافية شكل ثقافي جديد متجدد

الأفكار الخلاقة والمبدعة, غالبا ما تعطي ثمارا قد تكون بطعوم مختلفة ,لكنها تبقى فاكهة نحتاجها .
عودتنا جمعية أصدقاء سلمية , على كل جديد ومبتكر, استطاعت من خلاله جذب جمهور, يتلون بألوان طيف ثقافة هذه المدينة الجميلة, ولايستثني طالبا للجديد والمفيد.
عودتنا مؤسساتنا الثقافية- دينية وسياسية -على نشاط ثقافي يتيم .....المحاضرة ....وإن كانت في بعض الأحيان, تتخلله بعض الندوات القريبة للمحاضرة أكثر منها للندوة, وفي هذا الشكل التلقيني والذي يعتمد على محاضرعارف يعطي, وجمهور متعطش يأخذ, وإن حدث تفاعل بينهما , ففي جزء بسيط يمتد لدقائق في نهاية المحاضرة, يخرج منها جمهورها وفي نفسه تساؤلات ازدادت وتعاظمت بعدهذا النشاط الثقافي, ولاتجد لها جوابا بل تزيد الحالة تعقيدا .

منذ مدة قريبة, استطاعت الجمعية استقطاب جمهور لابأس به, وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها, من خلال ابداع شكل ثقافي ليس فيه محاضرعارف, وجمهور كوعاء فارغ مستعد لأخذ ما يمكن أن يوهب له, بل الكل في هذا الشكل الجديد محاضر, ومستعد للتفاعل في كل لحظة, والكل قد يملك جزء من الحقيقة, فلايمتلك زمامها دون غيره, والكل مساهم بالإصغاء في حال كان الآخر يستعرض مخزونه الثقافي’ بعفوية المثقف الحقيقي, وليس المدعي , احترام الآخر من خلال الإصغاء , احتر ام الآخر من خلال المداخلة التي لاتتضمن سجالا, غالبا ماينتهي الى اللاشيء, أو الى خلاف يتعدى حالة الاختلاف الحضاري .

الفكرة بسيطة تقوم على طرح مشكلة أو مفهوم اشكالي, أو قضية - وليس هناك حدود لهذه الطروحات- من خلال أي فرد مشارك بمداخلة قصيرة يعرض فيها رأيه, ومحاور يقترحها للحوار ثم ومن خلال إدارة لهذه (الحلقة ) - وهذه التسمية أعجبتني كونه تم تكرارها عدة مرات اليوم- وتتم المشاركات, وغالبا ما تكو ن وليدة اللحظة ودون تحضير من قبل .
نطمح من خلال هذه الحلقات, والتي اتفق على تسميتها أوراق ثقافية , أن تكون لبنة صغيرة في طريق مستقبل هذا البلد العظيم, والذي لايمكن إلا أن يكون نموذجا جديدا في الديمقراطية ومجتمعا يرسيخ ثقافة الحوار بلغة حضارية بعيدة عن التشنج والسجالات وترقى لوقف زحف فكر يقيني متمترس وراء من يظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة.

سمير جمول